قد سمعتُ مرة أن القدر لا يعيد الصدف الجميلة مرتين أبداً، لكنه قد أخفق اليوم.
عندما أنتهت ماتا كنا قد خرجنا نقصد الأفطار، كل من ماتا والفتاتان ألسفيرا وأيفانجل أمامي بينما أنا قد تأخرت عنهما بخطوة حتى يكون لعينيّ الوقت الكافي لمعاينة كل هذا الجمال.
كل شيء جميل بشكل يسلب الأنفاس، الفضي والأبيض يمتزجان بطريقة عجيبة، كل شيء راقي وفخم يبعث بشعور ملكي على الرغم من أن الفضة هي من تحتل المكان عوضاً عن الذهبي!
المكان منتظم الساعة الكبيرة التي تزين الحائط الأبيض الممتلئ بالزغارف الفضية تخبركَ بأن الوقت أهم ما يكون هنا.
كما في قلعة الدولور كل شخص يعلم ما يجب عليه فعله، هل أنا الوحيدة التي تبدو ضائعة هنا؟
تبعت ماتا حتى وصلنا إلى غرفة متوسطة الحجم في نهايتها شرفة كبيرة قادتني إليها قدمي فوراً وكان المنظر سالب للأنفاس الغابة كانت تبدو رائعة كما لو أنكَ تنظر للوحة مرسومة بأنامل محترفة.
وضِعَ الأفطار على طاولة بيضاوية الشكل تشغل مساحة كبيرة من الغرفة، وحولها إثنا عشر كرسي.
جلسنا هناك ودخلت الغرفة فتاة تبدو في منتصف العشرين من عمرها، شعر ذهبي وأعين أكثر زرقة من ماء المحيط، تبدو لطيفة بذلك الفستان الذي يظهر أنتفاخ بطنها البارز قليلاً، حامل؟ .
"صباح الخير، يبدو أنه أفطار للفتيات فقط! "
بالضبط كما توقعت صوتها كان طفولي جداً، كيف لها أن تبدو بشكل يوحي أنها بعمر الخامسة والعشرين ولها صوت طفولي كهذا !
الأمور تزداد غرابة هنا.
أحتضنت ماتا بشدة ويبدو أنهما تعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل، فمي الآن يصل الأرض! هل هذه الغريبة أحتضنت ماتا للتو دون أن يفصل رأسها عن جسدها؟ وهل سؤلتها ماتا بصوت حانٍ عن حالها وحال الجنين الصغير؟
ألتفتت لي بعدما ألقت التحية على الفتاتين وبقت تحدق بوجهي بملامح لم أتمكن من تفسيرها، لكن لحظة واحدة فقط، هل للتو قد حملت ملامح تدل على الشفقة ناحيتي!
"الدولور الجديدة، صحيح؟ أنا جورن"
تقدمت ناحيتي وصافحت يدي.
"إستيريا والتون، وحقاً أشتقتُ لأن أعرف عن نفسي بنفسي"
"أنتِ فقط مميزة وغنية عن التعريف، دائماً"
قابلت نظرتي المتململة ونبرتي الساخرة بحضن دافئ وكلمات أدفئ.
عادت لمكانها وأكملنا الأفطار بهدوء على عكس ما توقعته منها فبدت لي فوضوية وطفولية أكثر من كونها هادئة.
بعد أن أنتهينا من الأفطار توجهنا -بعد إرغامي على ذلك- نحو العمل الذي ينتظر كلاً من ماتا والفتاتين وقضينا وقت طويل جداً هناك، إزالة شفرات قديمة ووضع أخرى جديدة بحذر شديد وأعادة تصليح العديد من الأسلاك والأجهزة، حيث كلا الفتاتين ولوحدهما تماماً قامتا بكل ذلك، حيث كانتا ترتديين بنطال وكنزة واسعان يساعدهما بالحركة، الأجهزة كانت مختلفة بعضها للتدريب وأخرى طبية وأخرى مكائن تصنيع وغيرها الكثير.
أنت تقرأ
Dolor | دولور
Paranormalإستيريا والتون، فتاة تجري بعروقها دماء لفصيلتين مختلفتين بينهما ماضٍ سيء ولعنة تحاوطهما، لكنها جاهلة لكل ذلك. كل الأسرار بدأت تُكشَف منذ حادثة محل البقالة، الأسرار التي جعلت من حياة إستيريا تجري بمنحنٍ مختلف وغريب. لكن المسؤولية تختار صاحبها، وعلى...