بحث

84 12 2
                                    

كيف الانتظار؟ أعمال المنتظرين في زمن الغيبة

انتظار الأرض

اولد إمامنا المهدي المنتظر ( عام ( ۲۵۵ ) هجرية في سامراء ، واستلام الامامية وهو ابن خمس سنين ، ومنذ عام ( ۲۱۰ ) هجرية وإلى يومنا هذا فهو عانت من أنظار الناس وقد حدثتنا الكنب السماوية كلها ؛ كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن من هذا الغائب الذي تنتظرة الأرض وكذلك عن أنبياء و عباد الله صالحين ما زالوا أحياة ، لكنهم غائبون عن أنظار الناس كالمسيح عيسى بن مريم و عزيز والخضر ، وسيعودون حين نشرق الأرض بنور ربها عند ظهور إمامنا صاحب العصر والزمان ليحكموا معه الأرض كلها مع الصالحين والمستضعفين بالعدل والأنصاف ودستورهم القرآن ، لتعم السعادة كل البشرية والأوطان

ما هو الانتظار
الانتظار هو الأمل ، فحين يغيب الأب تنتظر العائله قدومه بلهفة وشوق ، وتتطلع إلى موعد لقائه ، وكل فرد يحمل أمنية سيحققها الأب عند عودته ، لتكتمل السعادةً ويزول الفراق ، وتتحقق الأمنيات وتجلب الهدايا . لتواصل العائله حياتها تحت رعاية وتربية وحنان وعطف الأب الودود ، الذي لا يفرق بين أولاده وأهله . فكل فرد ينال الحب والتربية
وهكذا الأرض والشعوب تنتظر الأب والقائد الرؤوف والشجاع البجلب الخير والبركات للناس ، ويحقق أمانيها . و يزول الظلم والفقر ويسود الأمن و العدل كل بقاع هذا الكون ، لتصبح الحياة جميلةً خضراء لأنّ المعتقد والموعود والإمام يحكم بدستور القرآن الكريم ، ويعطي لكل إنسان حقه من هذه الخيرات والبركات التي أعطاها الله تعالى للبشرية ، والتي تكفي لسدّ كلّ الحاجات .

أنواع الانتظار

الأمام المهدي هو حلم المؤمنين والبشرية ، وحين يسود الظلم في بقاع الأرض يحتاج الإنسان المظلوم الأمل والخلاص ، فالانتظار يمد الإنسان بالقوة والعزيمة ، ويدعوه إلى ترش اليأس وعدم الخضوع لمثل هذا اليأس الذي يدمر طاقات الإنسان وجهوده ويعطلها بل وكل طاقات وإبداعات المجتمع . وعند الياس يسود الجهل ويكبر حجم الظلم في المجتمع ويسيطر الطواغيت والكافرون والفسّاق على أمور الناس ، وينهبون خيراتهم ، فيسود الفقر والأمية والأمراض . وهنا لابد للإنسان أن يقوم بتغيير نفسه ويخرج من حالة اليأس والقنوط إلى حالة من الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه و تحدي الظلم ، كما فعل الأنبياء والأولياء والصالحون وحد دول وحكومات وطواغيت . وهنالك ثلاثة أنواع من الانتظار للإمام المهدي ما نراها لدى الناس ، أحدها مأخوذ من القر وسنة الرسول وأهل بيته اول و آخر انتظار غير صحيح ، والثالث انتظار محايد .

الانتظار السلبي
هناك فئاً من الناس استحوذ الشيطان على عقولهم . ويدّعون أنهم ينتظرونَ الإمام المهدي ودولته العالمية العادلة ، ويعتقدون أنه لا يظهر إلا بعد أن تمتلئ الأرض والدنيا فساداً وظلماً . حيث يقول رسول الله : ايملاً الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلسَتُ جوراً وظلماًاويدّعي هؤلاء أنه لابد من امتلاء الأرض بالظلم والجور والفساد كي يظهر الإمام ويعملون على إشاعة الظلم والفساد في الأرض ، وهذا النوع الشيطاني الذي يفتر آيات الله وأحاديث الرسول والأئمة الأطهار بهذا الشكل ، إنما هم أغبياء وغير مصلحين ، بل مفسدون سيطرت عليهه أهواؤهم وشهواتهم ، واتخذوا من قضية الانتظار فرصة لممارسة أعمالهم الشيطانية . فالله تبارك وتعالى حق وعادل ولا يحب الفساد والظلم ، ويعاقب عليه بنار جهنم سواء في عصر غيبة الإمام أو عند ظهوره ، فهذه فكرة شيطانية ، يسميها المؤمنون بالانتظار السلبي غير الصحيح

الانتظار المحايد
هناك نوع من الناس المسلمين يؤدون صلاتهم وصومهم ، و يعيشون حالة الإيمان الاعتيادية أو الروتينية ، وغافلون عن قضية الإمام المنتظر في أغلب حياتهن ، ويقولون : إن جاء فمرحبا به ، وإن لم يأت أو يطفه فنحن نعيش حالتنا وحياتنا الاعتيادية ولا يهمنا الامر كثيراً ، وقد يتفاعلون مع قضية الإمام المهدي ) وظهوره لبعض الوقت حين يا نسي ذكر الإمام في مجلس أو حين يقرأون كتاباً عنه أو يشاهدون برنامجا من المواعيد المنتظر ، وحين ينتهي الأمز ، ينسون قضية الإمام و انتظاره ، وتهيئة الأرض المقهوره المبارك ، بمعنى أنهم غير مهتمين اهتماماً كبيراً بقضية إمامهم الذي وعد الله تعالى البشرية به ، وأنه سيصلح كل أمورها . وهؤلاء ينتظرون أن يقوم غيرهم بعملية الإسلام الاجتماعي والاقتصادي والتربوي ، ولا يساهمون بها ، فهذا ما تسمية الانتظار المحابه ، وهو نوع غير مقبول من المسلم أيضاً

الانتظار الإيجابي
لو أنّ جماعة من المسلمين في المسجد جلسوا لأداء الصلاة وهم بانتظار امام الجماعة ليصلي بهم ، فترى عيونهم ترتقب باب المسجد منتظرين قدومه ، وقد رتبوا صفوف الصلاة وأعلنوا الأذان وتوضأوا وبدأوا بالتسبيح لله ، وعند مجيئه يقومون له ويسلم عليهم ويسلمون عليه ، ثم يقيمون الصلاة خلفهوكذلك لو كانت مدينة تنتظر قائداً أو شخصية اجتماعية كبيرة ، فترى أهلوكذلك لو كانت مدينة تنتظر قائداً أو شخصية اجتماعية كبيرة ، فترى أهل المدينة يعلّقون الزينة في الشوارع ويكتبون لافتات الترحيب وينظفون المدينة ويخرجون لاستقباله بالأهازيج والهتافات ، وحين يصل يستقبلونه استقبالا حارا وتراهم مسرورين به ، وهو مسرور بهم . افكيف ونحنُ ننتظرُ إماماً ، هو آخر الأوصياء وبقية الله في الأرض من الأنبياء والصالحين في الأرض ، ويريد أن يحقق حلم الأنبياء والمرسلين وينشر الخير والعدل والمحبة والسلام الأرض ؟ !

فما الحب الا انتظار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن