*وقفت تنظر للمرآة في حزن، منذ ٣ سنوات و هي على نفس الحال، تضربها الأمواج المتصاعدة و تسحبها للرمال و اذا ظنت ان الرمال رحمةً تجد الأمواج تسحبها مرة اخرى بعمق البحر الثائر، كأن العالم كله من حولها يثور إلا هي.*
*في زمن بعيد جداً، حيث صار الناس متخليين عن انسانيتهم و عن كل مشاعر الحب و الرحمة، أصبح حامل تلك المشاعر مجرم و يتم اعدامه عقاباً على ذلك، و كيف يعرفون حامل المشاعر من غيره؟ كل أعينهم رمادية كلون الآلات إلا حامل المشاعر تكون عيناه بُنيتان بندقيتان، لذلك علينا أن نحذر مما تومض به أعيننا لأنه سيؤذينا!!*
*تنظر إلى عيناها اللتان تومضان باللون البُني الجميل، في أول مرة لاحظت وميض عيناها خافت بشدة و هلعت، لكن بعد ذلك أحبت كونها انسانة لا حجر او آلة، برغم افتخارها بنفسها كإنسانة إلا انها حزينة جداً كونها لا تجد من يشبهها، بحثت في كل الارجاء و لم تجد أحداً و تظن انها لن تجد.
"""صوت خطوات تقترب من باب غرفتها المغلق"""
بسرعة تضع في عينيها قطرتين من محلول سحري كي تعود عيناها للونهما الرمادي، كانت امها قد اعدته لها من وصفة سحرية تناقلتها الاجيال.
آه كم تشتاق إلى أمها، تتمنى لو تراها و لو لمرة واحدة.
تفتح الباب شابة تبدو في نفس سنها، تقترب منها و تمسكها برفق من كتفيها*منال: صباح الخير يا عزيزتي ثناء، لماذا تأخرتي كل هذا؟ علينا اللحاق بالمدرسة بسرعة.
*تنظر ثناء إلى صديقتها و في داخلها حسرة تداريها الوصفة السحرية، تلك الصديقة التي ظنتها مثلها تماماً، إنسانة! لكن سرعان ما اكتشفت انها لا تختلف عن الآخرون في شئ و انها مثلهم، فقدت انسانيتها و لكن لم تظهرها الظروف، عرفت انها ليست إنسانة حين خانت عهد الصداقة و احزنتها فعلمت انها كانت مغفلة و لم تلاحظ ان صديقتها مثل كل شخص على هذا الكوكب اللعين.
متى حدث هذا؟ مازالت تذكر وميض عيني صديقتها بالبُني المُحبَب لكنه اختفى فجأة و تحول للرمادي الكئيب!*ثناء: اعتذر يا عزيزتي منال، لم ألاحظ الوقت. هيا هيا كي لا نتأخر على يومنا الأول!
*يقف مسئول الأمن امام الطلاب في أول يوم مدرسي، و هو شخص ضخم الجسد بارد الصوت مرعب الملامح، ان كان هؤلاء الناس يشعرون لكانوا ماتوا رعباً من نظراته.
لكن ان دقققنا في ملامحه سوف نشعر ان هذا الشخص لو كان في زمنٍ آخر كان سيصبح شخصاً طيباً مسامحاً يزرع الورود في حديقة منزله و يقدمها للجيران، لكن في هذا العالم لا يوجد طيبون، لا توجد الطيبة أساساً.*مسئول الأمن : أعزائي الطلاب اهلاً بكم في مدرستكم العزيزة، حيث ستمضون الثلاث سنين المقبلين لتتخرجوا منها لأعمالكم و حياتكم المستقبلية، و حيث تتعلمون و تتربون على ما هو صحيح و تبتعدون عما هو خطأ، بالطبع تعرفون التعليمات المعتادة الخاصة بالدراسة، و التي سيخبركم بها السيد مدير المدرسة لاحقاً، لكن الآن سوف اخبركم بقوانين الدولة و التي يُجبر كل شخص على الالتزام بها و عقوبة عدم الالتزام هي الإعدام.
أولاً إذا لاحظت اي شعور غريب في نفسك مثل رفض الإيذاء الموجه للآخرين، عليك بتسليم نفسك للشرطة فوراً كي يتم علاجك قبل أن يتمكن منك المرض.
ثانياً إذا قمت بالتستر على اي شخص ظهرت عليه الأعراض السابقة فأنت مشترك في جريمته و لك نفس العقاب.
ثالثاً ممنوع استخدام الخدع السحرية اياً كان نوعها و ذلك بسبب ضررها على المجتمع و تضليلها للحكومة، و يعاقب مستخدمها بالإعدام فوراً هو و من اتبعه و من ساعده و من تستر عليه.
رابعاً تذكر عزيزي الطالب ان تلك القوانين لمصلحتك اولاً و مصلحة الدولة ثانياً، لذلك عليك اتباعها حمايةً لنفسك و للجميع.*يتحدث مدير المدرسة بعدها و لكن لا تسمعه بطلتنا فهي شاردة فيما آلت إليه حياتها، حتى تسمع من منتصف الساحة صرخة عالية.
ينظر الجميع لمصدر الصرخة فيرى مسئول الأمن قد امسك بأحد الطلاب و هو يضربه على ركبتيه ليسقط الشاب أرضاً، ثم يفتح الطالب عيناه ليزرف دمعتين و تظهر عيناه البُنيتين!*مسئول الأمن : ماذا قلنا عن استخدام السحر يا بُني؟ قلنا ان مستخدم السحر يُعاقب بالإعدام الفوري أليس كذلك؟ و علينا أن ننفذ القانون.
*كان الجميع قد اشاح وجهه من زمن و انصت للمدير الذي بدأ بإخبارهم بقوانين و قواعد المدرسة، لامبالاةً و ليس خوفاً، إلا هي تنظر للمسكين الذي سوف يلتقي بخالقه بعد ثوانٍ.
"""صوت اطلاق النار"""
نعم، للأسف قام مسئول الأمن بقتل الشاب، نلاحظ على فتاتنا ان عيناها ذرفتا دمعتين و ظهر ومضيهما، لكن سرعان ما لاحظت فرفعت رأسها عالياً لتسقط الدمعتان لداخل عيناها و تعودان للون الرمادي، لكنها لم تكن تعلم أن أحدهم يراها بوضوح.*
.
.
.
يتبعاول تجربة كتابية اعملها و آرائكم تهمني ❤️
أنت تقرأ
eyes can deceive
Science Fictionفي عالم صارت الإنسانية داخله جريمة، يعاقِب عليها القانون و يُقتَل صاحبها بدمٍ بارد تعيش ذات العينين البُنيتين و القلب الأبيض، تحاول أن تُصلِح العالم الذي لا يتوقف عن محاولة تدنيسها فهل ستستطيع يوماً ان تضئ نور الشمس؟ أم ستضطر للحياة في ظلام الفجر من...