الجزء الخامس

8 3 2
                                    


*في اليوم التالي، نرى فتاة بعينين جميلتين جداً، تجعل من يراها يسبح خلق ربه، فحدقتيها السوداوتان كالليل تجعلانك تتمنى لو تستطع ان تنظر لهما طوال عمرِك، ترمش بعينيها لثلاث مرات فتعودان للون الرمادي الكئيب، تخرج من باب غرفة ١١٦ بمنزل الطالبات بالمدرسة، ثم تلتف و تغلقه بالمفتاح جيداً و تضحك ضحكة مُريبة و هي تنظر بداخل حقيبته للمفتاح الآخر، ثم ترحل سريعاً في اتجاه الحديقة الخلفية، نفس المكان الذي تقابل به أبطالنا!
و للدهشة، لم نرى حتى الآن وجه الجميلة.*

*تصل الجميلة إلى الحديقة و تقابل شاباً يقف بإنتظارها، تظهر في عينيه تلك النظرة المشؤومة التي أصبحت بديلة لنظرة العُشاق، نظرة مليئة بشهوة حيوانية مرعبة، تقترب منه الفتاة و تبتسم لنظرته ثم تجلس على مقعد قريب.*

الجميلة : مرحباً بك يا ياسين، اعتذر على ايقاظك مبكراً جداً يا حبيبي لكن الأمر طارئ و مهم جداً.

*يجلس ياسين بجانبها و و هو يتثائب.*

ياسين : لا توجد مشكلة يا حبيبتي، لكن ما الأمر الطارئ الذي حدث فجأة هكذا؟*

*الأخلاق تمنعنا من التجسس على الناس، أليس كذلك؟ هيا فلننتقل إلى المشهد الآتي.*

*تستيقظ ثناء في غرفتها، تحدق في السقف و تتذكر كيف ماتت ولاء المسكينة (في نظرها) و تفكر لماذا لا تذهب و تخبر الشرطة بمن قتل ولاء و أين قتلها، تنهض من سريرها و هي تنوي اخبار الجميع بما حدث لولاء، لكنها تجد هاتفها يرن بصوت الرسالة.
تفتحها و تقرأ محتواها "السِر مُقابل السِر، ربما عليك التفكير ملياً.      سمية"
تنصدم ثناء و تقرر عدم فضحهم، لكنها تفكر في أمر واحد، سمية لم تلتمع عيناها باللون البُني، إذاً هي ليست إنسانة! فكيف تساعدهم بحق الجحيم؟
تقرر تجاهل ما حدث في اليوم الماضي كاملاً و ان تحاول العودة لحياتها السابقة.
تقوم ثناء بروتينها اليومي حتى تنتهي منه و تلاحظ انها ان لم تخرج فوراً من الغرفة سوف تتأخر على حصتها الأولى.
تحاول فتح الباب مراراً و تكراراً لكن لا تستطيع، تذهب لإحضار المفتاح و عندما تعود تجد منال أمامها.*

منال : صباح الخير يا عزيزتي، هيا هيا لقد تأخرنا على المدرسة.

ثناء : منال ان البا.........

*تفتح منال الباب بمنتهى السهولة و تسحب صديقتها من يدها للخارج ثم تغلقه و تسحبها إلى المبنى.
كادت ثناء ان تخبرها بأمر الباب لولا انها لاحظت ان عينيها تميلان للون البُني من الدهشة فتصمت ثانيةً، بعد أن أصبح الصمت لا ينفع ولا الكلام.*

*يقترب ياسين من الفتاتين و يتحدث مع منال أثناء اتجاه ثلاثتهم لحضور حصتهم الأولى باليوم الدراسي الثاني.*

ياسين : مرحباً حبيبتي، مرحباً ثناء، كيف حالكما؟

منال : مرحباً بك حبيبي ياسين، نحن بخير و انت؟

ياسين : بخير يا حبيبتي، بخير جداً.

*قال ياسين جملته الأخيرة و هو ينظر لثناء التي آثرت ان تبقى صامتة، و لاحظت ثناء نظراته فتوترت اكتر.
منذ زمن بعيد و هي تلاحظ نظراته المريبة الموجهة لها، و للأسف لم يكن لديها الشجاعة لإخبار صديقتها العزيزة.
تتذكر ثناء ايام كانت صديقتها طيبة حنونة إنسانة! تكاد تقسم انها رأتها في إحدى المرات بعينين وامضتين بالبُني! لا تعلم ما حدث لكن منذ ظهور ياسين و كل شئ قد تغير، فهل يمكن أن تعود لحياتها السابقة؟ ما قبل ليلة امس و ما قبل ظهور ياسين، كم تتمنى لو تعود لما قبل اختراع الدواء، حياة جدودها التي سمعت عنها حين كانت للصداقة قيمة و للحب معنى! شعرت انها سوف تبكي فخافت ان تسقط القطرة السحرية من عينيها، لذا قررت أن تتحرك بسرعة دون انتظار أصدقائها، أو بمعنى أصح صديقتها و اللعنة التي معها.*

ثناء : مرحباً بك ياسين، سوف اسبقكما إلى الفصل يا أعزائي.

منال و ياسين : حسناً، ثناء.

*تسبقهم ثناء للفصل و هناك تجد كرم يقف أمامها، بمجرد رؤيته تذكر ليلة امس فتسقط دمعتها السحرية امام الفصل كله الذي يلاحظ ذلك فعلاً!*

يتبع

eyes can deceiveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن