الجزء السادس

3 3 0
                                    

*يقوم كرم بسحب دلو مياه كان بجانبه، حيث أن الحصة الأولى هي حصة الكيمياء، و يسكب الدلو على ثناء بسرعة، فيبدو على ثناء كأنها مصدومة من تصرف كرم و لا يلاحظ احد انها إنسانة، يدفعها كرم للخارج كي تجد مكاناً آمناً لتضع قطارتها السحرية (و التي صِرنا الآن نعلم انها كيميائية و ليست سحرية) و تخفي عينيها البُنية.
كاد كرم ان يخرج وراء ثناء لكن دخل مسئول الأمن الذي كان قد استدعاه المعلم و امسك بكرم من ثيابه ليصرخ فيه.*

مسئول الأمن : ما هذا الذي فعلته ايها الشاب؟

*ارتعب كرم كثيراً لكنه كان يداري بداخله ارتعابه و لا يعلم كيف لم يحدث و يظهر على عينيه اللون البُني.*

كرم : اعتذر سيدي، بيني و بين الزميلة ثناء خلافات لم يكن يجب أن احلها داخل الفصل، اعتذر بشدة.

مسئول الأمن : سوف نتفاهم بشأن اعتذارك في وقتٍ لاحق، الآن سوف تأتي معي لتلقى عقابك، و ليعلم كل مَن بالمدرسة ان القانون فوق رؤوس الجميع!

*ينظر كرم المسكين لمسئول الأمن برهبة، و للمرة الثانية لا يتغير لون عينيه، فهو يعلم انه إذا قُبِض عليه سوف يقوموا بتحليل دموعه و اكتشاف المادة الكيميائية الخاصة بالقطارة و حين يعلموا سوف يتهموه بممارسة السحر و سوف يتم إعدامه فوراً!
حاول كرم المسكين ان يتملص من ايدي مسئول الأمن، لكن قام مسئول الأمن بضربه على ركبتيه بالعصا التي يتكئ عليها فسقط كرم على الأرضية الباردة و لم يستطع القيام ثانيةً، ليقوم الجنود بوضع ذراعيه فوق اكتافهم و حمله بينما يسيرون خلف مسئول الأمن في اتجاه نقطة الأمن الموجودة بالمدرسة.
كان كرم المسكين يود لو يبكي كثيراً و كثيراً، كان لا يخاف على نفسه لكن يخاف ان يموت قبل أن يأخذ بثأر أخيه الذي قُتِل امام الجميع بدم بارد، ان يحرر البشرية و ينقذها، هو الذي لم يظن يوماً ان يموت قبل أن يحرر البشر كلهم، و شعر بشعور لم يشعر به من قبل ابداً، شعر انه لا يريد أن يموت كي يستطيع حماية البلهاء ثناء التي تبكي من أقل شئ كأنها تريد فضح نفسها، قد انقذها مرتين في حوالي يومين! شعر انه لا يعلم ما هذا الشعور، أهذا هو الحُب؟ ان يكره من يظلمه لأنه سوف يحرمه من حماية حبيبته؟ ان يخاف عليها أكثر من نفسه؟ أن يريد أن يودعها اكثر من أن يتمنى حريته؟ مسكين انت يا حامد كيف استطعت ان تعيش بهذا الألم و ان تخونك حبيبتك و تُقتل عقوبةً على خيانتها امام عينيك.
على ذِكر حامد، كان حامد يرى ما يحدث لكرم، لذا جري بسرعة ليعرف أين ذهبت ثناء و وجدها بدورة المياه تضع قطرتها، كسر القفل الدي على الباب و فتحه ليمسك بها و يخرجها لطُرقة امام دورات المياه، حاولت ثناء ان تصرخ مراراً و تكراراً لكن لم تستطع، نظرة حامد تذيبها خوفاً و تقتلها رعباً، لا تفهم ما الذي يريده حامد الآن خصوصاً بعد ليلة الأمس.
و بالطبع، تضوي أعينهما باللون البُني، هي من الخوف من حامد و هو من الخوف على صديقه.*

حامد : اخرسي يا ثناء، اسمعيني جيداً انا اعرف أنكِ إنسانة و إذا قتلتك الآن لن يلومني احد! بل سوف يقولون اني بطل قومي.
الآن انتي سوف تذهبين و تحُلين أمر مسئول الأمن، قُبِض على كرم بسبب سذاجتك و غباءك، إذا كنتِ تريدين ان يتم القبض عليكِ فتلك هي مشكلتكِ لكن لا تتسببي بمقتل اعز أصدقائي، إذا حدث لكرم شئ سوف أخبر الجميع بحقيقتك و لن أبالي، الآن تحركي و اذهبي إلى مكتب المسئول اللعين فوراً.

*سقطت ثناء على الأرضية بدون حراك، لا تستطيع ان تتخيل فكرة ان يموت كرم على أيدي هؤلاء، هي نفسها لا تعلم لماذا خافت عليه إلى هذا الحد.*

*تستيقظ ثناء برعب و تنظر حولها لتجد نفسها في غرفة بديعة الألوان يبدو عليها انها غرفة زوجين، تنظر إلى السرير بجانبها لتجد الملاءة مبعثرة مما يعني ان أحدهم كان ينام هنا بجانبها، تخرج من الغرفة لتجد عدة غرف و سُلم يتجه للأسفل و الأعلى، تسمع أصوات ضحك في الأسفل فتهبط السُلم لتجد كرم أمامها يجهز القهوة فتجري بإتجاهه و تحضنه بشدة و هي تضحك حتى تكاد تبكي، يستغرب كرم رد فعلها لكن يضحك مثلها.*

كرم : ماذا بكِ يا حبيبتي؟ كل هذا لأنكِ استيقظتِ فلم تجدي زوجكِ بجانبك؟

ثناء : حمداً لله انك بخير.

صوت سيدة : تخافين عليه من تحضير القهوة يا ابنتي؟ انتي مسكينة حقاً.

*حين تسمع ثناء صوت السيدة تلتف بسرعة لتجري بإتجاهها و لا تلاحظ حتى الطفلة التي تمسك بيدها.*

ثناء : أمي !!!!!!! آه يا أمي حتى في أكبر أحلامي و أكثرهم خيالاً لم اتخيل ان اراكِ ثانيةً.

الأم : ماذا بكِ أيتها المجنونة؟ انظري سوف تخيفين ابنتكي الآن.

*تنظر ثناء لأسفل فترى طفلة جميلة تنظر لها، تأخذها في حضنها و هي حتى لا تعلم من هي، لكن تشعر بشعور غريب كأنها امها او ما شابه.*

*يُسمع صوت لطرقات على الباب فيتجه كرم ليفتح و يجد منال  و سمية و حامد، يدخل الجميع و ترتفع أصوات الضحكات و الاحاديث التي حتى أن ظننت انها تافهة فهي أمنية الجميع في عالم لم يعد فيه للأسرة معنى.*

يتبع

eyes can deceiveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن