الجزء الرابع

10 3 2
                                    


كرم : هيا يا شباب، علينا البدأ بالشرح لثناء.

حامد : انت مُحِق، ما حدث بعد ما أخبركِ به كرم ان الطبيب قام بإعطاء ابنته دواءاً مضاداً لدواء إخفاء المشاعر حين كانت حاملاً، و لم يعلم احد مَن هي ابنة الطبيب و لذلك لا أحد يعلم أين ذريتها، إذا وجدنا ذريتها نستطيع أن نستخرج منها الدواء المضاد و الذي إذا نشرناه في الجو حتى سوف يُشفى كل ذا قلب نقي، و يموت كل ذا قلب اسود، هذا الشخص تتغير عيناه للأخضر حين يصل لذروة مشاعره، إذا كان قد تعاون مع الحكومة فذلك يعني ان عيناه لا تومضان بالبُني ابداً بل بالاسود كلما شعر بأي شئ كالعادة، أو باللون الأخضر حين يصل لذروة مشاعره.
للأسف لا يوجد لدينا اي مشتبه بهم في ذلك الأمر، و للأسف لا يمكن تجربة الأمر الا إذا تعرض الشخص لذروة مشاعره حقاً، مع العلم ان هذا الشخص يعرف انه من نسل الطبيب لأنه يرى الأشياء بالأبيض و الأسود لمدة ٣ دقائق في يوم عيد ميلاده كل سنة، و هذا من الآثار الجانبية للدواء، لذلك نحن نراقب الناس دائماً و نحاول اكتشاف أمرهم.
فهل انتِ معنا يا ثناء؟

*تظهر في عقل ثناء ومضات من ماضيها، مثلاً تلك اللحظة حين ومضت عينا اباها بالأخضر حين وُلِد أخاها الصغير! هل حقاً العلاج في يد أباها؟ و هل سيوافق أباها ان يساعدهم و هو الذي لطالما كرهته؟
يناديها حامد بآخر كلمة لتنتبه و ترد عليه*

ثناء : انا؟ انا معكم بالطبع! لكن ماذا إذا لم نجده؟

حامد : الناس تبحث عن هذا الشخص منذ ٢٠٠ عام، أي بعد المصيبة ب٥٠ سنة، فإذا لم نجد شئ فسوف نكون قد حاولنا على الاقل.

*تبتسم ولاء ابتسامة واسعة غريبة، و تتحدث بصوت هادئ و هي تخرج شيئاً غير واضح بسبب الظلام.*

ولاء : لا أظن انكم تملكون الوقت الكافي.

*تحاول ولاء إطلاق النار على الجميع لكن لا تستطع بسبب اختراق خنجر سمية لظهرها، تصرخ ثناء بعنف جراء ما حدث أمامها.*

ثناء : ما هذا؟ كيف تقتلينها بكل برودة أعصاب؟ انها واحدة منكن.

سمية : كانت سوف تقتلنا جميعاً!

*يقاطعهم صوت حامد الباكي، الذي بدا عليه كأنه كان متوقعاً هذا المشهد الأليم.*

حامد : آه يا ولاء كيف خنتيني يا حبيبتي؟

*تبكي سمية و تنتحب بينما يقترب حامد من حبيبته المقتولة و هو بيكي و ينظر لوجهها ثم يمد يده ليغلق عيناها، لكن يتدخل كرم سريعاً.*

كرم : ما هذا الذي في عينيها يا حامد؟

*ينظر له حامد بدون أن يرد و يبدأ بالتعرق في خوف، يقترب بيده من وجه ولاء و يمد أصبعه في عينيها ليخرج عدسة لاصقة إلكترونية، تتلون حين يقوم مالكها برمش عينيه ثلاث مرات متتاليات، و بالطبع، تتلون بالبُني.
و بذلك يكتشف حامد ان حبيبته و نبض قلبه هي خائنة، ليست لصالح الحكومة بل لصالح المال، هي من جماعات صائدي الأموال الذين بتجسسون على الناس و يجمعون المعلومات كي يستطيعوا بيعها لاحقاً.
يصرخ حامد من الصدمة و يبكي كثيراً، يبكي الجميع و تنظر لهم ثناء في حسرة فهي لم تجرب يوماً شعور الصديقة الحزينة على صديقتها ولا الحب الدي يظهر في عيني حامد.
و إذا نظرنا لكرم فهو قد عاد لطبيعته منذ تناوله تلك الكبسولة، فما هي تلك الكبسولة إذاً؟ و هل كرم يُعتبر مصدر قلق؟
يهدأ الجميع و يحمل حامد حبيبته و خائنته بين ذراعيه، يتجه للخارج و خلفه كرم دون أن ينطقا بكلمة، ثم يعودا بعد دفنها بالخارج.
يشير كرم لثناء إلى السلم فتفهمه ثناء و تتجه للسلم ليصعدوا الطابق العلوي و يتركوا الفرصة لحامد و سمية ليتحدثا.*

كرم : لابد أنكِ تريدين معرفة ما رأيتي منذ قليل، منذ سنتين تقريباً رأت ولاء عينا حامد و هما يتلونا، ذهبت مسرعةً إليه و سحبته لداخل احد الغصول الفارغة بالمدرسة، احبها حامد لأنها انقذته و ظلت معنا سنة كاملة حتى سمعتها سمية في احد الايام تتحدث في الهاتف برغم انقطاع الشبكات لأنها كانت تتحدث بعد بداية حظر التجوال الليلي، و من المعروف ان الهواتف التي تعمل بعد الحظر هي هواتف خاصة بجماعات الصيادين، شكت سمية في أمرها و اخبرتنا فبدأنا التحقيق حتى وصلنا لما حدث اليوم.

*كانت ثناء تبكي طوال الوقت و حين أنهى كرم كلامه نهضت بسرعة.*
ثناء : حتى أن كانت خائنة، كيف تقولون عن أنفسكم انكم أصحاب الإنسانية و انتم تقتلون بعضكم البعض؟ انتم مثيرون للشفقة و لُعناء!

*تخرج ثناء بسرعة شديدة من المنزل و تتجه لمنزل الطالبات، عاقدة العزم الا تحاول التواصل مع هؤلاء الناس ابداً.
يبدو أن الإنسانية أيضاً درجات!*

*تصل ثناء لغرفتها و بمجرد ان تضع رأسها على الوسادة تتدثر جيداً كأنها تختبأ من العالم بين احضان غطائها و سريرها.
مع الأسف، منال كانت مستيقظة و قد لاحظت غياب صديقتها، و أيضاً لاحظت متى عادت صديقتها.*
.
.
.
يتبع

eyes can deceiveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن