مسئول الأمن : هل هناك مشكلة يا طلاب؟*في هذا العالم لا توجد مشاعر حُب ولا مشاعر إعجاب، ما يحكم العلاقة بين اثنين هي رغبتهما ببعض.
لذلك استغرب مسئول الأمن ان الاثنين يقفا معاً دون أن تظهر بينهما نظرات الرغبة، فبدأ الشك يطرق قلبه (ان كان لديه واحداً).
تدارك كرم الموقف بسرعة فبدأ يحاول النظر لثناء برغبة لكن لم يتقن الدور لأن طبيعة الناس تجعلهم يقعوا في حب بعضهم لا أقل من ذلك ابداً.
لحسن الحظ لم يلاحظ مسئول الأمن ان كرم لم يتقن التمثيل، و قد اغمض عيناه لثانيتين ثم فتحهما ثانيةً.*مسئول الأمن : تعلمون انه عليكم أن تكونوا في فصولكم بدلاً من إضاعة الوقت أليس كذلك؟
ثناء و كرم : نعتذر سيدي.
مسئول الأمن : هيا إلى فصولكم.
ثناء و كرم : حاضر سيدي.
*يقضي الاثنان يومهما الجديد في المدرسة، و في الليل تذهب ثناء لغرفتها التي تشاركها فيها منال في منزل الطالبات، تحاول النوم لكنها تظل في دوامة التفكير و لا تستطيع، حتى تسمع شئ ما يرتطم بزجاج النافذة لكن من الواضح صُغر حجمه فتذهب و تفتح النافذة و تنظر منها.*
ثناء : كرم! ماذا تفعل في هذا الوقت من الليل؟
كرم : هيا انزلي، علي ان اريكي شيئاً٠
*تشعر ثناء بالحيرة و الخوف، فقد بدأ حظر التجوال منذ ساعتين تقريباً، على اي حال تقرر المجاذفة و تنزل لكرم.*
*بعد نصف ساعة من المشي يصلوا إلى مبنى مظلم مهجور، يظهر عليه آثار الاحتراق، و حين يدخلوا يظهر فيه اثاثاً محترقاً يدل على أن هذا كان منزلاً مليئاً بالمحبة في يومٍ ما.
نلاحظ ان كرم بقميصه بقعة صغيرة من الدماء، و خط باللون البنفسجي.*كرم : أتعلمين منزل من هذا؟ انه منزل الطبيب الذي اخترع الداء و الدواء، آه يا ثناء كم أتمنى أن انهي هذا العذاب، مات اخي اليوم أمامي و لا يمكنني حتى السؤال عنه.
*كان كرم يبكي و هو يتحدث، و ثناء تبكي بدون صوت، كان بداخلها الكثير من عبارات المواساة لكن كلها علقت في حلقها و تركتها وحيدة في لحظة كهذه، يدخل المنزل مجموعة مكونة من ٤ أشخاص، يقترب احدهم من كرم.*
حامد : كرم، صديقي العزيز، جميعنا نعلم كم الخطر الذي نعيش فيه، و علينا أن نتحمل كي نصل يوماً إلى ما أردنا.*
*تبدأ سمية البكاء على حبيبها الراحل، يصرخ كرم في حامد بشدة.*
كرم : تحمل ماذا يا رجل؟ امازلت تظن ان غداً افضل و اننا سوف نجد الاسطورة؟ تلك الاسطورة التي تلاها أجدادنا و ظننا انها حقيقة و هي من الواضح انها ليست حقيقة و اننا نجري وراء السراب.
لماذا لم تفكر يوماً اننا حقاً مرضى؟ و ان كل هذا ما هو إلا هراء و كذب؟حامد : ماذا بك يا كرم؟ لم تكن بتلك الحالة يوماً ابداً!
ما هذا الذي في ذراعك؟*ينظر الجميع لذراع كرم و يروا البقع التي في قميصه فيرتبك كرم و يتلعثم في كلامه.*
كرم : مجرد بقعة دماء.
*ينظر حامد له بشك لكن يقرر عدم التدقيق بالأمر فمهما كان صاحبهم لن يقوم بشئ يضرهم، و هو فقط يسعى للانتقام لأخيه، لصديق طفولته.
ثم يوجه حديثه لثناء*حامد : اهلاً ثناء، اعرفك بنفسي انا حامد و هاتان سمية اختي و ولاء حبيبتي.
ولاء و سمية : مرحباً بكِ ثناء.
ثناء : شكراً لكم جميعاً، تشرفت بمعرفتكم.
*يخرج كرم كبسولة من جيبه و يبتلعها دون أن يلاحظ احد.
تُرى، هل عليهم الوثوق بكرم؟*يتبع
أنت تقرأ
eyes can deceive
Science Fictionفي عالم صارت الإنسانية داخله جريمة، يعاقِب عليها القانون و يُقتَل صاحبها بدمٍ بارد تعيش ذات العينين البُنيتين و القلب الأبيض، تحاول أن تُصلِح العالم الذي لا يتوقف عن محاولة تدنيسها فهل ستستطيع يوماً ان تضئ نور الشمس؟ أم ستضطر للحياة في ظلام الفجر من...