*تستيقظ ثناء ثانيةً، تلك المرة في طُرقة دورات المياه
حيث هددها حامد، تكتشف ان كل هذا كان حلماً جميلاً و انتهى، ترى أمامها حامد الذي يحاول افاقتها و تتحدث دون أن تنظر إليه.*ثناء : أين اخذوه؟
*يسكت حامد، لا يعرف هل عليه أن يعتذر ام الاصح ان يسكت الآن.*
حامد : انا اعتذر بشدة يا ثناء، لم اقصد ان اخيفك و قد اعماني خوفي على صديقي العزيز.
ثناء : أين اخذوه؟
حامد : مكتب مسئول الأمن.
*تذهب ثناء بسرعة لمكتب مسئول الأمن، تدخل دون أن يمنعها احد ( و هذا أمر غريب) تفتح باب مكتب مسئول الأمن و تدخل دون أن تطرق.*
ثناء : أبي! ما الذي تريده من الشاب؟ ألا يكفيك تدمير حياتي؟
الأب : مرحباً بكِ ابنتي العزيزة، و ما دخلكِ يا عزيزتي بهذا الشاب؟
ثناء : لقد اتفقنا من قبل، انت تبتعد عن حياتي و انا لا أعلن حقيقتي ولا حقيقتك.
الأب : و انا لم اقترب منكِ.
ثناء : بلا اقتربت. ماذا تريد من كرم يا مسئول الأمن المحترم؟
*يضحك مسئول الأمن بشدة، كبرت الإبنة و صارت تدافع عن حبها، لكن هل سيحبها الشاب؟*
الأب : ما هذا ما هذا؟ هل وقعت ابنتي في الحب؟ هل تظنين انه يحبك يا عزيزتي؟ هو مثل كل البشر بالخارج لا يشعرون، و إذا شعروا بذرة من اي شئ سوف يقومون بالإبلاغ عنه فوراً كي يحظوا بمحبة الحكومة.
و لأثبت لكِ، الشاب منذ قليل كان يخبرني انه يعرف فتاة تتلون عيناها بالبُني، أتعلمين ما اسمها؟ اسمها ثناء يا ابنتي العزيزة.ثناء : مستحيل! انت كاذب لعين! تقول هذا كي تجعلني اكرهه و اتركه، لن تستطع ان تجعلني مثلك ابداً.
الأب : إذاً كيف لي أن اعلم أنكِ هربتي من غرفتكِ ليلة الأمس؟
*اندهشت ثناء لما قاله أباها، كيف له ان يعلم انها هربت ليلة أمس من غرفتها ان لم يكن كرم قد اخبره؟ و كيف يخونها كرم و يبيعها لأجل حريته؟ صُدمت كثيراً فالمرة الوحيدة التي أحبت فيها شخصاً خانها بعد أن وقعت في حبه مباشرةً.
آه يا كرم انت حتى لم تنتظر لأخبرك بحبي و عشقي لك، آه يا كرم كم أتمنى لو لم أكن قد قابلتك، أتمنى لو لم أكن إنسانة فلم أكن لأقابلك، رغم كل هذا سوف اساعدك في آخر مرة نجتمع فيها.
كيف صدقتك و انتم من طبعكم البيع، كما شاهد حامد حبيبته تُقتل لابد أن تشاهدني انت و انا أُقتل، الفرق الوحيد في حالتنا انني لا أعلم أن كنت تحبني ام لا.*ثناء : أريدك أن تتركه يذهب.
الأب : انا موافق، لكن لدي شرط مهم.
ثناء : و ما هو؟
الأب : لا أظن انك ستوافقين يا ابنتي العزيزة، هل هو غالٍ عليكِ للدرجة؟
ثناء : انا موافقة، مهما كان شرطك.
أود أن اسئلك بشأن شئ آخر، هل أوصدت باب غرفتي اليوم صباحاً و انا بالداخل؟الأب : لقد اتفقنا ألا أتدخل بحياتك، و انا مُلتزم بهذا الاتفاق، لم أوصده لا اليوم ولا قبلاً ولا مستقبلاً.
*احتارت ثناء كثيراً، مَن الذي اوصد الباب عليها ان لم يكن أباها؟ لقد تجاهلت الأمر ظناً منها ان هذا من أباها كما في السابق، لتُفاجأ الآن ان أباها لم يوصد بابها لا اليوم ولا في كل المرات السابقة التي كانت تستيقظ لتجد الباب موصداً و مفتاحها مختفياً.*
*في المساء أفرج والد ثناء عن كرم، ذهب كرم لشرفة ثناء و ظل يقذف الزجاج بالحجارة الصغيرة كي تستيقظ لكن لم يجد اي رد، في الاخير اضطر للرحيل حين اقترب الفجر و لم ترد عليه ثناء.*
*في اليوم التالي استيقظت ثناء قبل موعدها، قامت بروتينها اليومي ثم اتجهت إلى الشرفة، رأت كمية الأحجار فيها فأغلقتها فوراً دون اهتمام، فتحت باب الغرفة و خرجت، غرفة ١١٦.*
يتبع
أنت تقرأ
eyes can deceive
Science-Fictionفي عالم صارت الإنسانية داخله جريمة، يعاقِب عليها القانون و يُقتَل صاحبها بدمٍ بارد تعيش ذات العينين البُنيتين و القلب الأبيض، تحاول أن تُصلِح العالم الذي لا يتوقف عن محاولة تدنيسها فهل ستستطيع يوماً ان تضئ نور الشمس؟ أم ستضطر للحياة في ظلام الفجر من...