الجزء الحادي عشر

9 3 0
                                    


_____________________________________________

الجزء الحادي عشر

الحارس : نعم يا سيدتي، فهذه الفتاة هي ابنة اختك ريم.

ثناء : ريم!

*تخرج ثناء سريعاً من المكتب و تذهب لغرفتها و هي تشعر بألم كبير في عينيها، تدخل للغرفة سريعاً لترى في المرآة دموع صفراء و لون جديد لعينيها.
          اللون البُني.*

*بدأت ثناء تتذكر اشياء قليلة عن حياتها، تتذكر انها كانت طفلة تلعب مع أخواتها و ترعاها امها، تتذكر ما فعله أباها و كيف فرق بين أفراد عائلته لمصلحة الدولة اللعينة، تعهدت ان تنتقم لعائلتها و تجدهم لكن كانت تشعر انها نسيت شيئاً مهماً جداً.
لعل اهم ما نسيته هو من يسكن قلبها، هذا المختفي بداخله.*

*جمعت ثناء عائلتها، و قد كان أمراً مؤثِراً جداً ان ترى أمها بعد كل تلك السنين، بكت و ضحكت و حكت و رقصت مع أخواتها و امها، لكن ظلت تشعر ان هناك شئ ما ينقصها، كانت تظن ان ما ينقصها هو شعور الصداقة و الأُلفة خصوصاً بعد أن تغيرت منال كثيراً و ابتعدت عن ياسين بدون سبب واضح بنسبة لثناء، فقد نسيت ثناء كل ما حدث بسبب العلاج.*

*في الشهور المقبلة اجتمعت ثناء بعائلتها، كما اقنعت الناس بأن يعودوا لرشدهم و لإنسانيتهم، و قامت بتحويل دائرة حكمها لمركز للمقاومة، قام العديد من الحكام بنفس الفعل و ساعدوا ثناء.
كانت ثناء قد أمرت ثناء بالقبض على والدها، علمت ثناء بوجود شاب في قبو منزل أباها، مريض لا يستطيع احد ان يعالجه، يعتمد على مسكنات مُعَقَدة لتخفف من آلامه الصعبة.
أمرت ثناء بالإفراج عن الشاب المُحتَجَز و اعطائه كل ما يحتاج من المُسكِنات.*

*طلب كرم ان يقابل ثناء، وافقت ثناء على مضض.*

كرم : مرحباً يا حبيبتي، كنت متأكداً أنكِ ستنجحين، سوف تجدين نفسكِ و تعالجين الجميع و تحرري العالم.

ثناء : لا أعلم عما تتحدث! انا لست حبيبتك ولا اعرفك أساساً!

*اختلطت مشاعر كرم من الشوق و الخوف و الاحباط و الحزن و الحب. وجد نفسه يبكي بشدة لا يعلم ما سببها، كانت ثناء تنظر له باستغراب و تطلب منه أن يهدأ، ثم صرخ كرم من ألمه و سقط فاقداً وعيه.*

*يستيقظ كرم في بيتٍ جميل، غرفة بسريرين لها طابع ذكوري، يعتدل جالساً و هو لا يفهم فآخر شئ يذكره هو فقدانه للوعي في مكتب ثناء مسئولة الأمن.
يقوم من السرير و يتجه ناحية الباب ليفتحه و يهبط السلم، يرى أمه بالمطبخ، تتناقش مع والده بشأن ساعات عملها المتأخرة، يضحكان و كأن العالم لم يرى ظلاماً ابداً!
تصتدم برأسه كرة، ليلتفت و يرى أخاه في الحديقة، يندهش كثيراً و يجري بإتجاهه.*

كرم : اخي!!!!!!

كريم : ماذا بك ايها المعتوه؟ تعال فلنلعب.

كرم : هل أنا في حلم يا اخي؟

كريم : استمتع بالحلم يا اخي، استمتع كما علمتك.

كرم : انا اسف يا اخي، لم أستطع ان آخذ ثأرك.

كريم : لا تكن معتوهاً ايها الشاب الصغير! لقد مُت فخوراً بنفسي، وقفت امام الظالم انظر إليه بعينين بُنيتين لامعتين، لم يستطع ان يطفئهما حتى بعد قتلي.

كرم : لا اريد الاستيقاظ ابداً، اريد ان ابقى معك و مع والدينا، انظر لقد أتى اولاد خالتنا حامد و سمية، لنلعب معهم هيا هيا اخي.

*يضع كريم يده على كتف كرم، ينظر له بمحبة بالغة اشتاقها كرم كثيراً، لتدمع عيناه متأثراً بما يراه.*

كريم : هيا يا فتى، اذهب و عُد لحبيبتك، اخرجها من الظلام يا بطل، و أعيدوا هذا العالم للضياء.

*ترى ثناء ومضات من الماضي، كرم، حامد، سمية، ولاء! الحادثة، إنقاذ كرم لحياة ثناء، قتل سمية لولاء!
احتارت ثناء و خافت، لكن تذكرت شيئاً! الرسالة! الرسالة المُخبأة في المقعد الخشبي!*

*يستيقظ كرم و يفكر كيف عليه أن يعيد حبيبته له، يقرر الذهاب لمكانهم المعتاد لعله يستطع فعل اي شئ.
ينهض من سريره و يتجه للحديقة الخلفية.
في نفس الوقت تجري ثناء بإتجاه الحديقة الخلفية.
تصل ثناء للمقعد الخشبي لتجد في اسفله تجويفاً بداخله ورقة صفراء شبه مهترئة، يبدو عليها ان ماء الأمطار نزل عليها و خربها، لم تستطع حتى فتحها فجلست تبكي.
رآها حبيبها من بعيد، و جري بإتجاهها حين لاحظ بكائها، ما أن تحدث معها حتى تذكرت الرسالة كاملةً.*

ثناء : كرم حبيبي، كتبت لك رسالة هنا لكنها ذابت بسبب الأمطار، انظر كم نحفت يا حبيبي، انظر كم أصبحنا و لم نشعر بمرور الايام، اسمعني سوف أخبرك بما كان في الرسالة.

*تروى ثناء ما كتبت في الرسالة و يستمع لها كرم و هو يبكي و يضحك في آنٍ واحد، يحتضنها بشدة بينما يهتز العالم من حولهم، المقاومة بإتجاه و الحكومة بإتجاه.
لاحظ كرم ان الصداع لم يداهمه، و نلاحظ نحن ان الجرح في ذراعه يفرز سائلاً بنفسجياً، و ان عينيه تومض باللون البُني المحبب.
انتصرت محبة العائلة، و أعادت محبة العشاق قلوبهم لبعضهم البعض.
أتت منال من خلفهم، تبكي بعينين سوداوتين، لا تعرف هل من المفترض أن تقترب ام ترحل، تراها ثناء فتحتضنها و تبكي.
فهل تكون نهايتهم سعيدة؟*

يتبع

eyes can deceiveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن