قال رسول اللّٰه "صلى الله عليه و سلم" فيه:{ أرحم أُمتي بأُمتي أبو بكر} .
إسمه:عبداللّٰه بن عثمان بن عمر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي،و سمي بالعتيق ،لأنه عتيق اللّٰه من النار .
كان رجلاً نحيفاً، أبيض أصفر، لطيفاً، لا يثبت إزاره على وركيه.
و يلتقي في نسبه مع النبي محمد بن عبد اللّٰه "صلى الله عليه و سلم"عند مرة بن كعب، ويُنسب إلى بنى تيم إحدى العائلات في قريش.
كانت بنو تيم قليلة العدد،وضعيفة لايُسمع لقولها ولا يخاف منها أحد.
بالرغم من ضعفهم إلا أن أبو بكر كان لا يخاف من أحد ،بل كان يدافع عن النبي و يفديه بروحه و دمه،مع علمه بأنه قد يتعرض للأذى،فاستحق بذلك أن يكون أشجع الصحابة كما قال سيدنا علىّ؛ لأنه يفدى النبي و ليس له من يحميه و يدافع عنه، بخلاف كثير من الصحابة.
أمه هي أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي. وهي بنت عم أبيه، و قد أسلمت و حسن إسلامها، كما أسلم أبوه أيضا.
ولد في مكة بعد ميلاد النبى بسنتين ونصف السنة، و كان رجلاً شريفاً في قومه ، حكيماً، محبوباً يجلس القوم حوله، ينشدون الشعر، و كان تاجراً يتعامل بالحسنى، ولم يسجد أبو بكر لصنم قط قبل إسلامه؛ لعلمه أنها لا تضر ولا تنفع، كما أنه لم يشرب الخمر أبداً.
كان أبو بكر "رضي اللّٰه عنه" متزوج بأربع نساء فأنجبن له ثلاث3 ذكور و ثلاث3 إناث
كما كان صديقاً لرسول اللّٰه، فبمجرد أن دعاه الرسول للإسلام أسرع بالدخول فيه، و اعتنقه ؛ لأنه يعلم مدى صدق النبي و أمانته، يقول النبي "صلى الله عليه و سلم" :{ما دعوتُ أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة و تردد و نظر ، إلا أبا بكر ما تردد...} فكان أول من أسلم ، و أول من صلى من المسلمين.
و منذ إ سلامه، وهو يجاهد في سبيل نشر الدعوة، فأسلم على يده خمسة من العشرة المبشرين بالجنة هم : عثمان بن عفان، الزبير بن العوام ، و طلحة بن عبيد الله ، و سعد بن أبى وقاص، و عبد الرحمن بن عوف رضي اللّٰه عنهم أجمعين.
و عندما كانت الدعوة إلى الإسلام سرية ، أحب أبو بكر أن تمتلئ الدنيا كلها بنور الإسلام، و تصبح الدعوة جهرية ليعُمَّ الحق سائر الدنيا ، و كان يُلح على النبي في أن يذهب إلى الكعبة، و يخاطب المشركين، فكان النبي يأمره بالصبر .و بعد إلحاح من أبى بكر، وافق النبي، فذهب أبو بكر عند الكعبة، ليخطب في المشركين يدعوهم للإستماع إلى الرسول "صلى الله عليه و سلم" وما إن تكلم هجم عليه المشركين ، و أوجعوه ضرباً حتى كادوا يقتلونه، و لما أفاق "رضي اللّٰه عنه" سأل عن رسول اللّٰه ليطمئِن عليه، و لما علم أنه بخير فرح فرحاً شديداً.
و كان أبو بكر "رضي اللّٰه عنه" بكاءً لا يملك دمعهُ حين يقرأ القرآن، و كان بكاؤُه يأسر القلوب ، و تخشع له النفوس السليم.
و تعرض أبو بكر في العديد من المرات للأذى من المشركين ، لكن إيمانه كان قوياً، و كان "رضي اللّٰه عنه" يشتري العبيد المستضعفين ليعتقهم و يحررهم لوجه اللّٰه.
ولما وقعت حادثة الإسراء و المعراج، أخبر النبي الناس بأنه أسرى به -في ليلة واحدة- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء السابعة، فقال المشركون: كيف هذا و نحن نسير شهراً حتى نصل إلى بيت المقدس؟! وأسرعوا إلى أبى بكر و قالوا له :إن صاحبك يزعم أنه أسرى به إلى بيت المقدس! فقال أبو بكر: إن كان قال ذلك فقد صدق، إني أصدقه في خبر السماء يأتيه. فسماه الرسول منذ تلك اللحظة الصِّدِّيق، و كان الإمام علي يقول:و اللّٰه هذا الإسم -الصديق- نزل من السماء.
و حينما أذن اللّٰه تعالى لرسوله بالهجرة، إختاره الرسول ليكون رفيقه في هجرته، فلما وصلت إلى غار ثور، قال أبو بكر:يا رسول اللّٰه دعني أدخل قبلك -وكان الليل مضلماً- فإن كانت حية أو شئ كانت تلدغني قبلك، قال : أدخل، فدخل أبو بكر فجعل يتلمس بيده كلما رأى حجراً يشق قطعة من قميصه و يسد بها ذلك الجحر، ثم أدخل رسول اللّٰه "صلى الله عليه و سلم"وفلما دخل النبى قال :أين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بما صنع، فرفع رسول اللّٰه" صلى الله عليه و سلم" يديه وقال:{ اللهم إجعل أبا بكر معي في درجتى يوم القيامة}.فأوحى إليه أن اللّٰه تعالى قد إستجاب لك دعاءك.
وشهد أبو بكر مع رسول اللّٰه جميع الغزوات، و عرف الرسول فضله، فبشره بالجنة وكان يقول :{ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يداً يكافئه اللّٰه بها يوم القيامة}.
و ذات يوم حدثت خصومة بين أبى بكر و عمر بن الخطاب و كان الحق مع عمر، يقول أبو بكر :فأسرعت إلى عمر، ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علىَّ ، فأقبل أبو بكر إلى رسول اللّٰه يحكي له ، فقال النبى "صلى الله عليه و سلم" : {يغفر اللّٰه لك يا أبا بكر، يغفر اللّٰه لك يا أبا بكر، يغفر اللّٰه لك يا أبا بكر} ثم ندم عمر فأتى منزل أبى بكر فسأله عنه، فقالوا : هو عند رسول اللّٰه. فأتى عمر إلى النبى" صلى الله عليه و سلم" فسلم عليه فجعل وجه النبى يتمعر (يغتاظ) حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول اللّٰه والله كنت أظلم مرتين. فقال النبي "صلى الله عليه و سلم"{إن اللّٰه بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق وواسانى بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لى صاحبي؟ مرتين.
ولما مات رسول اللّٰه "صلى الله عليه و سلم" كان أبو بكر في مكان يسمى النسج، و لما قدم ، دخل على رسول اللّٰه، وكشف الغطاء عن وجهه الشريف و قبله، و هو يقول: طبت حياً و ميتاً يا رسول الله، وخرج "رضي اللّٰه عنه" إلى الناس ، وقال لهم (أيها الناس من كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ،و من كان منكم يعبد الله فإن الله حيّ لايموت، فإن الله تعالى قال { وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبلهِ الرُسُل أفإِن مات أو قُتل انقلبتم علىٰ أعقابكمْ} (آل عمران:144).
ثم بايع المسلمين أبا بكر بالخلافة بعد إقتناع كلٍ من المهاجرين و الأنصار بأنه أجدر الناس بالخلافة بعد رسول اللّٰه .
وقد قاتل أبو بكر " رضي اللّٰه عنه" المرتدين و مانعى الزكاة، و كان يوصي الجيوش ألا يقتلوا الشيخ الكبير، ولا الطفل الصغير، ولا النساء، و لا العالم في صومعته، ولايحرقوا زرعا ولا يقلعوا شجراً.
من أبرز أعماله أنه أمر بجمع القرآن الكريم و كتابته بعد إستشهاد كثير من حفضته.
وعندما مرضه بالحمى ، ولم يخرج لالصلاة .
و قد أعطى الخلافة بعده لعمر بن الخطاب ، بعد أن إستشار الصحابة على رأيهم فيه .
ومات ليلة الثلاثاء ، ودفن بجوار النبى "صلى الله عليه و سلم".
🖤🖤🖤
أنت تقرأ
العشرة المبشرين بالجنة
Ficción históricaكتاب يتضمن صفات و أعمال..... صحابةالنبي صلى الله عليه و سلم ، و خصوصا العشرة الأوائل و الكبار المبشرون بالجنة.