"8"سيدنا سعد بن أبي وقاص(إرمِ سعد فداك أبي و أمي)

81 4 0
                                    

قال عنه الرسول - صلى الله عليه و سلم - : ( الحقُ أينما كان سعد بن أبي وقاص)
كان أبوه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة إبن عم آمنة بنت وهب أم رسول اللّٰه-صلى الله عليه و سلم-، كان سعد بمثابة خال رسول اللّٰه-صلى الله عليه و سلم- و كان النبي يفتخر به ، و كان
-صلى الله عليه و سلم- يكبر سعد بثلاثة و عشرين سنة تقريباً.
وهو من أكرم فتيان مكة نسباً، و أكثرهم مالاً.
وكان سعد يُعرف ببره لأمه خاصة ،  و رغم صِغر سنه إلا أنه كان حكيماً و رامياً بارعاً.
سيدنا سعد بن أبي وقاص من أوائل المسلمين ، أسلم و سنه سبع عشرة سنة .
لم يمر إسلامه مرور الكرام، فقد تعرض لصعوبات كثير .
فأول المعارضين كانت أمه ، التي أعلنت صومها عن الطعام و الشراب ، حتى يعود سعد إلى دين آبائه، و لما أشرفت على الهلاك ، ذهب سعد و رأى أمه وهي تتعذب ، و لكن إيمانه باللّٰه و رسوله كان متفوقاً على كل شيء، فقال لها :(تعلمين و الله يا أمه .. لو كانت لكي مائة نفس ، فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء. فكلي إن شئت أو لا تأكلي ) ، وعدلت أمه عن صومها لما رأت عزيمته، و نزل الوحي يؤيده ، فقال تعالى:
﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ لقمان 15
و من الصعوبات أيضاً أنه تعرض لبطش المشركين ، كما تعرض للجوع مع الرسول- صلى الله عليه و سلم - ، و لكن سعد صبر على أذى المشركين كما صبر سائر صحابة النبي - صلى الله عليه و سلم-.
وهاجر سعد إلى المدينة المنورة تاركاً خلفه العز و المال ، ترك الدنيا لمرضاة اللّٰه و رسول اللّٰه-صلى الله عليه و سلم-، وهو أول من رمى بسهم في الإسلام ، و كان سهم سعد لا يخطئ أبداً ، لأن الرسول
- صلى الله عليه و سلم - دعا له فقال : ( اللهم سدد رميته و أجب دعوته ) ، فكان لا يدعو إلا أستجيب له .
وشهد - رضي اللّٰه عنه - جميع الغزوات مع النبي - صلى الله عليه و سلم- و أبلى بلاءً حسناً في أُحد فقال له رسول اللّٰه - صلى الله عليه و سلم -  إرمِ فداك أبي و أمي ، فكان سعد من أقوى صحابة النبي
- صلى الله عليه و سلم- في القتال.
أمره عمر رضي اللّٰه عنه على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس، فكان قائداً للجيش الذي هزم الفرس بالقادسية.  ولاه عثمان على الكوفة .
كان سعد بن أبي وقاص - رضي اللّٰه عنه - آخر من مات من المهاجرين ، و دُفن بالبقيع .
🌺🌺🌺

العشرة المبشرين بالجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن