العشرة المبشرين بالجنة

"10"سيدنا سعيد بن زيد(الرجل الزاهد)

كان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل ممن إبتعدوا عن عبادة الأصنام إلى عبادة الله الواحد ، فكان يبحث عن الدين الحق الذي كان عليه سيدنا إبراهيم -عليه السلام- لكنه لم يجد ما تطمئن إليه نفسه المؤمنة ، فسافر من مكة إلى بلاد الشام و أخذ  يسأل الحكماء و الوجهاء عن دين إبراهيم -عليه السلام- و عبادة الله الواحد لكنه لم يجد جواباً لأسئلته ، فقرر أن يبقى على ملة إبراهيم -عليه السلام- حنيفياً .
عُرف عن زيد والد سعيد-رضي اللّٰه عنه- أنه كان يمنع قريش عن وأد البنات .
تزوج سعيد بن زيد -رضي اللّٰه عنه- فاطمة بنت الخطاب
-رضي اللّٰه عنها- أخت عمر بن الخطاب -رضي اللّٰه عنه- في مكة
و تزوج عمر عتاكة أخت سعيد .
  كان سعيد بن زيد-رضي اللّٰه عنه- من السابقين إلى دخول في الإسلام هو و زوجته فاطمة بنت الخطاب ، و كان لهما دورٌ في إسلام عمر بن الخطاب-رضي اللّٰه عنه- ، فيعتبر سعيد بن زيد إبن عم عمر بن الخطاب-رضي اللّٰه عنه-  .
شهد سعيد بن زيد-رضي اللّٰه عنه- جميع الغزوات ، إلا غزوة بدر لأن الرسول- صلى الله عليه و سلم-
كان قد بعثه مع طلحة بن عبيد الله -رضي اللّٰه عنهما- لمعرفة أخبار المشركين ، ولما رجعا كانت غزوة بدر قد إنتهت بنصر المسلمين ، فحزنا لعدم مشاركتهما ، لكن النبي
-صلى الله عليه و سلم- أخبرهما بأن لهما الأجر كمن شهد الغزوة تماماً .
وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- يحب سعيد بن زيد حباً شديداً ، و كان  - رضي اللّٰه عنه - مجاب الدعوة .
و كان سعيد محباً لأبيه فكان يسأل الرسول - صلى الله عليه و سلم - أن يستغفر له ، فقال له النبي -صلى الله عليه و سلم- عن أبيه{ أنه يبعث أمة وحده } و بأن زيد بن عمرو يدخل الجنة ، رغم عدم إسلامه وعدم نطقه للشهادة ، لكن لأنه كان باحثاً ، و لأنه لم يدرك
-النبي صلى الله عليه و سلم- لو أنه أدركه لكان أسلم.
شهد سعيد بن زيد في عهد عمر بن الخطاب - رضي اللّٰه عنهما - معركة اليرموك ، و شهد حصار دمشق و فتحها ، و أبلى بلاءً حسناً، فكان أول من ولى إمرة دمشق من المسلمين ، و كان موصوفاً بالزهد في الحكم ، محترماً بين الولاة .
توفي سعيد بن زيد -رضي اللّٰه عنه-
بالعقيق ، سنة إحدى و خمسين ، و عمره بضع و سبعين سنة ، غسله سعد بن أبي وقاص-رضي اللّٰه عنه-
و كفنه و خرج معه ، و دُفن في المدينة المنورة .
⁦🌻🌻🌻