"3"سيدنا عثمان بن عفان(ذو النورين)

118 10 0
                                    

قال فيه الرسول" صلى اللّه عليه و سلم" { أصدقهم حياءً عثمان }
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس إبن عبد مناف، يلتقي نسبه عند الجد الرابع عبد مناف.
وُلد بمدينة الطائف سنة 47 قبل الهجرة ، فهو أصغر من النبي" صلى اللّه عليه و سلم" بست سنوات تقريباً، و كان أبوه عفان بن أبي العاص من أغنى التجار ، مات وهو في إحدى رحلاته التجارية، ورثه إبنه عثمان ، وكان تاجراً ناجحاً.
و عُرف عثمان في الجاهلية بأنه كان يتجنب عبادة الأصنام ، كما أنه لم يشرب الخمر قط. وكان "رضي اللّٰه عنه" أبيض، حسن الوجه، كثير الشعر، طويل اللحية.
تزوج عثمان بن عفان بثمان 8 نساء أنجبن له 17 ولداً و وبنت.
أُمه الصحابية أروى بنت كريز بن حبيب بن شمس إبن عبد مناف بن قصى بن كلاب ، و أروى إبنة عمة النبي "صلى اللّه عليه و سلم".
أسلم عثمان في أول الإسلام ، و كان قد بلغ الرابعة و الثلاثين 34من عمره .
عندما أخبرته خالته سعدى بنت كريز ، بمبعث رسول من عند الله، قال عثمان : فلما سمعت قولها وقع في قلبي فصدقتها، ثم ذهب عثمان إلى أبي بكر ، و كان صديقاً له ، فأخبره أبو بكر عن الإسلام ، ثم مر الرسول "صلى اللّه عليه و سلم" ومعه علي بن أبي طالب ، فقال النبي: {يا عثمان، أجب اللّٰه إلى جنته، فإنى رسول اللّٰه إليك و إلى جميع خلقه } ، فأسلم و كان بذلك من العشرة الأوائل في دخول الإسلام.
وقد تأثرت قريش بإسلامه ؛ فقد كان محبوباً كريماً، و كان من أسرة كبيرة في قريش ، و هي بني أمية صاحبة المكانة و السيادة في قريش، ورغم ذلك إلا أنه تعرض للإيذاء من أجل إسلامه ، و تحمل كثيراً من الشدائد في سبيل دعوته .
و لما خرج المسلمون إلى بدر لملاقاة المشركين تمنى-رضي اللّٰه عنه- أن يكون معهم ، و لكن زوجته رقية بنت رسول اللّٰه مرضت ، فأمره الرسول أن يبقى معها ليُمرضها ، و بعد أن إنتصر المسلمون في المعركة ، ماتت زوجته رقية "رضي اللّٰه عنها" ، فزوجه الرسول إبنته الأخرى أم كلثوم ، ليجتمع بذلك الفضل العظيم لعثمان بزواجه من إبنتي الرسول ، فلُقب بذي النورين .
وكان عثمان بن عفان يتميز بصفة الحياء ، فذات مرة دخل أبو بكر على النبي و هو جالس كاشف على فخذه "صلى اللّه عليه و سلم" و ظل النبي على هيئته ، ثم جاء عمر فإستأذن و دخل و النبي على هيئته ، فلما جاء عثمان و إستأذن ، أرخى النبي ثيابه و إعتدل ، فسأله أبو بكر لماذا ، فقال النبي "صلى اللّه عليه و سلم" { ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة}.
وتوفي النبي "صلى اللّه عليه و سلم" وهو راضٍ عنه .
و كان عثمان نعم العون لأبي بكر الصديق في خلافته ، و كان كذلك مع عمر بن الخطاب حتى لقي عمر ربه، فهو أشار عليه بإنشاء الدواوين ، و كتابة التاريخ الهجري ، و إختاره عمر ضمن الذين إختارهم للخلافة بعده ، و بعد المشاورات بينهم تم إختياره ليكون الخليفة الثالث للمسلمين .
و ظل عثمان خليفة ما يقارب من إثني عشرة سنة فكان عادلاً ، و رحيماً .
وواصل عثمان نشر الإسلام ، وتوسعت في عهده بلاد الإسلام. و هو أول من أنشأ الأسطول البحري الإسلامي .و هو من جمع الناس على مصحف واحد .
إستشهاده:
وكان -رضي الله عنه - كثير العبادة يداوم على قيام الليل ، وقد أخبره النبي أنه سوف يقتل مظلوماً وأنه من الشهداء.
فقد إنتشرت الفتنة في خلافته ، من رجل يسمى عبد الله إبن سبأ، وكان يهودياً يدعي الإسلام ، وأخذ ينشر في بلاد الإسلام ويدعو للخروج على عثمان بن عفان وقتله ، فإستجاب له بعض المنافقين ، و حاصروا سيدنا عثمان بن عفان في داره حتى قتلوه ، واستُشهد و هو يقرأ القرآن و كان صائماً.
و تحقق قول النبي الكريم، وقتل عثمان بن عفان-رضي الله عنه- ضلماً، وهو يتلو آيات القرآن الكريم في يوم الجمعة 18 من ذي الحجة سنة 35 هجري ، وصلى عليه الزبير بن العوام ، وكان عمره يومئذ 82 سنة ، و دُفن بالبقيع.
🖤🖤🖤

العشرة المبشرين بالجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن