"2"سيدنا عمر بن الخطاب (الحاكم العادل)

175 9 0
                                    

قال عنه الرسول "صلى الله عليه و سلم" {أقواهم في دين اللّٰه عمر}.
عمر بن الخطاب من بنى عدي، من أُسر قريش،
إشتهر أبوه الخطاب بن عمرو بن نفيل بن عدى بن لؤي بفضاضته، فكان يعذب من لا يعبد الأصنام، و كان للخطاب إبن أخ يسمى زيداً، وكان زيد يكره عبادة الأصنام و يعبد اللّٰه على دين إبراهيم -عليه السلام- فكان يسجد للكعبة و يقول:لبيك حقاً حقاً ، و ذلك قبل الإسلام، لكن الخطاب لم يدعه يعبد اللّٰه، وأخذ يعذبه بشدة.
وعُرف عمر في الجاهلية بأنه سفير قريش ، لكن منصبه لم يكن ذا قيمة تُذكر .
و تعتبر بنو عدى -قوم عمر- أسرة ضعيفة في قريش، لقلة عدد أفرادها، لكن عمر كان يستطيع الدفاع عن نفسه بمفرده .
و كانت أم عمر حنتمة بنت هشام أخت أبي جهل عمرو بن هشام .
كان عمر متزوجاً من ستة 6 نساء ، أنجبن له تسع 9 ذكور و تسع 9 إناث.
و كان عمر "رضي اللّٰه عنه" يرى أن محمداً "صلى الله عليه و سلم" قد فرق بين الناس، وذات مرة كان يريد قتل الرسول "صلى الله عليه و سلم" و في الطريق قابله رجل يسمى نعيم بن عبد اللّٰه النحام، أخبره أن أخته و زوجها أسلما و إتبعا دين محمداً.
غضب عمر كثيرا ، و إتجه إلى بيت أخته فاطمة ، و لما دخل عليهما وجد عندهما خباب بن الأرت "رضي اللّٰه عنه" ، فوثب عمر على سعيد بن زيد و ضربه ، فجاءت أخت عمر فدفعته عن زوجها فلطمها بيده فسقطت في الأرض . و لما رأها عمر رق قلبه و ندم فقال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم لأقرأه، فقالت أخته : يا عمر أنت نجس ، ولا يمسه إلا الطاهر ، فإغتسل عمر ، وأخذ الكتاب ، وقرأ الآيات الأولى من سورة طه ، فقال: ما أحسن هذا الكلام و أكرمه، فخرج عمر إلى النبي ، وخرج وراءه خباب ، و قال له أرجو أن يصدق فيك دعاء النبي ، قال: وما دعاءه  ، قال : سمعته يقول :{ اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ، بك أو بعمر بن هشام } فلانَ قلب عمر وذهب مع خباب لدار الأرقم ، فرأه حمزة بن عبد المطلب "رضي اللّٰه عنه" و بعض الصحابة ، فقال حمزة: يا رسول اللّٰه إن أراد خيراً أعطيناه و إن أراد شراً كفيتك إياه بسيفي، فقال الرسول :لا يا حمزة أتركه، فجبذه الرسول من ثيابه و قال له إما تسلم او ينزل الله بك قارعة (مصيبة) فقال عمر : يا رسول اللّٰه جئت لأقول أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أنك رسول اللّٰه . فخرج عمر ليُشهر إسلامه ، و كبر الرسول و الصحابة ، ولما علم المشركون ذلك ضربوه لكنه كان يصدهم لوحده لشدته .
و كان عمر "رضي اللّٰه عنه" مخلصاً في إسلامه ، صادقاً مع ربه، شديد الحب للّٰه و رسوله، فلزم النبي ، و لم يفارقه أبداً، و كان هو و الصديق يسيران مع النبي حيث سار، حتى أصبحا بمثابة الوزيرين له.
وكان يقول فيه الرسول : { لو كان بعدي نبي لكان عمر}
و كان عمر جميلاً أبيض الوجه ، أصلع الرأس ، له لحية مقدمتها طويلة، و له شارب طويل. كان طويل الجسم ، أحمر العينين ، سريع المشي،  و كان قوياً شجاعاً .
وعن النبي "صلى الله عليه و سلم"قال : { دخلت الجنة فرأيت قصراً من ذهب ،:فقلت :لكن هذا؟ فقيل: لشاب من قريش،فظننت أني أنا هو ، فقيل : لعمر بن الخطاب} ووجد الرسول "صلى الله عليه و سلم" في منامه بجانب القصر إمرأة جميلة، فتذكر غيرة عمر على نسائه، فأكمل طريقه ، فأخبر الرسول عمر بذلك ، فقال عمر : أعليك أغار؟
و كان عمر يشرب الخمر في الجاهلية ، إلا أنه في الإسلام تمنى أن تحرم، فأنزل الله أية تحريمها .
وكان عمر يحب أن يفرض الحجاب على النساء ، فأنزل اللّٰه القرآن ليفرض الحجاب.
و كان الفاروق شاهداً مع رسول اللّٰه جميع الغزوات، يجاهد بسيفه في سبيل اللّٰه .
ويلحق الرسول بالرفيق الأعلى، فبايع الفاروق أبا بكر الصديق ، وكان عمر يشد من أزره ، ولا يكتم عنه رأياً.
وأوصى الخليفة الأول قبل موته بالخلافة إلى الفاروق عمر .
فحمل عمر أمانة الخلافة وكان مثالاً العدل و الرحمة بين المسلمين.
فخرج مع أسلم في ليلة مظلمة يتفقد كالعادة أحوال الناس. فوجد إمرأة أمامها نار و فوقها قدر و أولادها يبكون فسألهاما بهم فقالت :إنهم جياع ، وأنا أوهمهم بالقدر ليناموا ، ثم قالت : إن بعثني الله يوم القيامة لأُخاصمن عمر ، قال : وما شأن عمر عنكي ، فقالت : هو أمير المؤمنين فيجب أن يعلم عني، فذهب عمر و حمل كيساً من الطحين وضعه على ظهره، فطلب منه أسلم أن يحمله عنه فقال له :أأنت تحمل وزري يوم القيامة فحمله و ذهب لها وحضر لهم الأكل، ثم إبتعد و نظر لهم من بعيد و هي تأكلهم ، حتى ناموا ، ثم إنصرف و هو يبكي.
إستشهاده: و عاش عمر "رضي اللّٰه عنه"يتمنى الشهادة في سبيل اللّٰه عز وجل ، وإستجاب الله دعوته، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 من ذي الحاجة سنة 23 هجري ، تربص به أبو لؤلؤة المجوسي و هو في الصلاة، و إنتظر حتى سجد ، ثم طعنه بخنجر ، ثم طعن إثنى عشر رجلاً مات منهم ستة رجال ، ثم طعن المجوسي نفسه فمات ، وحمل المسلمون عمر إلى بيته ، وقبل أن يموت إختار ستة من الصحابة ؛ ليكون أحدهم خليفة للمسلمين ثم مات الفاروق ، ودُفن في حجرة أم المؤمنين عائشة - رضي اللّٰه عنها- إلى جوار النبي و أبي بكر ، وقد إستمرت خلافته عشر سنين و ستة أشهر .
🖤🖤🖤

العشرة المبشرين بالجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن