"9" سيدنا أبو عبيدة بن الجراح(أمين الأمة)

61 4 0
                                    

أبو عبيدة عامر بن عبد اللّٰه بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر ، يلتقي نسبه مع النبي -صلى الله عليه و سلم- في فهر ،  وُلد في مكة المكرمة ، و عُرف بالحياء الشديد ، و التواضع ، و صدق الحديث ، و حسن الخلق .
كان أبو عبيدة أبيض الوجه ، طويل القامة ، نحيل الجسم .
كان أبو عبيدة - رضي اللّٰه عنه - من السابقين الأوائل إلى الإسلام ، أسلم على يد أبي بكر الصديق
- رضي الله عنه - في الأيام الاولى للإسلام ، كان إسلامه بعد إسلام أبي بكر بيوم واحد .
بعد إسلامه تعرض للتعذيب الشديد من قِبل المشركين ، مثل جميع الصحابة ، لكنه تحمل معهم ، وصبر كما صبروا .
هاجر أبو عبيدة في الهجرة الثانية إلى الحبشة ،  لما إشتد العذاب على المسلمين في مكة ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة .
شهد جميع الغزوات مع النبي
-صلى الله عليه و سلم-  و في غزوة بدر كان أبو عبيدة يضرب المشركين بكلتا يديه ، ففروا من حوله ،  لكن أبو ( أبو عبيدة) إقترب من أبي عبيدة ،  فجعل أبو عبيدة يتحاشاه ، و لما أكثر أقبل عليه و قتله ، لم يقتل أبو عبيدة أباه ، و لكنه قتل الشرك في أبيه .
لقد غلب حب أبو عبيدة بن الجراح للّٰه و رسوله حب أبيه ، وفيه نزل قول الله تعالى:
﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰه و اَلْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰه
وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أَبْنَاءَهُم أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِم الإِيماَن و أَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُم جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِي اللّٰه عنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللّٰهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّٰه هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ المجادلة 22
و في غزوة أُحُد ، جُرح النبي
-صلى الله عليه و سلم- و غُرست في وجنتيه حلقتان من درعه ، فأقبل عليه أبو عبيدة ، فعض على الحلقتين بأسنانه و إنتزعهما ، و سقطت معهما أسنانه الأمامية .
فأصبح من إثر ذلك لا يحسن النطق ، قال عنه أبو بكر
-رضي الله عنه- ( أبو عبيدة أحسن الناس هتماً)<الذي لايحسن النطق>
قال النبي -صلى الله عليه و سلم-
{لكل أمة أميناً ، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح} .
كان أبو عبيدة من المقربين لأبو بكر يقدم له النصيحة ، ويساعده ، حتى مات الصديق وهو راضٍ عنه.
و في خلافة عمر بن الخطاب كان يثق فيه ، فولاه عمر -رضي اللّٰه عنه- قيادة الجيوش ، فأخذ يجاهد في سبيل اللّٰه عز و جل ، ففتح الله على يديه أكثر بلاد الشام ، و فتح أبو عبيدة القدس الشريف ، لكن الروم رفضوا أن يسلموه مفتاح بيت المقدس ، و سلموه إلى الخليفة عمر بن الخطاب - رضي اللّٰه عنه - .
توفي أبو عبيدة - رضي اللّٰه عنه -
بمرض الطاعون ، و دُفن في قرية صغيرة في الأردن حملت إسمه ، و ضريحه يُزار إلى يومنا هذا ، صلى عليه مُعاذ بن جبل ، مات سنة ثماني عشر من خلافة عمر ، كان عُمره ثمانٍ و خمسين سنة .
🎀🎀🎀

العشرة المبشرين بالجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن