2~حياة بائسة

2.4K 93 13
                                    

حجرة متدهورة..كأن الحرب العالمية الثالثة قد أقيمت فيها

الملابس والأغراض في كل مكان..
ظلام دامس.. والستائر تحجب أشعة الشمس الذهبية ..
..
دخلت تلك المرأة الغاضبة بعدما ضربت الباب بقوة مما أدى الى إفزاع ذلك الرجل الثلاثيني النائم وسط هذا الخراب!
..
"إنها الساعة الثالثة عصرا أيتها المعتوه!"
..
تأفف الرجل وهو يغطي وجهه تحت اللحاف
..
"وما شأني بالساعه واللعنة!"
..
"أنت خادم معتوه كسول تحتاج الى إعادة تربية وضبط!"

.

"حسنا أعيدي تربيتي بعدما استيقظ من النوم!"

وخرجت رئيسة الخدم غاضبة من هذا الخادم الكسول

.. بعد ساعات استيقظ ليرى الفوضى تعم المكان..
"يا إلاهي لقد سكرت سكرة ثقيلة ليلة البارحة"قالها وهو يحك رأسه بقلق..
قام من السرير فتعكلت قدميه على غرض ما ليهم بالسقوط أرضا على وجهه ."واللعنة!!"..
..
خرج مهرولا من الحجرة وهو يرتدي قميصه النصف عاري الذي أبرز عظامه النحيلة كي يصادف مرة أخرى رئيسة خدم القصر وهي تتذمر عليه كالعادة

.."هل استيقظت أخيرا يا سمو الأمير "(بسخرية)
..
قلب عينيه بضجر وهو يقلد كلامها بشفتيه ..
قالت بغضب:"هناك أكياس من الطحين في السوق قد اشتريناها صبيحة اليوم إذهب لحملها لان عربات الحمير قد أخذها المزارعون اليوم للأرض"
..
"وهل أعمل بدل الحمير?"(بضجر)
..
اقتربت إليه حتى تلاطمت أنفاسها النتنة في وجهه   لتبدو ملامح وجهها المتجعدة ولترص على اسنانها مخاطبة إياه بنبرة حادة
.."فلتتحمد على أيام الملكة الراحلة  بقبولك العمل هنا , لأنك لا تستحق ان تعمل بدل الحيوان اصلا فلافائدة منك سوى النوم والسكر, لو رأت الأميرة جميلة حالك لطردتك على الفور!"
..
حين نطقت بإسم "جميلة" هاج نبض قلبه حتى كاد ان يصل الى مسامعها وشرد لولهة في عالم الأحلام الوردية ..حتى افزعته صارخة .."أبله! لما تبتسم كالحمقى هيا اذهب لعملك في الحال!!"
..
وضربت عصاها على الأرض. وبينما توجه الى السوق , كان قد عج بالناس التي تتزاحم على البضاعه الرفيعة, فإن ملك هذه البلاد لا يدخل على حدودها شيئا رديئا وإن أعطى له بالمجان . لذلك سنجد الكثبر من التجار من كل أنحاء العالم يسترزقون من هذه البقاع.
..
"مرحبا سسيدي أتيت لأخذ طلبية القصر"
.."حسنا بني, أين العربة كي أجعل فتياني يساعدونك على حملها اليها"
..
"في الواقع , لم أستطع أن أجرها لعجة الناس اليوم, ولكن يمكنني حملها على ظهري فلا مانع عندي"
..
"ويلك يا ولدي , "(قالها العجوز التاجر بصدمة)
.."ألا ترى جسدك الهزيل كيف يمكن أن تحمل مائة كيس من الطحين "
..
"لايغرنك مظهري الخارجي يا سيدي فأنا رجل قوي ,أقوى على حمل كل شيء"
..
أخذ يجر أكياس الطحين حتى جف ريقه من العطش وتوارى جسده من التعب , استلقى فوق كيس الطحين الذي لم يوصل منه الا عشرين للقصر , وبقي يخفض صدره ويعلو من شدة التنفس ,

ۆحٍـشُ آلُجٍميَلُہة (بْطريَقَة جٍدِيَدِہ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن