8~أتقبلين الزواج بي!!

616 47 5
                                    

فتح تلك الورقة وهو ينظر الى المرسول ,فاعتلت محياه بسمة الإنتصار وجالت عيناه بين الأسطر يقرأ حروفها بشغف..
.."إن الملك جرير قد وقع في فخنا ليلة أمس, لا أنكر أنها كانت معركة صعبة فرغم قله جنوده المرافقين إلا أننا خسرنا العدد الهائل من رجالنا مقابل الحصول على الملك , وفقدت وزيري الأول وبعضا من حاشيتي , حين تسطير على المملكة بأفكارك الذكية وتحصل على مرادك من الأميرةوتعتلي العرش , أريدك أن تعلن الولاء لي ولمملكتي وتقف بجانبي إن شن الملوك الستة الحرب علي, وبالإضافة أريد تعويضا على خسارتي ممن الرجال ..

   سمو الأمير."إياد"

تنهد الأمير"جواد" وجلس على عرش الملك "جرير" فأسند وجهه بذراعه التي بسطها على يد الكرسي.
كان يفكر في حيلة يجعل بها الأميرة جميلة مقربة اليه , وكانت انظاره تتوجه الى تلك لللوحة الزيتية تارة وتارة اخرى يفكر كيف يمكن ان يجد الحل الأنسب ليصبح الملك الرسمي لهذه البلاد ..
..
صعد أدراج القصر  متوجها لجناح الأميرة , يمشي  يجر خلفه عباءته الحمراء ووجهه الوسيم يخطف انظار الجاريات اللواتي يتدافعن لرؤيته
..
وقف عند باب الجناح ليجد ذلك الرجل البشع مرة أخرى أمامه ..زفر الهواء من رئتيه وقلب عينه ضجرا من رؤيته , فقام بدفعه حين وقف بوجهه مانعا إياه الدخول..
"من تحسب نفسك كي تمنع أميرا بالدخول "
..
"إنها أوامر الأميرة ,لاتريد ان يدخل أحدا اليها"
..
وما ان اكمل جملته حتى دفعه بقوة ليبعده عن الباب فدخل مندفعا ودخل خلفه "آلان" ليدوس على عباءته الفخمه خطأ فتراجع جسد الأمير للوراء ليقع على ظهره فيرى صورة الخادم معاكسة لوجهه الذي صبغ باللون الاحمر فكاد ينفجر غضبا.
..
..
هلعت الأميرة لدخولهما بتلك الطريقه بينما كانت تجلس على سريرها تتصفح كتابا , ركضت الى الأمير الذي وقع على ظهره وعجز عن النهوض بينما مرافقها  الذي ابتعد خطوات عنه لتمسك اسنانه ضحكة كادت ان تفضحه فيزداد "جواد" غضبا فوق غضبه .
..
امسكت بذراعه كي تجعله يجلس , فأمسك عباءته ليسحبها اليه بقوة مما جعل المرافق يكاد يقع ارضا فلم ينتبه لقدمه التي وطأت طرف العباءة  ..
نفض ملابسه واستقام طوله بعدما لم يأبه اليه كل منهما, نظر الى الأمير الذي يجلس على طرف السرير والأميرة واقفة مربعة كفيها تنظر اليه نظرة غريبة ..
"هل أنت بخير"
..
احمر وجهه كلما وضع عيناه على موضع سقوطه قبل قليل .."نعم بخير..,"
..
أخرج الهواء من صدره وخضع عنقه الى سقف الحجرة .."في الواقع.."
نظرت اليه باهتمام.."ماذا"
.."احتاجك في موضوع شخصي"
.."حسنا قل"

عقد حاجبيه مبديا كرهه الشديد لذلك المرافق , وقال له بنبره يعتليها السخط..ارحل من هنا"
..
تسمر"آلان"في مكانه ينتظر ردة فعل جميلة حتى قالت.."لابأس اخرج أيها المرافق"
..
اعتلى على وجه الأمير بعض الإنتصار كأنه لأول مرة يستطيع ابعاد ذلك البشع عن أميرته ..
..
انقبض قلب آلان وهو يغلق باب الجناح تاركهما في خلوتهما وقد اثاره فضوله ليعرف مايريد ذلك الامير السافل .."
ألصق أذنه بالباب يحاول ان يسمع صوته الخافت الذي يكاد ان يسمع بعض تمتمات كلماته ..
حتى شعر بيد تقد دبر قميصه من الخلف ..
.."أيها المغفل! ماذا تفعل"
..
"أنا ..أ..أنا فقط!"
..
قطبت وجهها حتى تضاعفت تجاعيده فأصبحت عجوزا مخيفه ,
.."من تخال نفسك! الملك جرير أم الأمير"جواد" سوف تعاقب على هذا الفعل"
..
ولكنه هم صارخا في وجهها حين أمرت الحراس بالزج به في السجن ,
سحبوه وهو يصرخ حتى عم صوته اروقة القصر .."علي البقاء بجانب الأميرة هذه مهمتي أيتها العجوز الشمطاء"
..
.."من الشمطاء أيها الخمار القذر!!"(أردفت بغضب)
...
"امنعوا عنه الاكل والشراب ليلة كاملة جزاء على كلمته تلك"
..
كانت ستخرج جميلة من الجناح لصوت مرافقها  لولا ان تشبث الأمير بذراعها حتى تقاربت وجوههما , لقد كانت انفاسه تلاطم خد الأميرة حتى شعرت بشفتيه تتحرك ناطقة ..
"أتقبلين الزواج بي?"
..
علت وجهها صدمة وابرمت شفتيها مع عقدة قد علت حاجبيها , كانت في آخر مراحل الصدمة بينما هو ينظر اليها باهتمام منتظرا ردة فعلها ..
ابعدت يده عن ذراعها بقوة وهي تقول.."مالذي تهذي به يا "جواد" هل اعتلاك الجنون أم ماذا!"
..
نفخ خديه بلهواء وأخرجه بهدوء .."أنصتي"
..
"لا لن أنصت!"
..
ثم وقفت عند باب الجناح وفتحت الباب ونظرت اليه"هيا/"
..
هرول غاضبا نحو باب الجناح واغلقه بقوة بينما دفع بها الى الحائط , "لن تهيني كرامتي مرتين , من تحسبين نفسك أنا أمير مثلك ايتها المدللة!"..
..
اغرورقت عينيها بالدموع بعدما شعرت بضعفها بين يديه وبعد غياب والدها لاتشعر بظهر تتكئ عليه ..
..
مسح دموعها بإبهامه ليردف قائلا بحنان.."آسف"
"ولكن زواجي منك سوف ينقذ الملك"
..
بدأت تنظر اليه بذهول , بينما فتح باب الجناح وهم خارجا ليختم وجوده قائلا .."والدك في ايدي العدو إن لم اعتل عرش مملكتكم لن استطيع
السيطرة على الجيش وبالتالي لايمكننا مساعدته.."
..
غبط قلبها ووقعت ارضا مغشيا عليها من الخبر الصاعق..
فزأر بقوة.."أحضروا طبيب الأسرة الحاكمة على الفور!!"
..

في تلك الزنزانه المظلمه , كان يتخبط غضبا ذلك الرجل هزيل الجسد ويمسك بقضبان الزنزانه ليهم صارخا .."اخرجوني من هنا فأنا مرافق الأميرة الشخصي!!"
..
لقد سبب ضجة كبيرة مما جعل حارس الزنزانة ينزعج منه , فحاول اسكاته "اصمت والا لن تخرج من هنا حيا"
..
ت

أفف من تهديده فحاول إغواءه .. ولكن كل الطرق قد أدت الى الفشل يبدو أنه حارس لايقبل الرشوة أبدا وكأنه مدرب جيدا على هذا العمل .
..
"أعدك أنني سأفعل لك ماتريد فقط دعني أخرج من هنا أشعر ان الأميرة في خطر.."
..
"تفعل ما أريد"!
..
قال بحماس..:"نعم!!"
..
"اصمت فحسبب!!!!!"
..
"اللعنة عليك أيها الحارس التافه , لو كنت خارج الزنزانة الآن لجعلت شاربك الكبير مكنسة لروض الأحصنة"
..
"أتهين شاربي ايها الجسد الهزيل"
..
"ومابال جسدي هو جميل جدا , ثم إنني لست هزيلا بل رشيقا"
..
اردف ضاحكا..:"الرشاقة للإناث ايها المغفل"

وماهي دقائق حتى جاء حارس آخر جلس بجوار الحارس الأول وبدآ يتبادلان أطراف الحديث و"آلان"ينصت بملل شديد . حتى قال الحارس .."إن الأميرة جميلة مريضة جدا فالضجة في القصر عارمة"
..
فزع "آلان" ليقف بطوله , "مابها الأميرة!!"
..
"هل هي بخير مالذي حدث!"
..
حتى كادت ان تأخذ الدموع نصيبا من عينيه ليهم قائلا .." أرجوك أخرجني وسأهم بالعودة فقط اطمئن عنها ولن يراني أحد"
..
.ولكن الحارس لم يأبه لكلماته بل يظل يحدق به صامتا
..
" اقسم أنني لن أتاخر ,فقط اطمئن عليها وأعود "
..
"من تحسب نفسك , ثم إن هذا المكان سجن وليس فندقا!"
.
أفرغ رئتيه من الهواء وظل يضرب رأسه مع أعمده الزنزانة بقوة حتى امتلأت الدماء وغطت ملامح وجهه ,, دخل عنده أحد الحارسين ليوقفه.عن إيذاء نفسه ..
"هل أنت مجنون مالذي تفعله"!!
..
"سأجن ان لم أخرج من هنا واطمئن عليها , لقد كلفني الملك بحمايتها وهل أخون وعدي له!"
..
نظر الحارس الى صديقه وقال"حسنا سأذهب لآتيك بالأخبار فقط لاتؤذ نفسك ..
ابتسم في وجهه واعطاه قطعة قماش يمسح بها دماءه .. ورحل يأتيه بالأنباء.

~~~
رأيك.مهم عزيزي القارئ("
كومنت+تصويت
..
تابعوا القصة ...💖

ۆحٍـشُ آلُجٍميَلُہة (بْطريَقَة جٍدِيَدِہ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن