ما زلت اتذكرك ... و لن انساك حتى تغرب الشمس بلا شروق..
نعم مازلت اتذكرك فى كل وقت و فى كل حين..
اتذكر كل دقيقة كانت بيننا و كل دقيقة لم تكن...
تتوه الذكرى و تعود ، و تبقى حبيبى انت مالك للذكرى..
باتت اروقتى طرقات بلا معالم بلا عناوين بلا اسم..
و مازلت اتذكرك.......
***اثناعشر عامآ مضت لم يأتي ولم يراسلها كما وعدها ، ربما كانت بالنسبه له مجرد طفله صغيره تختبئ بين زراعيه حين يعاقبها والدها، يحميها من اي شخص يود ازيتها تذكرت ذلك اليوم حين عادت من المدرسه تبكي اوقفها بنبرته الحنونه والقلقه يسالها ما الخطب مدت يديها له واذ بها متورمه من ضرب المعلم لها ، غلت دمائه وهوا يقسم علي الانتقام ممن سبب لها الاذي اصطحبها في ذلك اليوم وهوا يأتي لها بالكثير من المثلجات والحلوي لجعلها فقط سعيده ، لتتفاجئ في الصباح التالي برحيل ذلك المعلم من المدرسه حينها احتضنته وهيا تشكره بمشاعر طفوليه لم تدركها الا حينما كبرت ، وكلما كبرت ..كبر حبه في قلبها اكثر ،لم يقل ولو قليلا لتستيقظ علي كابوس رحيله عنها دون تودعتها اين هوا الان ، اصبحت شابه ناضجه ذات الاربعه والعشرون عامآ تعرضت للكثير من الازي ولم يكن هوا بجوارها يربت علي ظهرها ويحتضنها مثلما اعتادت في صغرها تركها تعاني بمفردها ، لازالت تتذكر تاريخ ميلاده ف هوا في حلول الشهر القادم سيتم عامه الثلاثين، لم تقبل الاقتراب من احد طوال تلك السنوات لم تشعر بمشاعر تجاه شخص اخر سواه كانت تكن له مشاعر خاصه لم تستشعرها مع احد غيره، ابتسمت بسخريه وهيا تيقن انه ربما تزوج ويملك الكثير من الاطفال الان ولايفكر بها بينما هيا تعيش علي ذكراه ......
استفاقت من شرودها وهيا تخرج احدي الملابس الانيقه التي اعطتها لها صديقتها نور كهديه حينما علمت بقبولها في العمل ، بدات في الاستعداد لاول يوم عمل لها بسعاده ، ارتدت بنطالا من الجيلد اسود اللون وبلوفر ابيض اللون يتعدي خصرها بقليل به بعض الرسومات وحذاء ذو كعب عالي احمر اللون وحقيبه حمراء، اما خصلاتها السوداء الحريره تركتها تنساب حولها بحريه، وضعت فقط احمر شفاه ليعطيها مظهر انوثي ومغري علي عكس مظهرها الطفولي... ذهبت لتيقظ شقيقتها ملك للذهاب للجامعه ، انهوا افطارهم سويا وخرجوا من المنزل لاحظت وتين ان اصدقاء ملك لم ياتوا اليوم اليها لتسالها قائله :ملك فين هدير وآيه معدوش عليكي ليه
ملك : بصراحه انا شديت مع هدير شويه اما آيه مسافره عند اهلها في البلد عشان فرح ابن عمها ، وتين : ممممم وطبعا هدير شديتي معاها عشان مشيت مع الشاب الي حظرتيها منه الي اسمه وليد ده مش كده
ملك وهيا تتنهد : مفيش فايده فيها ياوتين هيا مش مدركه ان وليد ده مش بيحبها وانه شاب مش كويس لتكمل المهم روحي انتي علي شغلك عشان متتاخريش ، نظرت وتين في ساعتها لتجدها الثامنه والنصف لتقول : لسه شويه هوصلك وارجع اروح ، رفضت ملك بشده وهيا تقول : لازم تروحي بدري اول يوم وبعدين الشركه بعيده عن هنا يادوبك تلحقي ، وضعت وتين يديها علي كتف ملك قائله ببعض القلق : هتبقي كويسه ، طمأنتها ملك وهيا تقول بمزاح :متقلقيش مش هكلم حد معرفوش والي يديني حاجه مش هخدها منه عشان ميخطفنيش ، لكزتها وتين في كتفها قائله بابتسامه : هزري هزري لتكمل بجديه ملك خدي بالك من نفسك بجد ولما توصلي كلميني اومات ملك بايجاب وهيا تسير في الشارع المعاكس لطريق حافله وتين ، استقلت وتين الحافله وهيا تنظر لساعتها بقلق تبقي فقط عشر دقائق لاتريد ان تتاخر علي اول يوم لكي لا تترك انطباعا سيئآ ، بعد مده معقوله كانت داخل الشركه وهيا تتنفس الصعداء فقد وصلت علي الوقت المحدد ، استقلت المصعد ليصعد معها شاب اخر ذو ملامح وسيمه تخفيها نظارته الطبيه الكبيره ، شعرت بالتوتر قليلا خاصتا انها تخشي الاماكن المغلقه لاسيما مع شخص لاتعرفه ، اما الاخر كان ينظر بطرف عينيه الي تلك الجذابه وهوا يغمض عينيه يستنشق عطرها الرائع تنحنح قليلا ليقول : هوا حضرتك جديده هنا في الشركه نظرت اليه وتين لتقول باختصار : النهارده يعتبر اول يوم ليا في الشركه ، اتسعت ابتسامه المدعو هيثم وهوا ينظر اليها باعجاب قائلا : وانا بقول الشركه نورت ليه ، نظرت اليه وتين بضيق ولم تتحدث ،ازداد ضيقها اكثر عندما لاحظت انه لايزيح عينيه من عليها.. توقف المصعد اخيرا لتنزل منه وتين اوقفها هيثم وهوا يمسك باب المصعد بقوله : فرصه سعيده يا انسه اكيد هشوفك تاني ابتسمت وتين بجامله دون ان تجيبه لتقول من بين اسنانها وهيا تتوجه نحو مكتب آسر اتمني متحصلش ، كانت علي وشك الدلوف للمكتب لتوقفها السكرتيره بسرعه قائله : استني يا انسه من فضلك مينفعش تدخلي المدير محظر محدش يزعجه عقدت وتين حاجبيها قائله: وده ليه
لتجيبها السكرتيره التي تدعي شهد: لان في ميتنج جوه مع مدير شركه كبيره لتكمل شهد وهيا تشير علي احد المقاعد استني هنا وهما خمس دقايق ويخلصوا ، اومأت لها وتين وهيا تتوجه ناحيه المقعد لتنتظر ، زفرت بملل فقد مضي اكثر من عشر دقائق علي وجودهم بالداخل لم ينتشلها من حاله الممل سوي صراخ شهد نهضت من مكانها وهيا تقترب منها قائله بقلق : في ايه انتي كويسه ، نظرت اليها شهد بوجه متالم قائله : كبيت الشاي علي رجلي هروح التواليت بسرعه وانتي من فضلك خليكي هنا واي حد يحاول يدخل امنعيه ، لتقول وتين بقلق : بس**** ترجتها شهد قائله : ارجوكي مش هتاخر شعرت وتين بالشفقه عليها لتقول :طيب روحي واغسلي رجلك بمايه سقعه كويس ،شكرتها شهد وهيا تتجه نحو المرحاض ، لم يمضي الكثير من الوقت لتري وتين فتاه تقترب منها وهيا تسير بموعيه وراس مرفوعه بتكبر تردي فستانا يلتصق بجسدها يكاد يكون جلد ثاني لها.. وتضع هذا الشال من الفرو الذي يبدو باهظ الثمن علي كتفيها خاصتا مع جسدها شديد الاغراء والانوثه ، غيرت الفتاه طريقها وهيا تتوجه ناحيه غرفه المكتب ، ركضت وتين نحوها لتوقفها قائله : مينفعش حضرتك تدخلي في اجتماع مهم جوه ، نظرت اليها الفتاه باستحقار قائله بغرور : وانتي تبقي مين عشان تمنعيني ، حاولت تخطيها وهيا تكمل كل شويه تيجي سكرتيره جديده وتفتحلي تحقيق جحظت عيني وتين من وقاحتها وهيا تمنعها من فتح باب المكتب قائله بغيظ : انتي شكل نسبه الفهم عندك ضعيفه ف انا هعزرك واكررهالك تاني في اجتماع جوه ومينفعش تدخلي ها يارب تكوني فهمتي ، شهقت المدعوهه سلمي وهيا تقول بغضب وصوت مرتفع : انتي اتجننتي انتي بتتكلمي معايا انا كده انتي مش عارفه انا بنت مين ، عقدت وتين زراعيها امام صدرها قائله بسخريه : لاعرفيني انتي ياتري تكوني مين بنت الوزير وانا معرفش ، ضغطت سلمي علي اسنانها لتقول بصوت غاضب مرتفع اكثر من قبله : ازاي يعينوا واحده بيئه هنا سكرتيره ده انا هوديكي في ستين داهيه واخذت تنادي بصوت مرتفع: ياسكيووورتتي. اتت شهد في تلك اللحظه وهيا تقول بخوف : انسه سلمي بتزعقي ليه ، لتقول سلمي بغضب وتشير ناحيه وتين التي تشتغل غضبا منها قائله : شيلي الزباله دي من قدامي كانت وتين توشك علي اخراج شرارت من اذنيها لشده غضبها لم تشعر بنفسها الاوهيا تنقض علي سلمي تجذبها من خصلاتها قائله بغضب شديد : انا هوريكي الزباله الي بجد ، كانت صرخات سلمي كفيله باخراج آسر ويزن من المكتب ، ليصتدموا برؤيه ذلك المشهد فتاتان تتصارعان والاخري تحاول فض الاشتباك بينهما ، ولاكن كان اكثرهم دهشه هوا يزن عندما رأي تلك الفتاه مره اخري انها هيا من جعلته يجن جنونه ليله امس يبدو انها لاتكف عن افتعال المشاكل اشار براسه لآسر ناحيه ذلك الرجل الاشيب الرأس ليفهم آسر مقصده وهوا يصافحه مصطحبا اياه للخارج ، ليقول يزن بصوته الجهوري : ايه الهرجله الي بتحصل هنا دي ، اوقفت وتين يديها عن جذب خصلات تلك الحمقاء التي اشعلت غضبها وهيا تنظر الي مصدر الصوت بينما ركضت سلمي ناحيه يزن مجرد ان رأته وهيا تدعي البكاء قائله : شوفت يايزن شوفت عملت فيا ايه اهئ اهئ انت لازم تطردها حالا ، لتقول وتين بخفوت وسخريه :ماجمع الا اما وفق ، تحدث يزن وعيناه المشتعله معلقه علي وتين قائلا : روحي انتي دلوقتي ياسلمي ونتقابل بعدين ، دهشت سلمي لتقول بغضب : يزن انت بتمشيني انا.. انت مشوفتهاش عملت فيا ايه لتوجه بصرها الي وتين قائله بغل : انا هاخد حقي منها منعتها يدي يزن من الاقتراب من وتين قائلا بنبره لاتحمل النقاش : سلمي سمعتي انا قولت ايه روحي حالا ، وقبل ان ترحل سلمي القت علي وتين نظرات متوعده وغاضبه ، اقترب يزن بثقه واضعا يديه في جيوب بنطاله قائلا : حلو اديكي جتيلي لحد عندي برجيلكي ومش بس كده فوق انك غلطي فيا امبارح جايه النهارده تسببي مشاكل في الشركه ، لتقول وتين وهيا ترفع راسها تنظر اليه ف بالكاد تصل لفوق خصره : كلامي مش معاك انت.. كلامي مع استاذ آسر.. رنت ضحكه يزن في الممر الهادئ وهوا يرفع احدي حاجبيها قائلا : استاذ؟... وقبل ان تتحدث وتين جاء آسر راكضا ناحيه وتين يقول بانفاسه لاهثه : انسه وتين ايه الي حصل ، ليكرر يزن بسخريه : قولي ياوتين الي حصل تقدري تتكلمي قدام استاذ آسر لتقول وتين بغضب ليزن : انت مش بس همجي انت كمان بتدخل في الي ملكش فيه ، حاول آسر كتم ضحكاته بينما يزن احتل الغضب قسمات وجهه ليقول آسر بتبرير ليزن : هيا متقصدش اكيد.. وتين جايه النهارده عشان تشتغل في قسم المحاسبه والترجمه الي كلمتك عليها، ليقول يزن بسخريه : حلو وكمان جايه تشتغل معانا اقترب منها وهوا يقول بغضب : بس يؤسفني اقولك يااا.. انسه وتين ان الي غلطي فيه النهارده وامبارح يبقا مدير شركه المنصوري ليكمل وهوا يضغط علي كل حرف.. "يزن ابراهيم المنصوري" يعني انتي مجرد موظفه عندي تفتكري عقباك هيكون ايه ، توقف عقلها في تلك اللحظه، جحظت عيناها حتي كادت ان تخرج من مقلتيها بينما قلبها كاد ان يخرج من قفصها الصدري ناحيته وهيا تأبي تصديق ماسمعته توا لا..لايمكن كيف ذلك لم تشعر بما حدث بعد ذلك فسقطت مغشيآ عليها امام انظاره.......
----------------------------------------------------
انهت ملك محاضرتها وهيا تلملم اشيائها ، استمعت لاصوات نحيب كان احدهم يبكي نظرت الي المدرج الاخير الخالي من الطلاب عدا تلك الجالسه تبكي بشده اقتربت منها واذ بها صديقتها "هدير" هرولت اليها بقلق لتجلس بجانبها وهيا تحاول رفع راسها لتري مابها قائله بقلق : هدير ايه الي حصل بتعيطي ليه ، لتقول هدير من بين شهقاتها : وليد ياملك ، اغمضت ملك عيناها تحاول كبت غضبها لانها لا تحب ذلك الاحمق الذي يعد زير نساء لم يترك فتاه واحده الا وضايقها حتي هيا ! لتقول ملك : ماله وليد ، هدير وهيا تمسح عيناها لتتسني لها رؤيه ملك بوضوح : اتشاكلنا وقال انه مش عايز يكلمني تاني
ملك وهيا تتنهد : واتشكلتوا ليه المرادي
هدير بصوت مبحوح من البكاء : بسبب اني شوفته مع واحده امبارح ولما واجهته قالي انا حر انتي ملكيش اي اهميه في حياتي ،
ملك وهيا تمسح علي راسها وتقول بنبره حنونه : ولما انتي عارفه ان هوا وحش وبتاع بنات ياهدير مش بتبعدي عنه ليه انتي تستاهلي واحد احسن من كده بكتير
هدير : مقدرش ياملك انا بحبه ، هوا الوحيد الي حسسني اني حلوه بعد اما مكنش حد بيعبرني ... هيبوصلي ازاي وانا سمره ورفيعه
ملك : وانتي ليه بتحسبيها كده.. مش كل حاجه الشكل ياهدير وبعدين الي بيحبك هيبص لده لتشير علي قلبها وهيا تكمل الجمال مش كل حاجه والي بيدور علي الجمال ده انسان بيحب المظاهر ..
هدير بنوع من الغيره : طبعا ما انتي لازم تقولي كده ما انتي حلوه وبيضه وعينك واسعه و زرقا وجسمك حلو .... انزعجت ملك من نبره حديث هدير وهيا تستشعر غيره صديقتها منها لتقول ببعض الضيق : طيب انتي ايه الي هيريحك دلوقتي ، لتمسك هدير بيديها قائله برجاء : انا معايا هديه عايز اروح ادهاله ونتصالح ارجوكي يا ملك تعالي معايا ، انتي صحبتي الوحيده،
لتقول ملك بدهشه: انتي عيزاني اجي معاكي ياهدير مش هينفع
هدير برجاء اكبر : عشان خاطري ياملك مش هنكمل خمس دقايق وابقي روحي بعدها
ملك بعدم اقتناع وارتياح : ماشي ياهدير اما نشوف اخرتها .......
--------------------------------------------------
مغمضه العينين.. تشعر بضوضاء حولها وصوت اقددام يتحرك هنا وهناك وكلمات لم تكن بالوعي الكافي لتسمعها جيدآ .. تريد ان يكون ذلك كابوسآ ليس الا وستستيقظ لتجد نفسها في غرفتها وعلي سريرها، تخاف ان تفتح عيناها لتصدم بواقع يرفضه عقلها .. شعرت بسكون المكان وتوقف الضوضاء السابقه .. فتحت عيناها ببطئ لترمش عدت مرات محاوله الرؤيه جيدا اول شئ وقعت عيناها عليه هوا ذلك السقف المصمم باحترافيه وبه بعض الرسومات البارزه ، اذن ليس حلمآ لم يكن حلمآ ماسمعته ..وجدت نفسها تستلقي علي تلك الاريكه الجلديه السوداء المريحه حاولت النهوض وراسها يكاد ينفجر وهيا تتامل المكان لم يكن سوي ذلك المكتب الذي رأت فيه آسر سابقا .. بدي المكتب هادئا تماما لايوجد به سواها نهضت من مكانها وهيا تحاول عدم السقوط ارادت فقط ان تخرج من ذلك المكان.. ان تترك تلك الشركه دون عوده ،وقفت امام الباب وقبل ان تدير مقبضه تذكرت حقيبتها استدارت لتبحث عنها ، لتستمع الي ذلك الصوت الرجولي ذو البحه المميزه وهوا يستدير بالمقعد امامها يقول : بتدوري علي دي ، تجمد جسدها وهيا تراه نعم انه هوا.. هوا من عذب فؤادها طيله السنوات الماضيه لم يكن حلم يقظه، بل كان كابوسا بالواقع .. يحمل الحقيبه الصغيره باحدي يديه وباليد الاخري يدخن سيجارته وهوا ينظر اليها نظره ثاقبه لم تنبس ببنت شفهه.. ظلت صامته هكذا فقط تتامله تراه لاول مره منذ اثنا عشر عامآ تغير كثيرآ اصبح اكثر وسامه لم تكن قد نمته لحيته بذلك الشكل الجذاب من قبل، كان نحيفا اما الان تكاد عضلات صدره تخرج من قميصه ازداد طوله كما ان شعرهه كان طويلا ، ثم ماذا تلك.. نعم تلك النظره لقد تبدلت كثيرا لم تعد نظراته حنونه كالسباق اصبحت اكثر حدهه وغضبا ازداد عبوس وجهه لم تترك انشا في وجهه الا وتاملته وهيا تقارنه بالسابق تغير كثيرآ ولو لم يكن يعرفها بهويته لما كانت عرفته ابدا ! ... لم تفق الاعلي اقترابه منها بعد ان اطفأ سيجارته الفاخرهه وقف امامها يضع يديه في جيوب بنطاله ليقول بسخريه : الدكتور قال انك اتعرضتي لاغماء نتيجه صدمه عصبيه ابتسم بسخريه ليكمل مكنتش اعرف ان مجرد الكشف عن هويتي هيسببلك كل ده ، كنت متوقع رد فعل غير كده فاجئتي "الهمجي" بصراحه .. لم تخل كلماته من السخريه وهيا تستمع اليه لاتجيبه ولاتتحدث فقط هكذا تنظر اليها وهيا تحاول جاهده منع عبراتها من السقوط امامه فتفضح امرها ... وجدها صامته تماما ف تحدث مره اخري عله يشغل غضبها قائلا: شايف انك ساكته يعني مبقتيش تخربشي زي الاول ايه القط اكل لسانك .. لم تجيبه ايضا تنظر اليه فقط وكانها تريد ان تشبع عيناها منه تعويضا عن السنوات الفائته .. لانت ملامحه قليلا حين لامست نظراتها ولمعان عيناها شيئا داخله وكانه رأي تلك النظره من قبل .. نفض تلك الافكار ليعود لنظرته الساخره وهوا يقول : حلو.. دلوقتي وبعد مافوقتي شايف انك جاهزه لاول يوم شغل ليكي ، تمعنت النظر اليه قليلا وهيا تقول اخيرا بنبره هادئه : يعني انت مش هتطردني بعد الي حصل ، ابتعد يزن عنها عائدا لمكتبه يستريح علي مقعده الفاخر وهوا يدخن سيجارته الثانيه ومازالت نظره السخريه علي وجهه ليقول بثقه : انا بطرد هنا الي جاي يدلع وبيقول انه بيشتغل ومش بس كده بفرج عليه الشركه كلها ... ابتلعت الغصه العالقه في حلقها وهيا تستشعر منه الخوف لاول مره في حياتها لطلاما كانت تحتمي منه اما الان ماذا ،،صارت تخافه لتقول بنفس نبره الهدوء : بس انا مش عايزه اشتغل هنا غيرت رأيي ، يزن بسخريه : تؤتؤتؤ كنت فاكرك اقوي من كده يا انساااه .. وتين مش معقول شايفه انك مش قد الشغل لدرجه انك عايزه تمشي ، خفق قلبها وهيا تستمع لاسمها من بين شفاهه ف احدثت داخلها ضوضاء عكس المره الاولي الان صارت تعرف من هوا جيدا... ليكمل يزن : جيتي هنا تشتغلي يبقا تثبتي انك قد ده
لم تجبه وتين وانما ظلت صامته ... ثم رفع سماعهه الهاتف يحرك شفاهه بكلمتين فقط : تعالي ياشهد.. اغلق سماعه هاتفهه وهوا يقول بسخريه : بالتوفيق ثم مد يده بحقيبتها وهوا يقول بعدم اكتراث : بالمناسبه في واحده اسمها ملك اتصلت عليكي كتير استعادت وعيها قليلا عندما استمعت لاسم اختها وهيا تاخذ منه الحقيبه بلهفه تلامست ايديهم ف شعرت بقشعريره تسري بجسدها تلاقت اعينهم وللمره الثانيه يشعر بشئ يحركه اثر نظراتها .. ثوان وكانت شهد تطرق باب المكتب ثم تدلف استفاقت وتين وهيا تبتعد عنه ، ليقول يزن بثقه موجها كلامه لشهد اما عينيه ضيقهم وهوا ينظر الي وتين : عرفي موظفتنا الجديده علي طبيعه شغلها ياشهد ، اومأت شهد براسها وهيا تاخذ وتين معها والتي كانت في عالم اخر حتي انها لم تعترض!.. قابلهم آسر الذي كان في طريقه لمكتب يزن ليقول آسر باهتمام : وتين انتي كويسه نظرت اليه وتين واومات براسها لتعاود الشرود امامها ليسالها آسر مره اخري : طيب انتي رايحه فين دلوقتي.. يزن قالك حاجه لم تنظر اليه وتين فقط كانت شاردهه وكانها في عالم اخر.. لتجيب شهد بعد ان طال صمت وتين: استاذ يزن طلب مني اخد وتين واعرفها علي طبيعه الشغل
آسر بدهشه : آسر طلب منك كده !! اومات شهد براسها تؤكد كلامها .. ليقول آسر بخفوت: ياتري بتفكر فيي ايه يايزن ثم عاود النظر لوتين الشاردهه امامها بصمت وهوا يقول لشهد : تمام اتوصي بيها ياشهد ، شهد بمهنيه : حاضر يااستاذ آسر ثم اكملت سيرها تتبعها وتين الصامته ... دلف آسر مكتب يزن وجلس امامه قائلا بلامقدمات : مطردتهاش ليه ؟
يزن ببرود وهوا ينظر لشاشه حاسوبه : اطرد مين
آسر بضيق من بروده : هتكون مين ..وتين ،سبتها تكمل ومطردتهاش ليه !؟
يزن ومازالت عيناه علي حاسوبه : واطردها ليه ، ضرب آسر المكتب بيديه بعد ان فاض صبره ليقول بغضب : يزن انا اكتر واحد عارفك وعارف ان الي عملته وتين معاك مش هتعديه مرور الكرام كده اكيد في سبب معين في دماغك ناويلها عليه قولي ناوي علي ايه ... رفع يزن راسه عن حاسوبه وهوا ينظر اليه يبتسم بثقه قائلا : ناوي علي كل خير ..اعاد راسه علي الكرسي الخاص به ليكمل بابتسامه منتصره ارتسمت علي شفتيه ، هوريها اللعب مع يزن المنصوري بيبقا ازاي........
كانت شهد تشرح لها عن طبيعه العمل وهيا تنظر اليها فقط بذهن شارد لم تكن تستمع الي كلمه واحده مما قالتها شهد فقط عقلها يفكر بشخص واحد "يزن" مازالت صدمه رؤيته تؤثر عليها .. رحلت شهد من امام وتين بعد ان شرحت لها عن كيفيه العمل وفتحت لها جهاز الحاسوب امامها واخبرتها ان احتاجت لشئ تخبرها فعلت كما اوصآها آسر .. جلست وتين علي المكتب الخاص بها وهيا تنظر الي شاشه الحاسوب بشرود لربما كانت ستسعد بهذه اللحظه سابقا قبل ان تعلم انها شركه "يزن"
يا اهلا يا اهلا القسم كله نور .. رفعت وتين بصرها الي مصدر الصوت واذ به الرجل ذاته الذي التقت في المصعد اغمضت عيناها والتفتت براسها الجهه الاخري وهيا تتجاهله ف ما كان ينقصها سواه الان .. شعر هيثم بالحرج لتجاهلها له ليتنحنح بحرج قائلا وهوا يمد يده لها : انا هيثم موجود في المكتب الي جمبك علي طول لو احتجتي حاجه متتردديش تساليني ، نظرت الي يده الممده وتجاهلته للمره الثانيه شعر هيثم بالحرج الشديد خاصتآ انه رأي بعض اصدقائه يضحكون عليه ... حرك قدميه للعوده لمكانه لتوقفه وتين قائله : من فضلك ، استدار هيثم بجسده لها قائلا بفرحه ظهرت في صوته : اؤمريني .. لتقول وتين : ممكن تقولي الحمام فين .. خابت ظنون هيثم ولاكن لم يكترث يكفي انها تحدثت اليه ليدلها علي مكان المرحاض ... سارت كالاموات في الطرقات الي ان اتجهت للمرحاض والذي لم يكن بداخله احد سواها نظرت الي صورتها المعاكسه في المرآه ثم اخذت تضحك وتضحك بصوت عالي وبطريقه هستيريه الي ان تحول ضحكها لبكاء.. بكاء شديد وهيا تتذكر تلك الفتاه التي اختبئت داخل احضان يزن ايقنت انها زوجته ، تاكدت الان بانه قد نسي امرها تماما حتي وان لم يتذكر وجهها كيف له بان لاينتبه لاسمها ..وهوا الذي كان يخبرها بان اسمها مميز يستحيل ان ينساه كان يناديها دائما "وتيني" كيف.. كيف له ان ينسي كل هذا ويتركها هيا فقط تتذكر.. تعاني من الذكريات تذكرت عندما اخبرها في صغرهم بمواصفات زوجته التي تختلف كثيرا عن تلك الفتاه التي رأتها ابتسمت بسخريه من بين بكائها وهيا تتذكر انها لطلاما حلمت انه قد يحبها ليس كطفله كان يحميها دائما، بل كانثي ناضجه تعشقه حد الجنون. وضعت يديها علي فمهاا تكتم شهقاتها وهيا تنظر في المرآه محدثه نفسها قائله : لا يايزن مش هسمحلك.. مش هسمحلك تعذبني تاني اكتر من كده لازم انساك واخرجك من حياتي زي ما انت عملت ... لازم اتغير وابقا واحده تانيه مش هسمحلك تشوفني ضعيفه تاني معنتش الطفله الي بتتحامي فيك ولاا انت بقيت الشخص الي حبيته زمان مسحت وجهها بعد ان ارهقتها نوبه بكائها وهيا تنظر في المرآه بعد ان تحولت عيناها لكيسين منتفخين من الدماء قائله : هتشوف وتين تانيه عن الي عرفتها زمان يايزن .. استفاقت قليلا بعد ان غسلت وجهها لتخرج من المرحاض شخصا اخر غير الذي دلفه منذ قليل كانت جامده الملامح راسها مرفوعا وهيا تستعد لمواجتهه ..مواجهه حبه طفولتها "يزن".....
أنت تقرأ
لأنكِ قدري
Romanceعشقته سرآ منذ نعومه اظافرها ف كانت تراه بطلها وحاميها الوحيد بينما هوا يجهل حبها ليتركها دون وداع غارقه في ظلمه الوحده دونه ليعود القدر ويجمعهما من جديد ف هل سيتمسك بحبها بعد ان يدركه ام يتركها للنصيب