تيم شاب هادئ دائما غارق في التفكير لا أحد يعرف ماذا يدور في ذهنه، كان دائما الاول في صفه و الكل كان يتنبأ له بمستقبل زاهر في الطب او المحاماة او أي ميدان عدا الفن، كانت صدمة لوالديه لما أعلمهما بنيته في دراسة الفن لكنهما لم يقفا في طريقه بل سانداه، فهو يعتبر الابن الوحيد الذي طال انتظاره..
الاب: ماذا؟.. فن تشكيلي!! ..اسمعي عزيزتي ما يخبرنا به ابننا..
تيم: انه قراري أبي سأدخل معهد الفنون.. لاأريد دراسة الطب ..اسف
توقف والده عن كتابته وبقي ينظر لابنه لم ينبت بكلمة أخرى
الأم:أتركه عزيزي يفعل مايشاء كلانا يعرف انه موهوب ويحب الرسم.. اتركه يدرس الذي يريده
أبعد الاب نظره عن ابنه وتأمل زوجته ، كانت تجاعيد وجهها تزيدها جمال ورقةا ، استسلم لها لا يمكن ان يرفض لزوجته طلبا
الأب: حسنا، حسنا أدرس ما تشاء فهي حياتك وأنت من ستحياها، لكن يجب عليك النجاح..
اتجه تيم نحو امه : شكرا أمي
ضمها وقبلها وأردف: أحبك امي، أعلم أنك نقطة ضعف أبي
بالنسبة لأمه كان يوما لا ينسى لما اعلمتها الطبيبة انها حامل وهي في سن الخمسة و الأربعين " كيف!!.. أنا حامل؟؟ هل أنت متأكدة؟؟ أشكرك الاهي" ، دمعت عينيها وهي تقول "حتى انني فقدت الأمل .. هههه ..." كانت سعادتها لا توصف و سعادت زوجها أكبر فهما صبرا و تمسكا بالأمل للاخر ، وتحدا الكل ولم يفترقا رغم ضغوطات العائلة،
كانت ترغب والدة زوجها بحفيد و هذا أمر طبيعي، فبعد خمس سنوات من زواجهما من دون ان يرزق بطفل، بدأت تضغط عليهما للإنفصال، لكن زوجها لم يفرط فيها ولم يستسلم للضغوطات، واختارها هي لما خيره بينها وبين عائلته، و أصبحت عائلته الوحيدة ; وساندها في حملها فهي عانت الامرين، فلقد كانت أكبر من ان تنجب ورغم ذلك تحملت، وأصبح تيم الطفل الأمل المدلل لهما..
حدث انعراج في حياة تيم.. وهو في سن العشرين ،ففي تلك السنة حدثت عدت تغيرات في سيرته أصبح كثير الطالبات.. وغير مهتم بالعائلة، حتى انه طلب منهم ان يدعوا امام أصدقائه انهم جده وجدته.. وتجادلا العديد من المرات وقرر الخروج والسكن لوحده، لكن ومن دون سابق انذار مات والده.. لم يأتي لجنازته سوي بعض الاصدقاء كان تيم ووالدته الوحيدان المفجوعان بالحدث المرير، وأدرك انه الوحيد الباقي لأمه ..العائلة الوحيدة لها بعد ابيه
الان وهو في الخامسة والعشرين أصبح أكثر نضجا ووعيا.. أصبح الشيء الأكثر أهمية له سعادة امه ولاشيء قبله، هدفه ان تعيش حياة مترفة وان لا تشعر بالوحدة.. لهذا ليس لديه وقت للعلاقات العامة، رغم ان أعماله معروفة وهو اسم مشهور في مجال الفن التشكيلي.. عرفت معارضه نجاحا واسعا في السنتين الاخيرتين وأصبح محل طلب المجلات و الاعلام ، لكنه كان في كل مرة يرفض التحدث عن حياته الخاصة او التقاط صور له ولعائلته..
تكتمه عن حياته الخاصة كان أيضا من أجل امه، حتى يمضي وقت فراغه كما يريد و أين يريد، فحياته بعد موت والده أصبحت روتين كل يوم مثل اللي قبله، لا يقبل تغييره، إلى ان أتت امرأة رقيقة جميلة تطلب منه و بكل برائة ان تشرب معه كأس عصير..
اقتربت امه منه وسألته: مابك ابني؟؟
تيم غارق في التفكير، فأعادت امه سؤاله: صغيري.. هل أنت بخير؟؟
التفت اليها وابتسم لها: انا بخير أمي،
الام: أنت متأكد؟؟ تبدو شارد الذهن.. ليس اليوم فقط.. انك غريب من عدت أيام، هل من مشكل؟؟
تيم: لا ، لست كذلك، ليس هناك أي مشاكل
الام: ابني العزيز أنا امك و أشعر بك
تيم: في الحقيقة قامت اليوم أمرأة بدعوتي، انا أفكر هل أذهب أم لا، فقط
ابتسمت امه وقالت له: أخرج معها ، لقد أهملت نفسك كثيرا.. أمنيتي ان أرى حفيدا لي قبل ان اموت
تيم: لا تقولي هذا أمي..
الام: انها الحياة بني.. أخرج معها وأعطي نفسك فرصة الحب و انا رؤية حفيد
ضمها لصدره.. أصبحت أصغر حجما و التجاعيد ملأت وجهها أكثر.. قبلها وقال لها: سأذهب الان للورشه.. سأفكر في الموعد فيما بعد ، وداعا أمي
ودعته امه وهي تتمنى لو انه يذهب للموعد..
يتبع...
أنت تقرأ
طلبي ان تبقي معي
Romanceهذه القصة لحالة يمكن تصير لأي واحد فينا.. تيفاني أمرأة شابة تخيلاتها للحياة وردية.. تلتقي بتيم ويغير مفهومها واحلامها..