الجو بارد، والثلج بدأ يتساقط.. الناس تهرول خارج في جميع الاتجاهات.. لم يمنعهم البرد عن مشاغلهم ، في وسط كل هذا الازدحام تجلس تيفاني امرأة رشيقة القوام وناعمة الملامح، وحيدة في مقهى، انها جالسة وشاردة الذهن :
"الأن وأنا هنا انتظره اشعر بالحرج, ياالاهي يا ليتني لم ادعه .. ماذا لو لم يأتي.. محرج محرج جدا.."
من طول جلوسها وحيدة أصبحت تشعر بنظرات موجهة نحوها .. شعرت بعدم الارتياح
"لما الكل يحدق بي ألم يرو يوما امرأة وحيدة!!!!!"
اقترب منها النادل: ماهو طلبك انستي؟؟
رفعت القائمة بارتباك ..لا تريد شيء ،فقالت: "ليس الان عد فيما بعد.. او لا، اسفة.. احضر لي عصير برتقال من فضلك"
وابتسمت له.. وعادت لشرودها : " انها التاسعة كيف لي ان أكون حمقاء لهذه الدرجة، كان من المفروض ان أصل متأخرة وليس قبل الموعد بساعة كاملة " ..التفتت للباب متمنية لو يأتي الان لكنه لم يظهر فحدثت نفسها هامسة: ماذا سأفعل الان؟؟.. انتظر هنا؟؟" وقفت و حملت الحقيبة "لا، لا من الأفضل ان أخرج لن اتحمل هذه النظرات أكثر "..
خرجت تيفاني من الكافيتيريا وكأنها هاربة من الناس ، حائرة ان كان فضولهم و مراقبتهم لها حقيقة أم انها فقط تخيلات للفراغ الذي تشعر به لكونها جالسة وحيدة..
مشيت ونضراتها للاسفل والثلج يتساقط على شعرها الطويل المنسدل على كتفيها، همست: هل قناعتي بأن تيم معجب بي هي أيضا توهمات؟؟!!'..اه، ماذا لو كانت توهمات .. يا الاهي وأنا قمت بدعوته للخروج هكذا!! ،أنتظره وأنا حتى لا أعرف ان كان سيأتي أم لا.. ايييييش كيف استطعت فعلها بهذه البساطة؟!!!
الحقيقة دعوتها له لم تكن بهذه البساطة..
أول لقاء لهم كان في المعرض حيث تعمل كمضيفة وكان تيم الفنان العارض في ذالك اليوم، أثار انتباهها من النظرة الأولى كان بالنسبة لها فاتنا، تحدثت حينها مع صديقتها..
تيفاني: يا الاهي، ماهذا انه رائع
سوزي: من؟!!!
تيفاني: الوسيم عند المدخل
التفتت اليه سوزي تأملته
تيفاني: توقفي انك تحرجينني.. فضحتينا
أبعدت سوزي عينيها عنه وقالت : انه عادي .. لا بل ليس وسيما على الاطلاق .. ذوقك في الرجال فضيع
لم تولي تيفاني كلام سوزي وزنا.. فهو أثار اهتمامها واكملت السهرة و هي تراقبه
بعدها عرفت انه الفنان صاحب اللوحات و المنحوتات التي كانت تبدو لها غريبة، وانه معروف بعدم اكتراثه بالعلاقات العامة و انه لا يملك أصدقاء و لم يشاهد يوما مع امرأة.. هذه المعلومات كلها جعلتها أكثر اهتماما به وخاصة و انها كل يوم تلتقيه، فورشة عمله قريبة من مقر عملها..
ضلت هكذا لأشهر تلمحه تقريبا كل يوم، لكنه لم يلاحظها ولا مرة، لم يلتفت اليها و لم ينتبه انهما يلتقيان كل يوم وفي نفس المكان، امام كرسي الحديقة..
وفي مرات عديدة كانا يجلسان جنب لجنب في ذلك الكرسي هو ياكل كعكة و يفكر و هي تاكل وجبة صغيرة وتفكر أيضا، تفكر: كيف له ان يكون هكذا؟!.. إنه حقا مختلف عن الاخرين، رغم اننا نجلس معا كل يوم في نفس المكان و لنصف ساعة لم يتكلم معي يوما و لم يلتفت حتى ..ماهذا الذي يفكر فيه بعمق ؟؟؟ ألم يينتبه لي حقا؟؟
رن جرس هاتفه..
تيم: اهلا كيف حالك الأن؟؟ اشتقت لك كثيرا..هههههه.. أعلم انني كنت معك صباحا لكنني أبقى مشتاقا لك في كل ثانية أكون فيها بعيدا عنك.. ماذا؟؟.. لا لا لن اتأخر مساءا..اوكي القاك مساءا، أحبك أمي
توقفت تيفاني عن الاكل و زادت دقات قلبها مع كل كلمة يقولها ، لم تتصور يوما انها ستجسس على مكالمة شخص اخر وبهذا الشكل.. تنفست الصعداء مع كلمة أمي فكرت "شكرا لله انها والدته .."
دام هذا الحال ولم يتغير إلا أن
تيفاني: عذرا سيد تيم..انا، انا،...
التفت اليها تيم وهو مندهش، فاكملت تيفاني الحديث : انا تيفاني و، و.... انا معع...لا أعرف ان كنت لاحضتني لكننا نتناول هنا الفطائر كل يوم... واعتقدت انه سيكون من الجميل لو قمت بدعودك لشرب كأس عصير معا.. سأكون بانتظارك غدا على الساعة العاشرة في مقهى السعادة ..سأذهب الان تأخرت عن عملي...اسفة
عادت تيفاني للعمل وهي سعيدة ..سعادتها كانت واضحة حتى ان سوزان سألتها: اليوم عيد ميلادك؟؟
تيفاني باستغراب: لا، لماذا تسألين؟؟
سوزان: انك سعيدة و تضحكين مع الكل .. هي أنت دائما تضحكين لكنك اليوم سعيدة!!!!
تيفاني: لدي موعد.. غدا مع تيم
سوزان: هل دعاك للخروج؟؟ تهانيه لك .. كيف حدث هذا ، قال انه معجب بك؟؟
تيفاني: لا لم يقلها لكنني اضنه معجبا بي
سوزي: كيف حدث ..هيا قولي لي
تيفاني: في الاسبوع الماضي عندما وصلت الكرسي كان هو قد سبقني للجلوس فسألته ان كان بإمكاني الجلوس نظر لي و ابتسم و قال لي بالتأكيد يمكنك
سوزي: كملي بعدها ماذا حدث؟؟؟؟
تيفاني:وأصبح كلما اجلس يبتسم و يترك لي مكانا أوسع لأجلس
سوزي: بعدها....
تيفاني: فقط
سوزي و هي تصرخ: فقط!!!!!!!! ... قلت لي لقد دعاك
تيفاني: في الحقيقة انا دعوته
تمنت سوزي لو يكون شعور تيفامي صحيح، كانت تود لو تقول لها لا تذهبي قد لا يأتي لكنها لم تستطع، فضلت ان تكتشف بنفسها..فقد يكون شعورها حقيقي...
والان هاهي تيفاني تجوب الشوارع وهي بين العودة للمقهى او اكمال طريقها للبيت...
يتبع...
أنت تقرأ
طلبي ان تبقي معي
Romantizmهذه القصة لحالة يمكن تصير لأي واحد فينا.. تيفاني أمرأة شابة تخيلاتها للحياة وردية.. تلتقي بتيم ويغير مفهومها واحلامها..