طفلة!

150 19 22
                                    

♡●♡
●♡●
○○

°
VOTE + COMMENT❤
💐

بعد ثلاثة أيام من البقاء قيد إحتجازه
كانت لين تواجهها بعض المتاعب فهو لم يكن يكلمها ولا يخبرها بشيء
لا بل ويتصرف معها وكأنها طفلة...نعم هي طفلة مقارنة بعمرها لكنها الآن بلغت 8...
هي لم تدرك أنها قضت 3 سنوات كاملة في المختبر
إلى بعد يوم في بقائها معه
و بتحقيق وتفكير عميق منها
وعَدّ تلك الأيام التي قضتهم تخطط الهرب من ذلك المكان القذر، هي لم تلاحظ سرعة الأيام
وسنوات عمرها وطفولتها تضيع سنة
بعد أخرى وكلما قال ذلك الفتى أنها طفلة أو يعاملها هكذا كانت تشتمه بألفاظ لم تكن تدري من أين تعلمتها
...كانت تكره أن يقال لها تلك الكلمة...
بقيت معه ثلاثة أيام وهي في حالتها تلك ولم يزدها توترها منه إلى سوء...بقيت هي في الغرفة لا تفعل شيء سوى الإستلقاء فوق ذلك الفراش الأبيض
و تقف فقط  عند إحتياجها للحمام أو شيء آخر...
هو لم يدعها تتعب أو حتی تقف من مكانها بل كان يعتني بها ويرفض طلبها إن طلبت الخروج أو المشي،
كان يطعمها أثناء مرضها وأيضا جَعلها تُشاركه الثياب مثل الكنزات، فهي لم تملك غير تلك التنورة الممزقة والباهتة...لم يسألها عن شيء بسبب
أن كل مرة يحاول ذكر الموضوع
كانت تَتشتت وتضيع في عالم مليئ بالظلام،
عالمٌ لا يوجد فيه سوی رجل بالأسود يغطي كامل وجه غير تلك العين المُحاطة بالبقعة المسوّدة
فَلم تقدر تحمل تذكر هذا و طلبت منه ألا يسألها أي شيء
وهو وافق لكن ليس إلى الأبد
فبعد مررو بعض الوقت شعر بأن حالتها تزداد سواء
و قرّر بأن يلحّ عليها لتخبره
لكن هذا لم يكن يفيد شيئا بل كان يجعلها تكره سؤاله و البقاء معه أكثر....
حاولت أكثر من مرة الهروب دون إخباره
ولكنه كان يعرف كل شيء بنفسه ويفعل الإحتياط كي لا تخرج وهي في هذه الحالة
~~~~
●°●
لين:-( في ليلة من ليالي الشتاء العاصف كانت مستلقية على الفراش مع جسمها الذي تكسوه الجروح
إبتداء من قدميها، يديها، ورأسها الذي تلفه الضّماض أثر وقوعها العنيف على تلك الأرض المليئة بالصخور
والذي سبب شقّا صغير على طرف جبينها تحديدا فوق عينها اليمنى...
تحركت فجأه تفيق من نومها وتفتح عينيها بالتدرج
لسماع صوت تلك النافذة المفتوحة
والتي تضرب بنفسها بسبب الرياح القوية وبسبب أنها كانت مفتوحة كانت الستائر تطير هنا وهناك
تكشف لها جزءا من تلك السماء بالغيوم الرمادية مع مزيج من السّواد، كانت تنظر إليها بعيون مليئة بالقصص والحكايات العميقة وكم السماء تشبهها فهي الآن مثلها تماما قلبها مليئ بالسواد مثل تلك الغيوم القاتمة....
كانت الكآبة هي الملمح الوحيد التي ترسم على وجهها
وهي تجلس بسكون تنظر بتمعنٍ إلى السماء تفكر بأشياء كثيرة في آنٍ واحد
منها كم أن حظّها بائسٌ لدرجة أنه أدّى بها إلى مكان ليس لديها أي فكرة عنه...
غريبة عن المكان ك ذلك العصفور الذي تراه الآن من النافذة يحاول جاهدا أن يؤوي نفسه بين تلك الأغصان بينما هي وكأنها ترفضه تتحرك بقوة بسبب الرياح القوية ف بدى انه يعاني وانه لا ينجح ومحاولاته تبيت بالفشل كل مرة،
فجعل نافذة غرفتها مأواه وهو يلتصق بها من شدة البرد...
لم تقدر على الجلوس أكثر
وحاولت التحرك وفعل شيء له
فأنزلت قدميها بإصرار تتجاهل الألم الذي تشعر بها يمزقها...وأخيرا إتّزنت على ساقيها الضعيفتين
وأخذت خطواتها المرتجفة والصغيرة نحوه إلى أن وصلت إلى ظرف النافدة
ثم مدت يدها اليه تحمله في أصبع سُبابتها...
أخذت تنظر له بإنبهار من شكله وألوانه المتعددة
وكأنه سرق جمال قوس المطر من السماء لنفسه...
لمست أظراف أصابعه الصغيرة المبللة بقطرات المطر
فقالت وهي ما تزال تنظر الى جماله بذهول وتسأله بصوت حنون):-كم أنت جميل يا صغير! ما حدث لك؟ أين عائلتك... ها؟ لما انت في الخارج في مثل هذا الطقس
...هل أنت تائه؟ (بدأت تمسح على ظهره برفق وهي تتمتم بكلمات لطيفة ثم فجأءة وبدون سابق إنذار طار ذلك العصفور من يدها بسسب الصوت الأجش الذي صدر خلفها..
👤:-لما أنت واقفة؟
لين:-(شهقت بسبب ظهوره المفاجئ خلفها ثم سألته بفزع)ياااه أرعبتني، ما بك؟
👤:-(تقدم نحوها بلا مبالاة ثم قال)تنحي جانبا، السماء على وشك أن تهطل.
لين:-(لم تقل شيئا وإكتفت بالإبتعاد عن طريقه
تأخذ خطوتين إلى الخلف وبدأت تحدث نفسها بإستغراب)
يا إلهي! لما هو هادئ هكذا،
لما أنقذني ولما هُو ما زال يعتني بي،
سألته ألف مرة حتى بدأت أكره السؤال نفسه؟!
(كانت شاردة به بينما هو يُغفل النافدة ثم تَرَكَها دون سَحبِ الستائر عليها، كان مستمتعا بتلك القطرات التي تهاجم النافدة بعنف ثم وبلا إرادة منها
أخدت عينيها تطوف حول جانب وجهه الغامض و النصف مخفي بسبب تلك الخصلات التي تستقر حول عينه اليسرى بهدوء ثم على تلك الملامح الباردة
التي تترجم عن شخصيته وتحكي الحكايات دون الإمعاق النظر حتى ثم الى ذلك الجسم
العريض والطويل... فبدأت تتسائل بغباء
وهي تميل برأسها بإستغراب عن شكله وطريقة وقوفه أمام النافدة و كيفية وضع يديه داخل جيوبه بثقة):-لما لا أستطيع فهم هذا الفتى؟؟!
لما يبدوا أنه صغير وبنفس الوقت كبير؟!
يا الهي أيُمكن أنه عجوز بجسم ولد؟!
ماذا؟!! لا لا لا هذا مستحيل لكن يبدوا وكأنه فتى بالغ...
ايش لين هل جننت ما هذا الهراء الذي تتفوهين به
(هزت رأسها تريد إزاحة تلك الأفكار السخيفة من بالها ومحاولة عدم النظر إليه لكن عيونها
خانتها وكانت تختلس النظر تارة بعد أخرى...
كانت تتأمل كل تفاصيله بحرص دون النطق بكلمة تنظر اليه بشرود بينما هو إكتفى بالوقوف
والنظر عبر النافدة لكن سرعان ما أجفلت
عندما سمعته يقول لها بصوت
تملؤه الخشونة):-مالذي حدث معك؟
لين:- (تفاجأت لأن هذه كانت أول مرة يوجه كلمته بوضوح وإصرار لها طوال تلك ال ٣ أيام) ها؟
👤:-(قال بينما ما يزال ينظر) قلت مالذي حدث معك؟ لما كنت مغمية في تلك الغابة
وفي تلك الساعة؟
لين:-(إضطربت من سؤاله بعد أن هدئت أياما عنه  فقد أوحى لها كل الذكريات المؤلمة التي كانت قد نسيتها لبعض الوقت...
أخذت ناظريها بعيدا عنه
ثم قالت وهي تتعلثم في الكلام تريد فقط أن تفقد كل ذاكرتها بسبب الأفكار المريعة والتي وبمضي بعض الوقت أصبحت كاوبسا مخيفة لها ):-اه ذلك! امم... لا شيء!(أنزلت رأسها تنظر إلى الأرض
ثم أخذت تقترب إلى حيث يقف ببطئ
حتى أصبحت بجانبه، رفعت نظرها تنظر إلى ما هو شارد به) لدي سؤال أريد طرحه عليك أيضا...من أنت؟ ولماذا أنقذتني وأتيت بي إلى منزلك والأهم من ذلك أنا فتاة غريبة لا تعرف عنها شيء ومع ذلك تعتني بي...
(إبتسمت بغباء تقول بسخرية) ظننت أن الإنسانية قد إنقرضت من هذا الكون.
👤:-(لم يعذب نفسه بإجابتها بل تجاهلها
و إستدار  بنفسه بهدوء يخطو الى خارج الغرفة
لكنه توقف ورد عليها بنفس النبرة والبرود قبل أن يخرج):-على راحتك لست مضطرة أن تخبريني ولا أنا مضطر على أن أجاوبك لهذا عودي إلى السرير
وارتاحي قليلا بينما أحضر لك شيأ تأكليه
(فتح الباب ببطئ وتلاشى أمام دهشتها).
لين:-يا الهي لما هو هكذا؟!!
لماذا لا يخبرني بشيء...(قالت بسخرية من تجاهله وكلامه المجمد)هه وهل أنا مريضة كي أستمع له
وأبقى في منزله دون أن أعرف مراده أو سبب إنقاذه لحياتي...
لا بد أنه يَمزح...هذا مستحيل!
( مشت ناحية باب الغرفة بسرعة بعد أن تأكدت أنه إبتعد عن الغُرفة وفتحته...
مشت في أرجاء المنزل إلى أن وصلت أخيرا إلى الباب الرئيسي...تريد الخروج في وسط هذه العاصفة المثلجة بجسمها العديم من الفائدة،
تريد المشي بإستخدام هذه الأقدام المرتجفة من الضعف....لم تهتم لمظهرها الفطيع لأن كل ما يهمها هو الخروج فبدأت تكلم نفسها بصوت خافت وهي ترجف بسبب البرد
فكل ما تلبسه الآن ليس سوى كنزة خفيفة بيضاء وقالت بينما شفتاها تهتزان)حسنا أعترف بأن الجوّ ليس جيدا لكن هذا لا يعني أن أبقى مع غريب
في منزل واحد بل و بعيد كل البعد عن المدينة أيضا...لا لا يا لين يجب عليك الذهاب من هنا
مهما كلف الأمر والأسوأ من كل هذا هو تصرفاته المخبولة وطريقة كلامه الغامضة...
اه يا الهي مجرد التفكير في البقاء معه يشعرني بالتوتر.... لا أستطيع الوثوق بشخص غريب الأطوار...
حسنا هذا لا يهم الآن، تستطيعين فعلها،
هذه ليست أول مرة تواجهين فيها صعوبات مثل هذه)
○●○●○
مدت يدها نحو الباب تريد الإمساك بالمقبض لكنها لم تستطع الوصول اليه بسبب اليد التي أمسكت
بعصمها بقوة تمنعها من الخروج
ثم إلى ذراعيها ليديرها ذلك الشخص إلى ناحيته ويوجه اليها نظرات لم تفهمه غير أنها كانت حادة جدا....
لم تكن سوى واحدة عين واحدة ما جعلها تضطرب وتصاب بالقشعريرة في كامل جسدها هكذا...
لم تقدر على الحراك بسبب يديه القويتين التي تثبتها في مكانها....
أما هو فقد كان في غاية الإنزعاج من تصرفها هذا وخاصة بعد كل ما قدمه لها... تريد الفرار منه وكأنه وحش سينقض عليها في أية لحظة ....
أن تتَفادى وتتجاهل معروف الغَيْرِ كانت الصفة الوحيدة التي لا يمكنه تحملها وها هي الآن تتصرف بها...
فلم يدرك نفسه الا بعد أن قام بإمساكها
ليوقفها والفيَضان في وجهها يخبرها بكل شيء في لحظة غضب بنبرة مختلفة
عن تلك التي تعودت عليها...
👤:-(قال والغضب أعمى عيناه)ياه!! ألن تسأمي من محاولاتك الفاشلة...ألا ترين حالتك هذه؟
أنا حقا لا أظن أنك بكامل قواك العقلية!
ألا ترين كم هي تثلج في الخارج...تريدين الخروج في هذه العاصفة صحيح؟
حسنا إذهبي...أنا الذي كنت مخطئا عندما قررت بمساعدتك وإبغائك هنا ريثما تجدين مأوى آخر....
تغيبت عن أعمالي ومدرستي لأجل الإعتناء بحالتك المزرية...كنت أريد أن آخذك إلى المدينة وأسلمك للميتم بعد أن يئست من إيجاد والديك...
بحثت عنهم في كل إنش في المدينة بعد أن عرفت رقمهم وعنوان المنزل
لكني لم أجدهم ويبدوا أنهم يئسوا أيضا من البحث عنك وغادروا المدينة...
لقد تسرعت في قرار إبقائك هنا..
إذهبي، لن أمنعك هذه المرة، الباب مفتوح، غادري ولا تريني وجهك مرة أخرى!

المُنـحَنَـى٘ المُـخِيـف✔ [متوقفة حاليا]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن