متعجرف غامض!

143 21 35
                                    








لا نعلم إن كانت هذه معجزة أم صدفة،
هايدي كانت محظوظة جدا لكونها تعرف رجلا شديد الفراسة مثل جيمين....
إستدار بنفسه مرة أخرى وبنفس اللحظة يتبع خطواتهم وآثار أقدامهم،
هو لم يكن ينوي الرجوع للأطفال بتاتا، كان متأكدا من أنهم سيصلون بأمان أو هذا ما أقنع به نفسه لأجل أن لا يتأجل لقائه مع عدوه،
كان عقله مشغولا ومصابا بالعمي بسببه، يفكر كيف يأخذ روحه ويُدفّعه الثمن غاليا جدا،
كان يود تعذيبه ويجعله يتمنى لو لم يكن متواجداً في هذا الكون من الأساس...
ببساطة لم يكن هناك وريد الرحمة في جسده بذلك الوقت لكن قلبه لا ولم يتجرّأ أن يجعله غافلًا عن هؤلاء الصغار
وخصوصا بعد أن أدرك أن عاصفة قوية ستهبّ بعد ثواني معدودة،
و هاهو الآن إستجمع نفسه يحاول مسح ذلك الرجل عن ذاكرته لبعض الوقت...
على الأقل لبعض الوقت.

●إلى هذه الدرجة هو متلهّف لرُؤية جي داي هيون●

ركض مسرعًا مثل الرياح يحاول جاهدًا أن يجدهم في أي مكان لكنه لم يلقى لهم أثَر،
ركض مرة أخرى بين الأشجار الكثيفة وهو ينظر يمينا ويسارا لكن للأسف لم يُفلح هذه المرة أيضا
لكنه لم يستسلم وبدأ بالمحاولة مرة أخرى
وبعد مثابرة و تعب شديد توقف عند شجرة يحاول إلتقاط أنفاسه، إنحنى للأسفل و أمسك بركبتيه وهو يلهث بشدة،
رفع رأسه يوجه نظراته إلى تلك الباحة الواسعة
التي أمامه الآن بقلق
والتي بدت ملوّنة بسبب الضوء الناتج عن البرق في قلب تلك السماء الداكنة بالسواد
و يعقبه صوت قوي، ومن هنا بُرهِن له أنها عاصفة تصاحبها صواعقٌ مخيفة
ثم بعد قليل بدأت السماء بإهطال قطراتها الكبيرة بعنف على الأرض،
كان المطر غزيرًا جدا ولكن هذا لم يمنع جيمين من إنفاذ ما برأسه
فبدأ بالبحثِ مرة أخرى و لكن هذه المرة بأملٍ كبير....
وما أن أخذ خطوة واحدة سمع صوت شهقات خافتة تصدر عن شجرة كانت قريبة منه،
تغيرت ملامحه بقلق وسرورٍ معا! لا يعرف هل يفرح الآن بما أنه وجد فرداً منهم أم يحزن لرؤيته في هذه الحالة....
لمِح من صوتها أنها تالة
فأسرع نحوها بإرتباك خشيًا من أن مكروهاً ما أصابها
ثم جلس على ركبته وهو ينبطح بصدره لأجلها
ثم بدأ يكلّمها بصوته الحنون المليء بالدفء والأمان...

جيمين:-عزيزتي تالة أنا هنا!

تالة:-(كانت الصغيرة تبكي وهي تضم أرجلها إلى صدرها وتترجف من البرد والخوف،
كانت شبه مريضة بسبب حالتها الحساسة جدا...
رفعت نظرها بضعف
إلى جيمين الذي كان منبطحا على الأرض وإلى يده الممدودة لها...شهقت بقوة ثم وبتفاجئ صرخت بإسمه ثم بدأت تنهمر بالبكاء):-اااه سيد جيمين، أين كنت؟؟
أين إختفيت كنا بحاجتكَ كثيراً...
ااااه يا إلهي، أنا لا أعرف أين أصدقائي
أنا لا أعرف حتى إن نَجو أم لا!!.

المُنـحَنَـى٘ المُـخِيـف✔ [متوقفة حاليا]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن