كازنوفا! {القسم الثاني}

154 18 14
                                    

صورة☝🏻

VOTE + COMMENT💐
إندمجي في الكلمات
عزيزتي!

إستفاقت بعد نوم دام لساعات....
كان قد حان وقت الغروب وهي ما تزال نائمة
لكنها قامت قبله بدقائق، تحركت فجأءة تلتقط قارورة الماء التي وضعت جانبها فوق المنضدة، شربت منه حتى أوصَلته الى النصف ثم قامت تتجه نحو النافدة...
وقفت أمامها و أبعدت الستائر وظلت مدة تتأمل المنظر قبل أن تفتحها كليا ويدخل ذلك النسيم العليل الذي تلاعب بخصلات شعرها الحريري البُني المتساقط حول جبينها وكتفَيْها بإهمال...ضمّت يديها الى صدرها
بينما تغمض عينيها تتمتع بلمساته الباردة،
تَفتّحت جُفناها تلقائيا بسبب ذلك
النور الذي شعرت به يملؤُ نظرها
ثم إبتسمت بخفّة الى تلك الشمس التي نثرت خيوطها الذهبية في الأرجاء تحول الكون كله الى اللون النارّي(🍁) والأجمل ما في الأمر أن ذلك اللون إنعكس على تلك البُحيرة التي إمتلأت أمس بمياه المطر تشبه
بشكلها ك اللؤلؤ البريق الامع، لم تستطع مقاومة المنظر فإقتربت أكثر تضع كوعها تستند بطرف النافدة ويدها تحت ذقنها متأملة إياه بعمق...
نظراتها كانت تدُور بالأرجاء بين الأشجار الطويلة والعصافير بأعشاشها، أنزلت رأسها للأسفل بالتدرج تنظر الى الأعشاب المتراقص حولها
ثم وأخيرا الى ذلك القابع أمام البحيرة بشروده فركزت نظرها عليه مائلتًا رأسها أكثر...
كان يلبس معطفا كبيرا باللون الأبيض
مع وشاح يغطي نصفه العلوى إبتداء من فمه الى آخر عنقه، كان نسيمًا لطيفا باردا يسكنُ له الكيان
فبدأ بالتلاعب بشعره أيضا سامحاً له بالتطاير بإهمال في الأرجاء...تعمقت أكثر لنظراتِه ولعيونه التي ملأها
البريق بسبب سكونه أمام تلك البحيرة...
أمالت برأسها أكثر بسبب إحساسها بشعورٍ غريب نحو ذلك الغريب...كان يبدوا كالملاك بملابسه البيضاء،
بدت عليه ملامح غير ملامحه المعتادة
فوجهه كان يائسًا جدا أثناء شروده وبدت عليه الوحدة والكئآبة رغم القوة التي يتظاهر بها،
كانت تعابيره في ذلك الوقت لينة جدا...آلمها مكان ما لا تعرفه وأيضا لسبب مجهول، أدركت أن كل هذا البرود والقسوة ورائه سبب ما، فهو لم يكن سيتصرف هكذا لولا هنالِك خطب، لم تهتم لمشاعرها الغير مفهومة
ولكن شيئا ما يُحرقها الآن وهو تصرفها الطفولي والمزعج معه...رُغم أنه يبدو ك قَالب ثلج
الاّ أنه ومع ذلك أخذها من تلك الغابة واعتنى بها وأواها في منزله وهو لا يعرف عنها شيئا،
كانت هناك كومة أفكار تأتيها دفعة واحدة في الثانية،
إرتبَكت قليلا من الفكرة التي أتت في بالها فجأة
ولكنها كانت متأكدة أنها لو نفذتها سيكون أكثر تصرف لائقٍ قامت به طِوال عمرها...
إبتعدت عن النافدة ببطئ ثم التقطت شيئا ما تلبسه من البرد وخرجت من الغرفة
ثم بعد القليل من الوقت فتحت الباب الذي يؤّذي الى الحديقة، كانت هذه أول مرة تدعس رجلها فوق العشب بحرّية فبدأت في المشي وهي مغمضة تستلذّ بنعومته ضد أقدامها فتحت عينيها لتجد أنها إقتربت منه
فعدّلت مشيَتها وخطت نحوه ببطئ حتى لا توقظه من عالمه وتفزعه، وصلت اليه وجلست بنفس الكرسي معه من الظرف الآخر بهدوء،
بينما باشرت هي بالكلام و بِنبرة مليئة باللّياقة قالت
"مساء الخير"
لم ينظر إليها لا عندما شعر بخطواتها نحوه ولا عندما جلست بجانبه واكتفى بنظره وهو يرد بنفس النبرة لكن بَحّتها عميقة "مساء النور"...
شبكت أصابعها التي في حظنها تنظر اليهم بتوتر وإرتباك قبل أن تقول...
لين:-أن..أنا..امم أنا...كنت أريد أن أقول شيئا
و لكن من فضلك لا تقطع كلامي واسمعه للنهاية...كنت أود أن..أن(تبعْثرت كلماتها داخل حلقها
ولم تقدر على قول كلمة لكن شيء ما جعلها تَستفرغُ كل ما أرآدت قوله وهي تلك النظرة المُستغربة التي نظر نحوها عند خرسها وهو ينتظر أن تقول ما تود قوله فإستمرت عند شعورها به ينظر نحوها بتعابير متسائلة)
حسنا..احم أنا آسفة على تصرفي البارحة،
تصرفت بطفولية وأدرك أيضا أني أزعجتك...
آسفة على كل ما بَدر مني وآمل أني لم أكن حملاً عليك لكن من فضلك هلا أخبرتني عن إسمك على الأقل...
لست مضطرا أن تذكر كل شيء بالتفصيل الممل لكن فقط مجرّد معلومات بسيطة،
فأنا صراحتا لا أشعر بالإرتياح من فكرة أن أبقى في بيت شخص لا أعرفه البتة!
و كما تعرف أنا لا أملك منزلا آخر
وأذكر بأنك أخبرتني أيضا أنك يئستَ من إيجاد والداي، مع أني لم أصدق ولم أستسلم لذاك الكلام
إلا أني سأبدا بالبحث عليهم مرة أخرة ومن المأكد أنه سيستغرق وقتا أيضا لهذا
(أدارت رأسها ببطئ نحوه تود إلقاء نظرة على مَلامحه وقالت)
هلّا أخبرتني من تكون؟!
👤:-(رد عليها بنبرة خالية ومُفاجئة دون أي مقدمات و دون أن ينظر)
تايهيونغ...كيم تايهيونغ
هذا مايسمونني به! يمكنك مناداتي هكذا ومن الأفضل أن تتكلمي برسمية معي.
لين:-(نظرت له بعيون مصغّرة من الغيض وهي تقول في نفسها
"ها قد بدأ مجددا"
لكن سرعان ما أخفت تعابيرها وهي تتصنع نبرة مجاملة لتسأله قبل أن يُغير أجوبته هذه الى تجاهل)
اه إسم جميل، حسنا اا..امم إذا لما تجلس هنا وحدك؟
👤:-(أجابها بنبرة شَعرت منها القليل من الحزن)
أنا معتاد على فعل هذا والجلوس في هذا المكان عند الغروب في كل يوم، وكما أني لست وحدي
فهنا الأشجار والعصافير والسناجب والكثير من الأشياء حولي تلهيني وتجبرني على الشرود بها من جمالها.
لين:-(قالت بينما تهزّ رأسها ببطئ) ااه فهمت
(عادت بنظراتها الى يديها تصنع أشكلا ظريفة وغريبة في اصابعها بسبب التوتر...عمّ السكوت في الأرجاء للحظة وأصوات الطبيعة بدت أكثر وضوحا والطقس إزداد برودة ثم سألت سؤال آخر وهذه المرة كانت تنظر اليه بينما يجاوبها):- امم! إذا كيم تايهيونغ
هل لي بسؤالك لما أنت منفرد؟
أقصد لما بيتك خارج المدينة قُرب الفراغ والغابات.
تاي:-هذا بسبب أني أكره ضجة المدينة
وأصوات الناس وتشحدهم في الأماكن العامة وأصوات السيارات العالية والأنوار الساطعة كل هذا يفقدني صوابي...أحب الأماكن الخالية من الإزعاج
لهذا أَفْضَلُ مكان وجدّته يليق بي هو هذا المنزل، وسط الطبيعة وبعيد عن تلوث المدينة.
لين:-(قالت وقد إندمجت مع الكلام)
وااه هذا رائع لن أتفاجئ لأني تقريبا أمتلك المواصفات التي تملكها فأنا أيضا أحب الطبيعة والأزهار والهواء النقي...أما الرياح فهي صديقتي تمتعني ببرودها وأحيانا بصوتها العذب عندما تهب(وقفت فجأة تروي كل ما تحبه لها وهي تمسك بيديها المتشابكة على صدرها و تدرو بنفسها فرحا)
ااه كل شيء يبدوا رائعا وسط الطبيعة لكن أغلب البشر لا يدركون ذلك...الجنة في هذه البراري.!
تاي:-(إستغرب من تصرفاتها وهو ينظر اليها تدور هنا وهناك تخبره عن حبها للطبيعة، لم يعطيها أهمية كثيرة وأدار رأسه عنها مرة أخرى ببرود وقال في نفسه)
على الأقل ليست مثل بعض البشر!!
هذه الطفلة تبدوا أكبر من سنها بتصرفاتها...تبدوا فتاة ذو أحلام كبيرة
لكن يا ترى مالذي أبعدها عن عائلتها في مثل هذا السن..اام أيجب على أن أسئل؟ لا لا أظن ذلك...
آخر مرة كانت على وشك الموت بسبب هذا
ولا يمكنني تحمل مرضها مرة أخرى،
الأفضل أن تخبرني هي بنفسها عندما تحب ذلك...
(كان يتكلم مع نفسه وعيونه ما تزال شاردة بعيدة عن تلك المجنونة التي تسبح في خيالها ثم قال لها بنبرته المعتادة الباردة) هيا كفى لعبا
إجلسي ستقعين وعندها ستبكين كالأطفال!
لين:-(توقفت عندما سمعت تلك الكلمة وجلست بنفاذ صبر وهي تزفر الهواء ثم قالت قبل أن تبتسم إبتسامة مصطنعة كالبلهاء وهي توجه كلامها وأدارت بنفسها اليه)
حسناا إسمعني يا كيم تيهيونغ اللطيف...
هلا تتوقف عن قول أني طفلة من فضلك
ألا تظن بأن هذا ليس لائقا قليلا؟
قلت لي أن أناديك بإسمك وأتكلم معك برسمية
وها أنا أفعل فما رأيك أن تعيرني بعض الإحترام وتتوقف مناداتي بذلك؟
تاي:-(ترسمت إبتسامة طفيفة جدا على ظرف فمه وهو مستغرب من كلامها المليئ بالجنون والخبل لكن سرعان ما أخفى تلك البسمة وهو يقف من الكرسي ليعود ببروده ويقول) كفى تفاهات أيتها الصغيرة واتبعيني الى الداخل...
الطقس أصبح قارساا! (استدار بنفسه بهدوء غير مبالي لها تحترق بنار غضبها أو هذا ما ظنه
لأنها أبدا لم تكن غاصبة هذه المرة وفاجئته بركضها تسبقه وتقف أمامه لتقول بصوت لم يعرف من اين صدر...
منها أم من مجنون.!
لين:-(بصراخ) يا الهي يا الهي لقد إبتسمت للتو؟!!
هيي كيم تايهيونغ لقد إبتسمت للتو!
تاي:-(نظر لها بإستغراب وهو يرفع إحدي حاجبيه بتساؤل ويقول):-ماذا!!
لين:-نعم نعم أنت...أنت إبتسمت للتو رأيت ذلك!
تاي:-(رفع رأسه ينظر الي السماء بنفاد صبر ثم قال وهو يتفادى نظراتها المجنونة التي تتبعها لأي مكان)
ااه أنت فعلا...ايش فقط ابتعدي عن طريقي أيتها الغبية.
لين:- لا لا حقا انتظر لا تذهب
أنت فعلا ابتسمت الم تشعر بذلك...يا الهي
(ضحكت بغباء وهي تتبعه كالأطفال تقفز بالأرجاء)
هل هذه أول مرة تبتسم بها؟؟ لما تنكر ذلك ااه ااه ااه؟؟
تاي:-(توقف فجأة أمامها مما جعلها تصدم بظهره وتقع للخلف...وقال بينما يزال هكذا)
ترين؟ تريدين مني التوقف عن معاملتك كالأطفال بينما أنت من تبرهنين لي أنك طفلة يوم بعد يوم
(إستدار ينظر لها تجلس وتنظر اليه بتفاجئ وبنفس لحظة دورانه هبت رياح قوية
مما جعل شعره يتطاير معها بحرية
وهو يكشف لها ما  أرادت رؤيته لمدة، كانت مصعوقة....مذهولة من رؤية هذا الجمال،
لم تكن تسمع كلامه بل كانت تنظر الى ذلك الوجه تلك الملامح الكاملة، تلك العينين والأنف وتقاسيم ذلك الوجه و الفك العريض...
بلعت ريقها بعينين متسعتين وتفاجئ...
وأخيرا قد كشف لها ذلك الجزء المخفي من وجهه...
ها قد إبتعدت تلك الخصلات من جانب وجهه كاشفة له ما تريد رؤيته...الشكر للرياح التي زادت من وسامة ذلك الفتى بنظرها أكثر بمليون مرة).
لين:-(من شدة الذهول لم تستطع إغلاق فمها الذي وصل ل مترين وقالت بصوت خافت لم يقدر سماعه) يااااااه يا الهي ما هذا الكم من الإبداع، لقد تفنن الرب في صنعك حقا كيم تايهيونغ".
تاي:-(قال وقد زادوإستغرابه)
ياه هل أنتي متأكدة أنك لست مريضة بعد؟
اه لا عليك فقد قومي قبل أن تأخذي بردا وادخلي المنزل بسرعة
(ثم استدار بنفسه تاركا ايها مع ذهولها ودخل وأيديه في جيوبه).

المُنـحَنَـى٘ المُـخِيـف✔ [متوقفة حاليا]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن