||دراكولا وأقرانه||

443 87 71
                                    


كان مندمجًا في مشاهدة ما يُعرض على شاشة التلفاز أمامه، جالسًا على أريكة جلدية بغرفة المعيشة ضامًا ساقيه لصدره؛ مستمتعًا بمشاهد تقطيع الموتى الأحياء للحوم البشريين الملقون، حتى رمش بجفنيه سريعًا مجعدًا ملامحه بتقززٍ؛ حينما رأى أحد الموتى الأحياء يسحب أمعاء حصانٍ يأكله يمتصها بين شفتيه كأنها معكرونة طويلة.

ثم تحولت ملامحه للقرف واصفرّ وجهه فزعًا؛ وهو يرى أحد الموتى الأحياء ضخام الجثة يأكل طفلًا رضيعًا دفعةً واحدةً، حتى..

- «جيم! ماذا تفعل بمنزلي؟»

قفز جيم عن الأريكة مذعورًا ليركض بسرعةٍ حتى تعرقل بقدم طاولة، ليسقط منكبًا على وجهه، فتنفس بقوةٍ مديرًا جسده ليتمدد على ظهره، ثم استقام جالسًا لينظر للآخر أمامه قائلًا بضيقٍ:

«ماذا؟ لقد أفزعتني بظهورك المفاجئ عين!»

«أي ظهور مفاجئ هذا؟ أنا من يجب عليه أن يفزع عند رؤيتك في الظلام هكذا..»

نبس عين بحدةٍ، فقلب جيم عينيه زافرًا بقوةٍ حتى نهض من رقدته، فارتكبت ملامحه لرؤية ملامح عين الماثل أمامه في ظلام المكان، وإضاءة شاشة التلفاز الخافتة تعكس هالةً مخيفةً لعين.

والذي بدوره تنهد بضيقٍ ليمسح أنفه الراشح بمنديل ورقي متسائلًا بحدةٍ:

- «ماذا تفعل بمنزلي؟ هل اقتحمته مجددًا بكل عينٍ وقحة؟ هذه تعد جريمة إن أبلغتُ الشرطة سيعتقلوك، لقد تغاضيتُ عن أمر اقتحامك لمنزلي قبل يومين ودخولكِ لغرفتي الخاصة المغلقة؛ لأنني كنتُ مريضًا ومكتئبًا حينها أحتاج لصديق، ولكن هذا لا يعني أن تقتحم منزلي بدبوس كل يوم!"

«على رُسلك عين! لقد كنتُ مضطرًا هذه المرة؛ تشاجرتُ مع والدي وتركتُ المنزل ولمْ أعرف إلى أين سأذهب لأبيت الليلة، فوجدتُ قدماي تسيران لمنزلك حتى دخلتُه، ولكنك لمْ تكن هنا؛ لذلك اضطررتُ لفتح الباب بدبوسي لأنني كنتُ بحاجةٍ للحمام.»

رسم جيم ملامح البراءة مبرزًا شفته السُفلى للأمام، فضيّق الآخر عينيه ليزفر بقوةٍ متسائلًا:

- «إن كنت مضطرًا لدخول منزلي بهذه الطريقة، فكيف تجلس بأريحيةٍ هكذا وتشاهد التلفاز أيضًا؟ ولمَ لمْ تهاتفني لتخبرني؟»

«يا رجل! لا تكن قاسي القلب هكذا، أخبرتك أنني تشاجرتُ وطُرِدتُ من منزلي، لا ملجأ لي، نفذ شحن بطارية هاتفي ولا أجد شاحن هاتفك، كما أنني شعرتُ بالملل أثناء غيابك فجلستُ أشاهد التلفاز و..»

- «حسنًا.. حسنًا، اصمت! يكفي ثرثرة رأسي يؤلمني، لمَ صرخت فور سماع صوتي؟ ولماذا ركضت كالأبله هكذا؟»

تساءل عين عاقدًا ما بين حاجبيه ليمسح أنفه مجددًا، فتنهد جيم بقوةٍ ليجلس مجددًا على الأريكة، أخذ نفسًا طويلًا ليجيب محاولًا إبعاد نظره عن شاشة التلفاز:

نفخة روح |عنصر الشخصيات|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن