||شخصية المحقق||

278 53 47
                                    

كان صباحًا مثاليًا لجيم الذي استيقظ على صوت زقزقة العصافير، وأشعة الشمس التي تسللت على استحياء تلثم وجهه، لكن الأهم من كل هذا هو رائحة الطعام الشهية.

نهض بنشاط لينضم لأسرته على المائدة يأكلون الفطائر، وبينما هو في حالته تلك فكّر: «هل أغيّر اسمي لإيميلي رود؟»، لكنه ابتسم فقط على هذا التفكير وفكّر بشيء آخر، بعدها قفز فجأة، فهو لم يرَ عين منذ فترة، والآخر لا يتصل كثيرًا أيضاً، ربما يجب أن يمر عليه اليوم، لذا تحدث مع والدته وأخبرها بنيّته هذه قبل أن يرتدي ملابسه ويخرج متجهًا لعين.

كان على ناصية الشارع الذي يسكن فيه عين، حين رأى سيارة الشرطة أمام منزل صديقه، فعقد حاجبيه وأسرع الخطى لهناك، حين وصل، كان الباب مفتوحاً بالفعل والشرطي على وشك الرحيل وعين يودعه. بعد رحيله اقترب عين من جيم  يقول متنهدًا: «أهلًا يا صاح».

الآخر تجاهل هذا ليسأل: «ماذا حدث؟».

«أحدهم اقتحم بيتي أمس وسرق بعض الأشياء، من ضمنها كتاب عزيز على قلبي وليس له نسخ تباع الآن» قال عين بحزن.

-ماذا سرق أيضًا؟

«مشغّل الاسطوانات وبعض النقود» قالها بينما ينظر للنافذة، ويرى الشرطي يركب سيارته مغادرًا.

-وأين كنت أنت؟

ابتسم عين ليقول: «كُنت نائماً بغرفتي، هو أتى ورحل بلا صوت وأنا لم أضطرب بنومي حتى.. لص بارع».

عقد جيم حاجبيه بانزعاج معلّقًا: «أنت تبتسم! لمَ؟».

«لأنه لم يصدر صوتًا إطلاقًا» ضحك الآخر فرمقه جيم بنظرة غير مصدقة ليقول: «هل جننت؟»

لكن عين تنهد فقط، واختفت ابتسامته ليقول: «كنت أحاول تخيل شيء جيد لأنسى ما حدث، لأشغل نفسي حتى قدوم المحقق».

أدرك جيم كم أن الآخر حزين، وهو بسؤاله الاستنكاري هذا أزعجه، لذا قال برفق في محاولة لتلطيف الجو: «محقق؟ هذا مثير للاهتمام، أتعلم؟ نحن لم نتحدث عن شخصية المحقق من قبل».

نظر له الآخر وابتسم قليلاً ليجيب: «لا لم نفعل، ماذا لديك؟».

سحب نفسًا عميقًا، ثم ابتسم وأشار للآخر أن يتبعه حتى وصلا الصالة، فجلسا على كرسيين متقابلين، وضع جيم قدمًا فوق الأخرى، وتظاهر بأنه شخصٌ مهم، أدار عين مقلتيه بسخرية ليقول الأول: «أخبرني يا عين، ماذا يدور في بالك حين تسمع كلمة محقق؟».

ابتسم الآخر ليجيب: «حسنًا، أتخيل رجلًا ممشوق القوام فارغ الطول، على رأسه قبعة قد تكون فرنسية أو من قبعات الزمن القديم قليلًا، بفمه غليون يدخنه أغلب الوقت».

سحب جيم عود تنظيف أسنان من العلبة بجانبه ليضعه بفمه متصنعًا العمق ويقول: «جيد، جيد جداً، لكن لا أظن أحدًا في القرن الواحد والعشرين سيرتدي قبعة كهذه، ماذا عن صفاته؟».

نفخة روح |عنصر الشخصيات|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن