||مرحباً، لدي نكتة||

333 51 31
                                    

أفاق جيم من نومه وتثاءب وهو يشعر بالراحة من نوم ثلاث ساعات. ارتدى ملابسه بسرعة ثم خرج من بيته، سار بين الشوارع بواسطة دراجته قاصدا مقهاه المفضل متلهفا للقاء عين وتذوق عصيره المفضل. كان عين  يجلس على الطاولة رقم سبعة التي قام بحجزها سابقا، يضع هاتفه بالقرب منه، وجه نظره نحو الساعة؛ لقد وصل قبل الوقت المتفق عليه بعشر دقائق.

وصل جيم متأخرا خمس دقائق بسبب الازدحام، وضع دراجته جانبا ودخل المقهى. تنهد عين قائلا: "كالعادة جيم تجعلني أنتظرك وأصاب بالملل الشديد".
وضع جيم يده خلف رقبته بحرجٍ وقال:" كان الشارع مزدحما، متى وصلت؟".
رمق عين جيم  بنظرة باردة وقال: " قبل الموعد بعشر دقائق".

رفع جيم يده متفاديا تلك النظرات ليأتي النادل ثم قال له:" من فضلك كوب قهوة وعصير مثلج"، ثم أعاد نظره نحو عين وتأسف قائلًا: "أعتذر منك حقا لن أتأخر مرة اخرى".
تنهد عين بانزعاج فحاول جيم أن يخفف عن رفيقه: "إذًا، كيف حالك؟ مضى وقت طويل".
همهم عين قائلا: "صحيح، لقد كنت منشغلا بحياتي الخاصة، أنا بخير ماذا عنك؟".
ابتسم جيم وأخبره أنه بخير.

وصل النادل ووضع لهما شرابهما ثم رحل. رفع جيم كأسه وبدأ يشرب العصير لأنه كان يشعر بالعطش الشديد، فتحدث عين ليثير انتباه جيم: "ما رأيك بالكوميديا جيم؟".
رفع جيم رأسه مباشرة ووضع كأسه على المائدة ثم قال: "تضحكني دائما"، ثم عاد لإكمال شرب عصيره.

أخرج عين تنهيدة بسيطة: " لقاءاتنا الكثيرة ونقاشنا الدائم يجعل منك شخصا خبيرا؛ فلم اختصرت جملتك؟".
ضحك جيم وأجاب: "لأنني أريد إكمال شرب العصير، تحدث أنت أولا وسأكمل بعدك".

أسند عين ذراعيه على المائدة بينما كان بخار قهوته الساخن يتصاعد وقال: "الكوميديا هي وسيلة يمكن التعبير من خلالها عن الرأي بطريقة ملتوية، سهلة ومفهومة من أجل الوصول للهدف الذي نريده كالمتعة والنقد".  أنهى كلامه وهو يرفع كوب قهوته لفمه ليرتشف القليل فتحدث جيم: "تكون الكوميديا في الشخصية، أو الأفكار، أو المواقف. فقد تنبع الفكاهة من سمات الشخصية، أما المواقف ستعتمد على الحركات والأحداث المضحكة، بينما الأفكار ستشرح لنا القضايا السياسية".

ابتسم عين وأردف: "جميل جدا، دائما ما أشاهد برامج التقديم الكوميدية التي تطرح القضايا السياسية بطريقة مضحكة وناقدة بشكل لاذع، تستخدم فيها مواضيع تهم الشعوب وتقوم باحتواء غضبهم والتنفيس عنهم".
قهقه جيم وأبدى رأيه قائلًا: "على عكسك؛ أنا أتابع المسلسلات المضحكة ولا أحبذ مشاهدة الكثير من برامج التقديم فبعضها يصل إلى مرحلة التهريج".

رفع عين حاجبه ورد مدافعًا: "يوجد أيضا الكثير من البرامج التافهة تحت عنوان البرامج الكوميدية وهي ليست مضحكة أبدا!".
همهم جيم وقال موافقًا: "معك حق، بما أنك تتابع البرامج السياسية الساخرة، فهل يمكنك أن تشرح لي سبب نجاحها؟".
زاد سؤال جيم حماس عين فأجاب قائلا: "إنها شخصية المقدم بالطبع وموهبته في تقديم محتوى فكاهي جديد وحيادي، ينقد فيها كافة الأطراف. البعض قد يسجن من رسائله الحادة للسياسيين وقد يتعرض للضرب، وما يثير إعجابي أكثر هو استمرارهم في التقديم رغم كل هذه المخاطر!".

أومأ جيم باهتمام وقال: " أنا أحب مشاهدة المسلسلات بسبب الشخصيات الكوميدية؛ فهي دائما ما تكون مرحة وودودة، مثيرة للمتاعب، تحب المقالب بشدة، قد تكون غبية أحيانا، أو قد تتصنع الغباء من أجل إضحاك الناس، الضحك على أفعالها وردودها يمنحني الكثير من الطاقة والإيجابية".
حرك عين رأسه بتفهم، قال: "أصبت، تعجبني أيضا الكوميديا السوداء كونها تناقش القضايا المحرمة من عنف ومخدرات أو الحرب والإرهاب، هي تعتمد على الشيء الذي يؤلمك وتدفعك للضحك، لكن لا يستطيع أي أحد احترافها بل يحتاج الأمر إلى مختصين"، ثم رفع كوبه مرة أخرى وارتشف قهوته باستمتاع.

تحدث جيم باهتمام: " أوافقك الرأي في ذلك"، ثم وقعت عيناه على الساعة ودهش قائلا: " يا إلهي! إنها الساعة الخامسة والنصف، مضى على حديثنا ساعة ونصف على الذهاب فلدي عمل يتوجب إكماله اليوم لتسليمه في الغد".

رفع عين يده للنادل ليأتيه كي يطلب الفاتورة، ثم قال بحنقٍ: "عدني بأنك لن تتأخر مرة أخرى".
ضحك جيم وأجاب: "أعدك بذلك".
وضع النادل الفاتورة ودفع كلٌّ منهما حسابه ثم خرجا نحو المنزل.

• • •

ما رأيكم بالشخصية الهزلية متابعينا؟

هل تعرفون صديقا مرح وفكاهي؟

سيمادرا نازان.

نفخة روح |عنصر الشخصيات|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن