||نيوتن يبكي في الزاوية||

408 63 88
                                    

« ماذا؟ كيف يكون هذا ممكنًا؟ ما الذي.. ماذا أصاب الكُتّاب بحق الرب؟»
علا صوت تذمرات جيم المنغمس في تصفح الواتباد في كافيتيريا الجامعة، حتى أصبحت شكواه وشتائمه مصدر إزعاج للجالسين حوله، إلا أن هذا لم يمنعه من إكمال التذمر بصوت عالٍ.

«جيم، رفيقي في حبّ الوتباد! أخبرني ما الذي جعل صوتك يملأ كافيتيريا الجامعة هكذا؟»

شتم جيم تحت أنفاسه عندما أدرك مَن صاحب هذا الصوت، إنه البروفيسور دال بنفسه؛ وآخر مرة تحاور جيم مع دال حول قصص الواتباد كاد يتورّط بكتابة بحث عن الشخصيات.

«بروفيسور دال! لم أتوقع أنني قد أراك هنا اليوم. يا لها من مفاجئة سارّة!»
حاول جيم قدر استطاعته أن يردّ على البروفيسور بتهذيب إلا أنه لم يستطع إخفاء لمحة السخرية في كلامه.

تجاهل البروفيسور السخرية في تحية جيم وردّ عليه بينما يجلس على الكرسي المقابل له: «لقد قدمتُ إلى الكافتيريا كي أشتري قهوتي الصباحية، لكن دعك من هذا وأخبرني، ما الأمر الذي جعل صوتك يرتفع هكذا؟»

كشّر جيم ملامحه على سؤال دال؛ فقد تذكر مجددًا أحداث القصة الواتبادية التي جعلت جرس المنطق في عقله يُجنّ جنونه. أطلق تنهيدة قبل أن ينطلق في التفسير لأستاذه عمّا يزعجه:
«لقد كنتُ أقرأ إحدى القصص الواتبادية التي جذبتني، وقد أعجبتني الحبكة والأحداث في البداية، لكن الآن وبعد الفصل السابع فيها بدأت الأحداث باتبّاع منحى غريب ومزعج للغاية.»

بدأ الحماس والفضول يتصاعدانِ داخل دال فشدَّت يداه على الكرسي وقرّبه من الطاولة أكثر: «ماذا تعني بأنها بدأت باتباع منحى غريب؟»

زفر جيم متضايقًا قبل أن يسهب في التفسير: «حسنًا، أولًا، كان هناك ذلك المشهد حيث راحت طفلةٌ في الثامنة من عمرها تتنزّهُ في الغابة. وأثناء نزهتها سمعت صوت حركةٍ بين الأحراش فأصابها الفزع وهربت إلى عمق الغابة، ووسط فزعها وتوترها إتكأت على إحدى الصخور الكبيرة ثم صرخت فزعة؛ حيث وجدت جثة رجل فُصِل رأسه عن جسده..»

قاطعه دال قبل أن يكمل قائلًا: «هذا مرعبٌ للغاية! ستصاب الفتاة المسكينة بصدمةٍ مدى الحياة إثر مغامرتها هذه.»

عضّ جيم لسانه كيلا يوبّخ البروفيسور على مقاطعة حديثه، وأخذ نفسًا قبل أن يكمل بحدّة: «كما كنتُ أقول، أخذت الطفلة تصرخ وتبكي مُشيحةً نظرها عن الجثة التي أمامها. وبقيت على هذه الحالة لما يُقارب الساعة قبل أن يعثر عليها شرطيٌّ تتبّع صرخاتها المستغيثة، وهنا انحرف المشهد عن مساره! حيث تمّ نقل الطفلة إلى مركز الشرطة وبعد أن تمّت معاينتها والتواصل مع أهلها سألها الشرطي إن كان هناك شيء يستطيع القيام به لها كي يخفف من شعورها بالفزع، فطلبت منه أخذها إلى عالم ديزني كي تلعب هناك! والمريب أنّ الشرطي وافق على طلبها وأخذها لهناك. وقضت الطفلة يومًا ممتعًا في مدينة الملاهي، وبقيت تضحك وتلعب متناسيةً تمامًا الموقف الرهيب الذي أصابها قبل بضع ساعات.»

نفخة روح |عنصر الشخصيات|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن