ركبت الفتاه وكان مالك ينظر للطريق تاره ثم ينظر لها في المرآه تاره وكانت ملامح وجهه غريبه كان عاقد حاجبيه كأنه في حالة غضب
نظر لها قائلا : يا انسه
نظرت له في المرآه قائله: نعم
اردف قائلا: يعني معلش يعني بس انا اصلي شايفك عماله تعيطي وزعلانه ويعني كنتي برا ف وقت متأخر ومفيش بنت يعني تبقي لوحدها ف وقت زي دي انا مش قصصديي حاجه والله بس فمعلش يعني علي السؤال هو في حاجه حصلتلك قوليلي يمكن اقدر اساعدك
نظرت له قائله بدموع : لا لا مفيش
زم مالك علي شفتيه وتذكرها اغمض عينيه رغم عنه سقطت دمعه من غير قصد مسحها مسرعا
ووصل للمكان المحدد وفوجئ انها تسكن في العماره المقابله لعمارته جلس في سيارته يراقبها حتي دخلت العماره وسرعان ما خرج من السياره وتركها مفتوحه وتوجه خلفها دون ان تعلم وصعد السلالم حتي علم انها تسكن في الدور الثاني فتحت الباب بدموع ودخلت دون ان تلحظه
نزل مالك السلالم وهو في حالة ضيق لا يعلم سببه بعيدا عن هذا الضيق اليومي في حياته فهذا ضيق من نوع اخر نزل ووقف امام العماره ونظر لشباك الدور الثاني لعله يراها لاكن راه مغلقا
نظر للارض وتوجه لعمارته وهو يحدث نفسه قائلا: يا تري ايه حكاية البنت دي وهي كانت فين في الوقت دا لوحدها وكانت بتعيط جامد كدا ليهه .... هو انا مالي ما اخليني في نفسي وفي الي انا فيه هو انا ناقص كفايه عليا وجعي
ثم صعد السلالم ببطئ وهو يزفر بضيق حتي وصل للشقه فاخرج المفتاح ثم قال بغضب : استغفر الله العظيم يارب مهي مش ناقصاك اقسم بالله ادخل بقي
*كان يحدث المفتاح*
واخيرا فتح الباب ودخل واغلق باب الشقه وخلع حذائه
ونظر نحو الاريكه ونظر لأخاه عبد الرحمن وابتسم رغما عنه وعن قلبه وما يحمله فيه من ألام ابتسم له ونظر له نظرة حنو قائلا: سهران ليه يا عبده
رد عبد الرحمن قائلا: وانا من امتي بنام واخويا الكبير برا قولت بدل ما اقعد استني ع الفاضي اقعد ازاكر شويه
ابتسم مالك قائلا: حبيبي يا عبدو ربنا ينجحك يارب وتجيب مجموع يدخلك الي بتحلم بيه انا جيت خلاص اطمن تقدر تتدخل تنام دلوقت
وقف عبد الرحمن قائلا:هاا اللهم امين بقولك يا مالك كنت عايز اتكلم معاك شويه
حاول مالك التماسك وترد كل ترك الزكريات الحزينه المؤلمه من رأسه وقال: ماشي يا عبده بس اغير لبسي بس ونقعد نتكلم
توجه مالك لغرفته وبدل ثيابه وأرتمي علي السرير مجهدا ووضع يداه خلف رأسه كعادته وزفر قائلا: يا عببده
دخل عبده الغرفه وجلس علي السرير بجوار اخاه وقال :مالك انا بحب واحده
وقعت الكلمه علي مالك كالصاعقه وفجأه نههض من ع السرير بضيق شديد ونظر تجاه الشرفه شاردا يتذكرها بألام ثم نظر لأخاه قائلا بتماسك:بتحب؟ بتحب مين
رد عبده بلا مبالاه قائلا: واحده اخت صاحبي
رد عليه مالك قائلا: يا عبده انت لسه في 3 ثانوي يعني لسه بدري ع الكلام دا
ابتسم عبده قائلا: هقولك حاجه انا سمعتها قبل كدا بنحب في ابتدائي بنحب واحنا كبار مش مهم ايه السن المهم اعرف اختار دا الحب مسؤليه حسيت لازم تقول ربك اداك هديه اوعي منك تزول دا انا يمالك لما شفتها حسيت بأحساس تاني يا مالك كأنها خطفتني غير بقيت البنات مختلفه عنهم كلهم غيير كل الي اعرفهم يبني دي خطفتن...
لم يستمع مالك بقية كام اخاه ونظر للفراغ يسترجع الزكريات وكأن اخاه يتحدث عنها كأن اخاه هو نفسه في الحديث عنها راح يسترجع اول مره رأها فيهاا كيف اخذته من عالمه لعالم اخر كيف جعلت قلبه ينبض بالحياه كأنه ولد من جديد بدأت عيناه في التلألأ بالدموع واحمرت وجنتيه وانفه وشفتاه وتغيرت ملامح وجهه
قاطع شروده صوت اخاه وهو يقول بصوت مرتفع: ماالك يا ممالك انت معايا يبني انت سرحت في ايه
نظر له اخاه بنتباه قائلا: اييه معاك اه لا مسرحتش بص يا عبده انت اخويا وصاحبي وحبيبي اه بس انا بجد والله تعبان جداااا مش هقدر اقولك حاجه تفيدك دلوقت كل الي هقدر اقولهالك انك اانك اان...
ثم سقطت منه دمعه من دون قصد فمسحها مسرعا قبل ان يلحظها اخاه واكمل بنبرة صوت مختلفه نبره مليئه بالحزن : لو ..لو ..لو لو بتحب بتحح بتحبها بج بجد يا عبده اا ان انك تدعي انه انها تت تكون من نصيبك ببس مش اكثر ولا اقل
نظر له عبد الرحمن مستغربا طريقه كلامه ونبرة صوته وقال: مالك يا مالك مال صوتك انت متضايق من حاجه في ايه
نظر له وقال في نفسه : انت لو تعرف انا فيه ايه يا عبد الرحمن ..لهتندم علي الكلمه الي قولتها دي
ثم تحدث قائلا بتماسك وابتسامه : مفيش حاجه يا عبده ما انا قولتلك بس اني تعبان ومرهق شويه هبقي اتكلم معاك بكره
وفجأه فتحت الباب اسراء وقالت: مالك انت جيت
ثم ذهبت اليه وأحتضنته وقالت : مالك انا كنت عيزا اكلمك علي حاجه
نظر لها ثم لعبد الرحمن وقال بمزاح : دا انتو توأم بصحيح بقي
ضحك عبد الرحمن وأسراء وقال عبده: نعمل ايه امك جابتنا توأم نعمل ايه يا عم بقي في امك
ضحك مالك بدون قلب قائلا: ههه ربنا يهديكو بصي يا اسراء والله انا لسه قايل لاخوكي اني مرهق جداا ومش قادر بكرا ان شاء الله هقعد معاكي واشوفك عيزا ايه استبينا
ردت اسراء قائله : استبينا
رد مالك قائلا:يلا بقي هش من هنا كل واحد يروح ع اوضته
خرج كل من عبده واسراء خارج غرفته وأغلقو الباب بينما جلس مالك جلسته المعتاده ونظر للصقف كعادته وبدأت عيناه بالفيضان فتحرك و توجه نحو شرفته وجلس فيها وبدأ يبكي بقوه شديده لا يستطيع ان يتوقف عن كتم دموعه لا يستطيع جلس يبكي بمراره حتي انه لم يلحظ من الذي خرج ليراه
وفجأ نظر للشباك الذي في العمارة التي امامه فلاحظ فتاه تقف وتنظر اليه ولاكن عيناه كانت مليئه بالدموع فمسح دموعه ونظر مجددا فلم يرااحدا ولاكن رأي الشباك مفتوح
وضع ييداه اليمني علي كتفه الايسر وترك الهواء البارد سضرب كل جزء في جسده بلا رحمه ومن داخله الف كلمه والف صرخة وجع
ثم صرخ بصوته العذب قائلا: ربااااااااااااااااه
كان يغني بدموع ولاكن هذه المره لاحظها تقف في الشباك وتستمع اليه
توقف عن الغناء ونظر لها ثم نظر للشارع ثم جلس وامسك هاتفهه وجائه صوت داخلي يقول له : انت بتعمل ايه انت مجنون انت هتكلمها والله تبقي مجنون مالك امسك اعصابك انت بتدور ع رقم مين يا مالك
رد مالك محدثا نفسه بألم : انا هكلمها انا بموت
:مالك انت اتججننت رسمي متكلمهاش يا مالك بعد الي عملته فيك تبقي بتدوس ع نفسك لو كلمتها يا مالك بتدوس علي قلبك
رمي مالك هاتفه علي الارض وأمسك برأسه بقوه وراح يبكي بحراره حتي غلبه النوم ونام في شرفته
استيقظ علي صوت اذان الفجر ونهض ونظر لنفسه واين نام وكيف حدث ذالك وتذكر للية الامس ووضع يداه علي رأسه وزفر بتعب ونهض ونظر لنفسه في المرآه فوجد عيناه متورمتان زمم علي شفتيه بضيق وتوجه للحمام كي يتوضئ وقال محدثا نفسه بصوت : انا هنزل اصلي ف الجامع انهردا هي جت من عند ربنا
ونزل وصلي في الجامع وأثناء رجوعه شاهد رجل كبيراعمي يقول له : معلش بس اي حد يساعدني يوصلني البيت ربنا يكرمكم
امسك مالك بيداه قائلا : تعالا يحج
اجابه قائلا: ربنا يخليك يبني ربنا يفرحك ويباركلك انا عن العماره الي قدام سوبر ماركت الحياه يبني معلش هتعبك
نظر بستغراب مجدادا قائلا: لا ولا تعب وللا حاجه يا حج انا ساكن في العماره الي قصادكم
اجابه قائلا: ربنا يسعدك في حياتك يبني ويسهلك امورك انا مليش حد غير بنتي الوحيده معنديش راجل اتسند عليه بس ربنا كريم بيسهلي ولاد الحلال
دارت الافكار برأس مالك فجأه وتذكر تلك الفتاه التي عادت معه بالامس الي هنا قاطع شروده صوت الرجل وهو يقول : يبني؟
اجاب مالك قائلا: ايوه يا حج هو انت ساكن في الدور الكام ؟؟
: الدور التاني يبني
نظر مالك بشرود وضيق
أنت تقرأ
إبتسامة عابرة
Romanceيعيش بطل القصة مالك احداث بين الحاضر والماضي..غير قادر علي عيش حاضره بسلام ولا التفكير في مستقبله بطمئنان