: مالك..يا مالك يبني ...مالك
فتح مالك عيناه ببطء شديد ونظر حوله بتعجب ثم نهض مسرعا قائلا: انا فين
ضحك فارس لتعبيراته قائلا: انت ف المستفشي يبني مالَك في ايه
التفت مالك يمينا ويسارا ونظر الي يديه ومن ثم الي سترته قائلا بتعجب شديد: هو انا مش غيرت اللبس دا امبارح ..
فارس : غيرته امتي يا عم ما انت متلقح هنا متحركتش اصلا
نظر مالك تجاه المقاعد ومن ثم تجاه فارس قائلا بذعر: ياسمين ياسمين فين ..ياسمين فين يا فارس
ضحك فارس قائلا: يا عم الحنين متقلقش احنا لسه جايين وهي دخلت مع ماما واسراء عند طنط لمياء قولي اخبار محمود ايه
وضع مالك يداه علي راسه في ضيق شديد قائلا: محمود ايه بس ... ااه.. هو انا مجتش البيت امبارح وخدت ياسمين ..وا..
قاطعه فارس وهو يشير بيده كي يتوقف عن الحديث قائلا: بس بس بس ايه التخاريف دي اذا كان انت اصلا مكلمني امبارح قبل ما نوصل واول ما وصلنا وبعدين قفلت فجاه ولما رنيت عليك مردتش عليا
نظر مالك لفارس بضيق قائلا: ازي ..
ثم وضع يداه في جيبه وهو يبحث عن شيء ما وهو يقول: هي فين فين الورقه ..
فارس بتعجب: ورقة ايه
مالك وهو يبحث: الورققه الورقه الصفرا الي كانت علي العربيه
ثم اخرج هاتفه مسرعا وهو يحرك اصبعه علي الشاشه بسرعه قائلا: فين فينن
فارس: مالك انا مش فاهمك في ايه هو ايه الي فين في حاجه حصلت
نظر مالك لفارس قائلا: الرقم الرقم رقم سامح فين ..
ثم ترك مالك الهاتف بجواره بتعب واستند برأسه علي الكرسي ووضع يداه عليها قائلا بتعب : ااااه اااه يا دماغي...
فتحدث فارس بهدوء قائلا: شكلك كنت بتحلم خير اللهم ما اجعله خير
مالك وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا بتعب قائلا: حلم ..! حلم ايه دا كابوس..أه يا دماغي
وضع فارس يداه علي كتف ماالك قائلا: اهدي كدا واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم خير ان شاء الله ...امسك امك عملتك الاكل دا خد كل كدا واهدي انت من التعب اعصابك تعبت
مالك بتعب: يعني انا بجد كنت بحلم وياسمين كويسه يعني مفيش حاجه حصلت يعني وانا كويس
فارس : اه والله كلنا كويسين واكبر دليل انك كنت بتحلم انك بتقولي انك جيت خدت ياسمين امبارح ودا محصلش ولبسك دا الي بتقولي غيرته وانت لسه بالبدله..اكيد كنت بتحلم خير ان شاء الله
............................................................
يفتح محمود عيناه ببطء فيجد نفسه في نفس الغرفه البيضاء وحيد وسط الاجهزه الطبية ..ينظرحوله بتعب شديد عله يجد احدهم مع ف الغرفه ولاكن خاب ظنه...
يتألم بشده ولاكن ليس مثل ذي قبل فقد مر ثلاث ايام علي اصابته هذه ...تتحسن حالته قليلا وتسوء قليلا ...لا يتذكر شيئا ..سوا ذالك االيوم ..
( اوعي ..اوعي تكون فاكر الي عملته دا انا هسكت عليه.. اقسم بالله لهاخد حقي والي عايزه هاخده)
يتذكر هذا اليوم وهذه الكلمات وألمه يذداد ...
حتي فتح باب الغرفه اخيرا ...
: حمد علي سلامتك يا صاحبي
نظر محمود بصعوبه تجاه المتحدث فوجده مالك ف إبتسم ابتسامه خفيفه ولم يجب
جلس مالك علي الكرسي الذي بجوار سريرخ وربت علي يديه قائلا بوجه بشوش: ان شاء الله هتقوملنا بالسلامه وترجع تقرفنا تاني ولا ايه
ابتسم محمود لفكاهة مالك واخيرا نطق قائلا بصوت منخفض وتعب شديد: اس راء
ابتسم مالك وهو يتذكر كلام اخيه فارس ( ووعي تفرق عن اتنين بيحبو بعض حب زي كدا.. واوعي تخسر حدب حبك كدا)
ثم ابتسم قائلا: كويسه متقلقش عليها
محمود بصوت منخفض وتعب : ق قو لها مت متعي طش أ أنا كو كويس..خلي خليها متز علش ي ما لك
نظر مالك للارض هامسا : حتي وانت في عز تعبك حاسس بيها ..
ثم نظر لمحمود قائلا ببتسامه : اطمن هي كانت هتدخلك دلوقت بس انا قولتلها ادخل اطمن عليك بس الاول انت ان شاء الله تقوملنا بالسلامه كدا وترجع لزمانك يا جميل
ابتسم محمود وصمت ...
............................واخيرا بعد مرور عدة ايام جاء الخبر من الطبيب بتمام شفاء محمود ووالدته والسماح لهم بمغادرة المستشفي...
فاطمه بسعاده: لولولوولولولوولوليي حمد علي سلامتك يا عريس
محمود ببتسامه : الله يسلمك يا ماما الفضل لربنا وبعدين ليكو والله ربنا يحفظكو ليا
فارس ببتسامه: حمد لله علي سلامتك يا محمود طهور ان شاء الله
محمود: الله يسلمك يا فارس ..أمال مالك فين
اسراء ببتسامه: مالك راح يخلص ورق وجي دلوقتي
ابتسم محمود لاسراء ابتسامه ربما طالت لعدة دقائق فلم يشعر بنفسه ولم يرا العالم الا عندما تحدثت ..
عبد الرحمن: احم هي ياسمين مع مالك يا اسراء
اسراء : لا هي عند طنط لمياء ..
دخل مالك ببتسامه قائلا وهو يغمز لمحمود: حمدلله علي سلامتك يا وحش
ثم صقف قائلا بفرح: طب اقسم بالله الدنيا نورت تاني ولا ايه يا ابو الفوارس
ضحك فارس قائلا: اكيد يا عمنا دا كفاية نور شعرة
ضحكت فاطمه واسراء ومالك وعبده ونظر محمود لإسراء حين ضحكت وابتسم بشده عندما رأها تضحك وقال: شعري دا من عجائب الدنيا ال8
عبد الرحمن: 8 ايه يا عم انت هتخم هما 7 بس
محمود : لا يا ناصح بقو 8 عشان شعري دخل في المجموعه
ضحك الجميع وبعد مرور بعض الوقت عادو للمنزل وسط ذالك الاحساس بالسعاده والاحساس بالا شيء
.............................................................
:...كل حاجه مش ماشيه صح معايا..وكل حاجه متلخبطه...بقيت متضايق طول الوقت ومش لاقي سبب ولا حتي لاقي حد احكيله..ولا حتي لاقي الي يفهمني...تعبان لدرجة الانعزال والخوف..تعبان ونفسي اشوف الفرحة بعنيا..واعيش اليوم عادي كطفل تاه وسط الزحام ولما رجع حس بأمان ..مخنووق مالحياه وضايع...وبجد نفسي افوق تعبت مالضلمه ومالكتمان..تعبت يارب انا ندمان...مالك
التفت مالك خلفه فوجده فارس فابتسم قائلا: ايه الي مصحيك دلوقت
فارس: انت لسه منمتش لحد دلوقت واقف فالبلكونه بتعمل ايه ف البرد دا
ابتسم مالك قائلا: برد ....
ثم اعاد النظر تجاه الطريق واخذ نفسا عميقا وابتسم قائلا: البرد دا بيهون عليا حاجات كتير
ابتسم فارس وقال: هروح اعملنا كوبيتين قهوة فرنسي مع البرد دا هتعمل دماغ
هز مالك راسه ايجابا واعاد النظر لشارع مججدا وهو يدفء نفسه بسترته ...
: الدنيا فاضية وجوا مني زحام ..كان يوم يشبه معظم الأيام..بال..
: مالك يا مالك هي امك غيرت مكان القهوه ولا ايه مش لاقيها وربنا...
ضحك مالك ودخل غرفته يضرب كفا بكف قائلا: ولا عمرك هتتغير يا فارس
..............................................................
ياسمين: بس برضو يا مالك الواد محمود تقريبا خلص علي البوفيه الي ف الفرح كله يخربيته مسابش حاجه
ضحك مالك قائلا: اه يختي هو واسراء نسفو البوفيه وربنا
ثم ابتسم ابتسامة حنو قائلا: بس الحمد لله ربنا جمعنا علي خير
ابتسمت ياسمين بخجل
نظر مالك لها ببتسامه قائلا وهو يضع يداه علي كتفها كي يضمها اليه: ربنا يسعدنا يارب ويرزقنا بالذرية الصالحه ويحفظك ليا يا حببتي
ابتسمت ياسمين بخجل قائله: اللهم امين يا ملوكي
ضحك مالك قائلا: مابلاش ملوكي دي ههه
ابتسمت وهي تمسك بيداه وتنظر للإفق: ربنا ميحرمنيش منك يا كل حالي...
قبل مالك يداها الممسكه بيده قائلا بصوت خافض: ولا منك ي حببتي
.......
ذالك الهواء البارد...مع رائحة الصباح ..واصوات الامواج وحركتها البطيئه..وصوت العصافير الذي أضاف علي اللوحة جمالاً.......
يجلسان بجوار بعضهما والسعاده قد رسمت خطوطها علي ملامحهم...بداخل كل منهم ألامه وجراحه القديمه التي لم تلتأم بعد ..يحارب كل منهم علي علاج تلك الجروح بحياة جديده يملأها السعاده والرضا ..حياه لا تعرف الشقاء ولا التعب حياه برضا الله ...
ضمها لصدره اكثر قائلا وهو يستند برأسه علي رأسها قائلا : هنمر ف الحياه بصعاب كتير اوقات كتير فيها الحلو والوحش اوقات هنفرح واوقات هنزعل مفيش حاجه بتدوم ديما...هنعيش حياتنا ببتسامه عابرة ..هنبتسمها ساعات وهننسي شكلها ساعات...بس الاكيد ان عوض ربنا ديما بيكون احسن من اي حاجه وحشه هنمر بيها ومهما طال وقت ضيقتك اعرف انها قربت تجيلك وهتبتسمها من اعماق قلبك.......
...............................
تمت بحمد الله
إبتسامة عابرة
أنت تقرأ
إبتسامة عابرة
عاطفيةيعيش بطل القصة مالك احداث بين الحاضر والماضي..غير قادر علي عيش حاضره بسلام ولا التفكير في مستقبله بطمئنان