الجزء التاسع عشر

88 3 0
                                    

بدات انفاس مالك بالتسارع وبدا يتعرق بشده مما جعل الممرضه الجالسه في النبطشية تلاحظ هذا فذهبت اليه وقالت: حضرتك كويس يا استاذ
نظر لها مالك وهو في نفس حاله الصدمه ثم تركها وركض مسرعا نحو الباب وركب سيارته وادار المحرك
وضرب عجلة القياده بقوه وهو يقول بضيق وخوف : مبيردوش عليا ...يارب يارب استرها يارب
ثم امسك هاتفه مجددا وراح يتصل بفارس عدة مرات بدون إجابه
كان مالك في حاله لا يحسد عليها حقا ...
حتي رن هاتف مالك فجاه وكان فارس
رد مالك مسرعا قائلا بزعر وصوت مرتفع: ياسمين فين
رد فارس قائلا: ايوه يا مالك
رفع مالك صوته وصرخ قائلا: ياسمين فين انطق
رد فارس بتعجب قائلا: انت بتزعق لي ياسمين اهي قدامي في ايه
رد مالك قائلا بنفس نبرة الصوت : اديهالي ...
ردت ياسمين قائله بصوتها الرقيق : الو ايوه يا مالك
إطمأن صدر مالك وشعر بقشعريره تسري في جسده كله وقال بصوت هادء نوعا ما: انتِ كويسه يا ياسمين
ردت قائله: اه انا الحمد لله لسه واصلين البيت اهو
رد ملك قائلا: ومبترديش عليا ليه
ياسمين : انا تيلفوني فاصل شحن والله يا مالك
مالك بحده: كل تيلفوناتكو فاصله شحن انا بتصل عليكو كلكو
ياسمين: معرفش والله بس انا تيلفوني فاصل
مالك بجمود : طب متتحركيش من البيت انا جي وهاخدك معايا
ياسمين بتعجب: تاخدني فين
مالك: هاخدك معايا ف المستشفي انا عند الاشاره اهو هطلع اغير لبسسي وهاخدك وهنمشي

وصل مالك ودخل البيت
فارس: انت مش قولت  مينفعش تفضل معاك
نظر مالك له بغضب قائلا: انا برن عليك من بدري وانت مش بترد عليا ليه افهم
فارس بحده: انت بتزعق ليه في ايه الفون كان صامت
وبعدين انا مركز ف الطريق مش ف التيلفون واول ما روحنا اتصلت بيك لما لقيتك متصل
رد مالك بغضب : بعد كدا تبقي تركز ف الاتنين
فارس بغضب: انت بتزعق ليه في ايه
نده مالك علي ياسمين بصوت مرتفع مما جعلها تخرج مفزوعه من غرفة اسراء قائله بخوف: ايوه ايوه يا مالك
امسكها مالك من يداها بقوه وادخلها غرفته واغلق الباب
جلست ياسمين علي السرير بأمر منه وقالت بصوت منخفض  وخوف: م م مالك ا ان انا عملت عملت ايه
كان مالك يبحث في خزنته عن ملابسه كي يبدلها ولم يجيبها
نزع مالك قميصه وارتدي تيشرت ونزع بنطاله ايضا وارتدي بنطال اخر وراح يبحث في خزنته عن شيء ما لا تعلمه ياسمين كان يبحث بهماجيه فكان يلقي الملابس علي الارض
فتحرك بخطوة سريعه وفتح باب الغرفه ونده علي فارس بغضب
لم تعلم ياسمين لما تتصرف هكذا ولاكنها ضعيفه بشده ولا تتحمل كل ما يحدث وفجأه انهمرت دموعها رغما عنها
حتي صمعت صوت فارس المرتفع حين قال: ماهو انت تفهمني في ايه مش هدهولك كدا وخلاص
وبعد دقيقتين دخل مالك واغلق الباب مجددا وفتح خزانته واخذ سترته وثم نظر لياسمين وناداها قائلا بحده : ياسمين
نهضت ياسمين ونظرت له قائله بخوف: ن ن نع نعم
نظر لها مالك وعقد حاجبيه ونظر لأثار البكاء في عينها وقال لها: انت بتعيطي..؟
نظرت له وقد تلألأت الدموع في عينها وقالت: لا لا مش مش بعيط
نظر لها وقال: متزعليش مني لو عليت صوتي عليكي او زعقتلك انا اسف ياياسمين والله غصب عني سامحيني بس انت مش مقدره الي انا فيه اتحمليني واسمعي كلامي من غير نقاش الفتره دي ممكن
نظرت له قائله: ح ح حاضر

اخذها مالك وتحركو وخرجو من الشقه دون ان يجيب مالك علي اساله اخاه ووالدته ونزل مالك واركبها السياره بنفسه ومن ثم لف كي يركب هو ولاكنه لاحظ ورقة صفراء اللون علي سيارته فتوقت واخذها وإذا بها: (ههههه هتاخدها ..مش هنعرف نوصلها احنا كدا صح ....برافو يا شاطر)
تجمد مالك مكانه وراح ينظر يمينا ويسارا كالمجنون يبحث عن اي احد لاكنه لم يجد فركب السياره مسرعا وادار االمحرك وتحرك بأقصي سرعه
واثناء قيادته اتصل بأحد ما كانت ياسمين تستمتع لحديثه بصمت كان يتحدث بجمود وحده
: الو ايوه انت مش قولتلي المكان متأمن ؟ متأمن ازي فهمني مين اخر حد دخل المنطقه ...انا ازي في حد دخل بعدي.. يا اخي اقسم بالله في حد دخل بعدي انا هكدب يعني بقولك في حد دخل بعدي وحط ام الورقه ع العربيه ...ورقه صفرا صغيره...حد من المنطقه ازي مش فاهم ...راجل كبير...
ثم نظر يمينا لانه كان يلف بسيارته فنظرت ياسمين للارض بينما اردف هو قائلا: دا مين دا..هاتلي كل معلوماته ....يعني ايه مقدرتوش ...يا محمد متنرفزنيش يعني ايه مقدرتوش شكله كان عامل ازي طيب ....لاحول ولا قوة الا بالله ..طب هو راح فين طيب ...خرج خرج من الحي لا برافو برافو....امنلي المنطقه اكتر من كدا متدخلش حد ولا تخرج حد غير لما تاخد كل المعلومات عنه الموضوع مش سهل يا محمد انت فاهم مش محتاج افهمك تمام تمام...سلام

وصل مالك المشفي ووضع يداه علي المقود واستند براسه علي الكرسي وزفر قائلا: ياربيي
قالت ياسمين بصوت منخفض وخوف: هو في ايه
نظر مالك نحوها ثم نظر في الناحيه الاخري وزفر دون ان يجيب
وبعد مرور عدة دقائق اخرج مالك المفتاح من السياره قائلا وهو ينزل منها: يلا
نزلت ياسمين وتبعته ودخلا للمستشفي وجلسا
كان مالك في حالة توتر شديد فكان ينظر يمينا ويسارا وكان يدقق النظر في اي عابر يمر من امامه مما اثار الشكوك نحوه
كانت ياسمين في صمت دامس ولاكن بداخلها العديد والعديد من الكلمات
واخيراً خرج مالك من صمته وتحدث وهو ينظر للارض قائلا: انتِ لسه ببتكلمي مع سامح صح؟؟!
تجمد وجهه ياسمين وهربت الدماء منه فجأه وقالت بخوف: ل ل لأ بقالي ك كتير مكلمتوش
نظر لها مالك فجأه قائلا بجمود: متأكده
ردت ياسمين بثقه مختلطه ببعض الخوف: اأ اه متاكده
شبك مالك اصابع يداه وزمم علي شفتيه قائلا: مممم اعتقد يا ياسمين ان مينفعش تخبي علي جوزك اي حاجه مهما كانت
ثم نظر اليها قائلا: فلو في حاجه انا معرفهاش قوليلي ردت قائله: لا مش مخبيه عنك حاجه يا مالك
ساد الصمت للحظات حتي قاطع هذا الصمت صوت رنين هاتف مالك
نظر مالك مسرعاً لهاتفه فكانت الشاشة تضيء بإسم اسراء
مالك: االو
اسراء: ايوه يا مالك اخبار محمود ايه
زفر مالك ونظر تجاه الممر قائلا: مفيش جديد يا اسراء انتو كويسين
اسراء: اه الحمد لله بس هو في حاجه يا مالك ولا ايه انت جيت خدت ياسمين ونزلت ومردتش علي ماما حتي قلقنا عليك قوي في ايه
مالك بضيق: مفيش حاجه يا اسراء متقلقوش بقولك فارس فين
اسراء: فارس ف اوضته
مالك: طب معلش اديني اكلمه
اسراء: حاضر.........فارس خد مالك عايزك ...ألو
مالك: ايوا يا فارس بقولك خللي بالك منهم كويس ماشي
فارس: حاضر يبني والله متقلقش بس فهمني في ايه
زفر مالك ولم يجيب
فارس: معلش يا مالك مهو انا لازم افهم عشان اعرف اتصرف ايه الي حصل
نهض مالك من جوار ياسمين وراح يتحدث بصوت منخفض مع فارس
كانت ياسمين جالسه عاقده يداها امام صدرها قد ظهرت ملامح  التعب علي وجهها واصدرت بطنها اصوتا من الجوع كانت تحدث نفسها قائله: ياربي..هو ايه الي بيحصل دا ..انا السبب في كل حاجه..
كان مالك يتحرك امامها  وهو يتحدث بصوت تكاد لا تسمعه
حتي انتهي من مكالمته ووضع الهاتف في جيبه ووقف بجوار الغرفة التي يرقد بها محمود عاقدا ذراعيه امام صدره شاردا لم يلحظ نظر ياسمين له
وبعد مرور عدة دقائق تحركت عيناه نحو ياسمين فوجدها تنظر له بشرود
ولاكن عندما رأته ياسمين ينظر لها اشاحت بوجهها بعيدا عنه ونظرت في اتجاه اخر
بينما ظل مالك محدقاً بها لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله...
ثم تحرك وجلس بجوارها قائلا : انت جعانه صح
نظرت له بدهشه قائله: لا عادي
رد مالك بحدة قائلا: لا مش عادي
نظرت له بضيق شديد لم يراها مالك تنظر له هكذا قط وقالت بصوت مرتفع قليلا: في ايه يا مالك في ايه ... انت بتزعقلي ليه ومتعصب ليه انا مش فاهمه وبكلمك مبتردش عليا انت مش قايلي اني اروح مع فارس وبعدين جيت خدتني وانت متعصب وحاجات غريبه بتحصل انا مش فاهمه حاجه
تعجب مالك كثيرا لطريقة تحدثها معه ورد عليها بنفس الحده قائلا: عشان انا غبي غبي ومتخلف عشان شايل هموم الدنيا كلها فوق دماغي ..عشان خايف عليكي وعلي امي واخواتي
وبدا صوته يخطلت بنبرة بكاء : عشان كل حاجه بتحصل ف حياتي وحشه ومتلخبطه.. عمري ما نمت مطمن غير غير وانا خايف من بكرا خايف من الي هيحصل ..عمري ما فرحت فرحة وكملت ... عشان مبقتش عارف اعمل ايه ولا بقيت فاهم حاجه الحمل زاد زاد قوي عليا ...
واخويا وصاحبي الي نايم جوا وياعالم حاسس بإيه وامه الي الله يخفف عنها وانتِ...
ثم صمت وامسك رأسه بقوة قائلا وهومستند ذراعيه علي فخديه : وانتِ الي خايف تروحي مني.. خايف تضيعي  زي زي كل حاجه حلوه ف حياتي ضاعت
وضعت يداها علي كتفه قائله بهدوء وحنو: انا مش هضيع يا مالك انا معاك
سقطت دمعه من عين مالك لم تراها ياسمين لانه ممسك رأسه بيده ...
صمت مالك وصمتت ياسمين وساد الصمت وأطفأت بعض انوار المشفي مجددا وولا يوجد سوا انين المرضي لا يسمعه سوا الله

.............................................................
صوت العصافير مع رائحة البنج داخل المستفي وعينا مالك المحمرتان بسبب عدم نومه ليلة امس وذالك الصداع الذي قد اخذ قدرا كبيرا من رأسه شروده المستمر لارض المستشفي ...ينظر الي ياسمين الذي غلب النعاس عليها بجواره ...يبدو علي وجهها التعب الشديد
اخذ مالك نفساً عميقا واخرج هاتفه وبتلقائيه اتصل علي سامح
: الرقم الذي تحاول الاتصال به مغلق او..
مالك بضيق: مغلق مغلق كل شويه مغلق استغفر الله العظيم يارب
فجأه مر شاب امام مالك ملمحه  غريبه وشكله غريب يثير الشكوك
شاب طويل واسمر اللون هناك جرح في حاجبه وجرح اخر في خده ملابسه غير مرتبه
كان مالك يراقبه في صمت حتي وقف امامه وابتسم ابتسامه غريبه وتركه متوجها نحو باب المستشفي
نهض مالك خلفه قائلا بضيق: استني استني ...ايوا انت استني
وفجأه سمع مالك صوتا غريبا يناديه من الخلف اتلفت خلفه فتلقي ضربة قوية اسقتطه ارضا فاقدا للوعي...

............................

إبتسامة عابرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن