الفصل العاشر
بعدما استعادت رقية وعيها
عبد الرحمن :انتى كويسه يا بنتى
رقية :اه الحمد لله انا كويسه
انا ماشية بقي اسفة عالازعاج
عبد الرحمن :لا استنى انا جاى معاكى انتى اكيد جايه لى
رقية : اه كنت جايه انادى عليك
عبد الرحمن : طب تمام انا هاوصلك
ذهبت رقية مع عبد الرحمن وظل تامر يتسائل بل انه كان قلقا عليها ولا يدرى ما بها وفوق هذا يغار من معاملة عبد الرحمن لها
عندما وصلو الى المنزل
الاب : تعالى يا عبد الرحمن اتفضل
عبد الرحمن :لا معلش هاجى انا بالليل
الاب :والله ما انت ماشي الا اما تاكل معانا
عبد الرحمن :ليه بتحلف بس يا عمى والله بجد معنديش وقت كنت بوصل رقية وماشي على طول
الاب : طب خلاص انا حلفت يبقى لازم تقعد بقى يا ابو دماغ ناشف لابوك .... تعالى يا عم هو بيت غريب
جلسو جميعا على السفرة ولاحظ عبد الرحمن انها سفرة واحده لم ينقسما حتى يجلس الرجال معا والنساء معا
والى الان لم تخرج شادية من غرفتها هى فى خجلها وحيرتها
شادية :يا ربى هطلع ازاى انا كده انا بجد بتحرج من عبد الرحمن وبابا مش قادر يفهمنى برضو
قطع شرودها نداء ابيها
يلا يا شاديه ده عبد الرحمن زى اخوكى وان شاء الله يكون جوزك قريب
لم تجد شادية مفر سوى ان تخرج
عبد الرحمن : طب ما اقعد انا وحضرتك فى الصالون عشان البنات ياخدو راحتهم
الاب : والله ما فى قعاد غير مع بعضينا لمة العيله مفيش احلى منها
بعد الاكل بقي اتكلم مع شاديه شويه عشان تاخدو القرار النهائى
نظرت رقية الى عبد الرحمن وابتسمت وقالت مازحة : ابويا عنده الحلفان زى سلامو عليكو كده زمانك هتفرقع منه
كلى يابت بلاش لماضة (قالها الاب وهو ياكل )
---------
كانت الساعة الثالثة قبل اذان العصر وكانت بسملة تاخذ وقتا من القيلولة استيقظت فوجدت رسالة
مساء الخير يا بسومة
قراتها بسملة بعجب شديد.... من هذا يا ترى ؟ وكيف علم بنومها ؟ وبعد انتهائها رات محمود امامها
محمود : انزلى تحت ماما عاوزاكى
بسملة : ماشي نازلة حالا .... ثم التفتت اليه وكانها تذكرت شيئا .محمود هى مامتك عصبية ليه
محمود بغضب : مالها يعنى بتاكل بحواجبها ؟ ايه عصبية ديه
بسملة متعجبة : انت اتعصبت كده ليه ؟ خلاص اعم ياريتنى ما سالت امسحها فيك المرة ديه
محمود بسخرية : ههههههه انا كمان عصبى عايزة تطلعى القطط الفطسانه فيه عشان تطلقي طلعى لكن ماما لا متقربيش منها
نظرت اليه متفاجئة لا تصدق :ايه اللى انت بتقولة ده يا محمود !!!؟
قطط ايه وطلاق ايه ...؟ انا بسالك عشان اعرف ايه مدايقها واحاول اساعدها
محمود وهو يغلق باب الغرفة ورائه ويقول ببرود :اطمنى هى مش عايزاكى انتى اصلا خالص وده السبب فى العصبيه
تالمت بسملة لبرود كلماته تلك التى تسمع تلك الطريقة منه لاول مرة دمعت عينيها ثم تركت الشقة وهى تنظر له نظرة عتاب وتمسح عينيها قبل ان تلقي حماتها
بينما ظل محمود فى ثورته تلك واخذ هاتفها ليرى ما رسائل اليوم
ولكنه صعق ودمعت عيناه
عندما راها لم تحذف الرسائل تلك المرة
ظل فى حيرته من امرها تارة تحذف الرسائل حتى لا يراها وتارة تتركها وكانها لا تخف من اى شىء.. فقرر ان يظل على موقفه من الصمت ليرى ما ستفعل وهل ستخبره ام لا
------
شادية وهى تفرك كفيها : عبد الرحمن انا فى حاجه عايزة اطلبها منك بس مش عارفه ازاى
عبد الرحمن : خير
شاديه : ممكن ترفضنى انت وتقول لهم انى مش مناسبة
ظل ينظر اليها متعجبا وينتظر ان تكمل حديثها
تابعت الحديث : عبد الرحمن انا مش عاوزة اتجوز خالص وبابا مصمم عليك ومش عارفه ارفضك وانا بصراحه مش هنفع
عبد الرحمن : انا اه مش هقدر اجبرك بس كمان مفيش حاجه اسمها مش هنفع لازم تعرفينى السبب عشان اقدر اخد قرار وكمان عايز اعرف ايه حكاية رافضة الجواز ديه ... معنى كده انك رافضة الجواز كله يبقى تقولى السبب
لم يتلقى منها جواب سوى الصمت فاستاذن ليؤدى صلاة العصر
دخلت شاديه الى غرفتها تبكى فهى لا تريد ان تخسر عبد الرحمن ولكن لا بد ان تفعل هكذا لاعتقادها ان هذا الصواب
ظلت فى حيرة من امرها وتخاف من ردة فعل والدها
شادية : ربنا يستر وبابا ميضايقش
انا مقدرش اظلم عبد الرحمن معايا انا بحبه اه لكن مش هقبل انى اضيع حياته ومستقبله
ازاى يقبل يتجوز واحده وشها محروق وحتى انا بشرتى سمرا لو مفيش جرح مفيش جمال
ممكن يكون هو متعاطف معايا بس انا مش هقبل بكدة
___________________
ما زال اسلام حائرا لمن تلك الشقة
ان علم لمن سيسعى ان يعلم من المرسل لتلك الرسائل ويعاقبه وسيعلم من السبب وراء ما حدث لاخته لم يجد سوى تامر فدق عليه الهاتف
اسلام بعجلة فى حديثه : ايوه يا تامر عايزك فى حاجه كده
تامر : ده اكيد ....انت يعنى بترن الا لمصلحة
اسلام : فى شقة عايزك تقولى بتاعة مين
تامر : حد قالك انى شغال فى امن الدوله
اسلام بعصبيه : بطل فزلكة كده عارف قول . مش عارف قول مش عارف
اجابه تامر بغضب مصطنع : انا عليه ليك فلوس يا واله ولا ايه ؟ ماتتكلم بادب كده ده انت اللى عايزنى
اسلام : خلاص يا سيدى اسف
تامر بغرور : ايوة كده اتعدل
اسلام : فى شقة شفتها عالنت لحد انا عارفه بس مش قادر افتكر لمين ممكن انت تكون عارفه
تامر :وانت اى شقة تشوفها عالنت تبقى عايز تشوف بتاع مين
زفر اسلام بملل : يا تامر ارحمنى وجاوب من غير اسالة
تامر : طب اخلص ابعت الصور
اسلام : هى شقة لها جدار برتقانى وفيها عمود بنى والحيطه اللى قصادها صفرا وانتريه بنى كده تقريبا ديه الصاله والسيتارة بيج ... افتح حسابك انا بعت حته من الشقة فى رسالة
تامر : ايوة شفتها اهى وعرفت بتاع مين
اسلام : طب اخلص قول
تامر : ديه بتاع نور يا حاج اسلام
انت متاكد يا تامر من كلامك ده اسلام :
تامر : ايوة يا ابنى انا حافظ شقة روان حته حته وشقة نور كمان كنا دايما بنتجمع فيها... بس انت بتسال ليه ؟ وكمان غريبه انت جيت معانا قبل كده بيت نور وشوفت شقتها ؟
اغلق اسلام الهاتف متجاهلا تامر ..وهو لا يصدق وضع يداه على راسه من صدمته وظل يردد اسم نور متوعدا او متالما لا يدرى هبط مسرعا الى اسفل منزله
اسلام :دادا انا راجع مصر فى حاجه مهمه لازم اعملها
الخادمة :طب وامك يا ابنى هتسيبها كده
اسلام : امى فى غيبوبة لسه والدكتور قال مش هنقدر نعمل حاجه غير اما تفوق مجرد ما تفوق هجى هنا تانى انتى بس عرفينى انها فاقت
الخادمة : حاضر يا ابنى هكون على اتصال بيك دايما
--------
وصل اسلام الى مصر وقصد بيت نور كان يضغط على اجراس منزلها بعصبيه حتى فتحت وجدته امامها وهذا غير متوقع هى تعلم انه لا يطيق رؤيتها ازاحها اسلام ودخل المنزل مباشرة حتى وصل الى نهاية الصاله ليتيقن فوجد انا نفس التى فى الصورة التفت ورائه فوجد روان جالسة على احد الكراسي ونور ما زالت متفاجاه تقف على باب المنزل
كانت روان تبتسم انتصارا هى الان تعلم سبب مجىء اسلام الى بيت نور
نور بعدم فهم : فى ايه يا اسلام ؟
اسلام ينظر لها ولا يجيب ظل
نور : انا مش فاهمه حاجه يا اسلام فهمنى طيب فى ايه
اسلام بصوت يحمل ضعفا : انتى يا نور
نور : انا ايه ؟
اقترب منها اثناء خروجه كنت بحسبك نضيفة شويه عنهم بس اتاكدت ان محدش بيصاحب غير اللى زيه
كل بعدى عنك بسبب شلتك القذرة ديه فى الاخر تطلعى اقذر منهم
ثم ابتسم بسخرية وايه اللى انتى لابساه ده اول مرة اشوفك مطوله الطرحه كده ده بقى عشان تحبكو التمثيليه على بنت جديده
ثم تركها اسلام وغادر فذهبت ورائه لايقافه : استنى يا اسلام مش هتمشي الا اما تفهمنى فى ايه ؟
تجاهلها دون ان يلتفت او يجيب
__________________
سارة : احمد
احمد وهو يقلب صفحات كتاب يقراه : يا نعم
سارة : ممكن سؤال ؟
احمد : اتفضلى
سارة : هو انا لو خلفت مثلا هتكون عايز بنت ولا ولد
احمد : الاتنين حلوين يا معلمة البنت فرصة حلوة للجنة والولد هيساعدنى فى حياتى وحاجه رفيعة كده فى الحياة
سارة : طب هنحفظهم قران طبعا مش كده
التفت اليها ونظر بحنان قائلا : انا هعمل معاهم زى اللى بابا وماما كانو بيعملوه معايا انا واخواتى . من الاساسيات اصلا تحفيظ القران بس مش هحفظهم كده وخلاص مجرد تحفيظ
سارة بعدم فهم : مش فاهمة
احمد : منا بكمل كلامى قطعتى الحبل كده . انا هفهمهم معنى اللى يحفظوه بس طبعا هيكون صعب عليهم كاطفال يفهموا التفسير ولذلك هحاول افهمهم معنى ميسر كده . وكل يوم قبل النوم هحى لهم قصة عن خلق معين لازم يكونو عليه او هحكى لهم قصة عن صحابى من الصحابة .
سارة : بطل احلام بقى
احمد : يعنى ولا حلم ولا واقع اتهدى كده اما اكمل
سارة : المهم مش عايزاهم يطلعوا زيى انا لسه مكملتش ربع يس
احمد مازحا : يا سلاااااام لو ربنا يكرمنى بواحدة كمان زيك
ضربته بخفه : نعم وبتقولها فى وشي
سارة بهدوء : احمد انا عايزة اتنقب
احمد : ..........
سارة : ما ترد يا احمد موافق ولا لا ...؟
تركها احمد وغادر ارتدى ملابسه وترك البيت دون كلمه ينطقها ولم يظهر لها اى تعابير على وجهه
ذهب احمد ليشترى لسارة نقابا ثم ما ان فتحت الباب بعد رجوعه حتى وجدته امامها ماسكا علبة النقاب فى يده يهديها لها
سارة : الله ايه ده يا احمد.... بجد ده نقاب
احمد : لا شراب حاطينه فى علبه
ماهى قدامك اهى
سارة : بطل رخامة امال مقولتش ليا ليه انك رايح تشتريه ده انا حسبتك زعلت منى
ضربها على راسها بمزاح : معقول يا هبله البلد.. هزعل اما تقولى لى عايزة اتنقب بالعكس ديه حاجه تفرحنى ان وشك ليه انا بس
***************
كان تامر رغم انه غضب من كلام روان الا انه لا يهمه ما قالت هو يعتقد انها تتحدث فقط ولن تقدر على فعل شىء كان ما يقلقه اكثر هو وضع رقية كيف هى الان ولما حدث هذا كان يتمنى ان يراها ليطمئن
وبينما هو مستغرق فى تفكيرة دخلت عليه اخته منتقبة
تامر :مين حضرتك
اخته: ........
تامر : هو حضرتك ما سمعتيش عن حاجه اسمها استئذان وبعدين انا ما اعرفكيش ولا شفتك هنا قبل كده ازاى دخلتى البيت اصلا
فرفعت النقاب عن وجهها
سارة : تموراااااا
تامر : يخرب عقلك ايه ده اتنقبتى ليه
سارة : عاجبنى النقاب لسه بقول لاحمد عايزة اتتقب فرح وجابه ليه قولت اشتغلك بس مشكلتى جديدة عالاشتغلات كان المفروض استعين باحمد كصديق
واثناء حديث تامر مع سارة سمعو احد جيرانهم يبكى بحرقه شديده وينوح وقبل ان يخرج تامر الى الشرفه ليرى ما يحدث كانت هناك طرقات شديده على منزل عمه وكان احدهم سيموت ان لم يفتحو الان
اسرع تامر ليرى من الطارق
راى شاديه تقف على باب المنزل تدمع وتاخذ انفاسا سريعه جدا متلاحقة من التوتر ولا تستطيع ان تجمع كلماتها
شاديه بصوت متقطع : احمد فين...؟
سارة : احمد راح المستشفى خير فى ايه !!؟
شاديه : رقيه اختى جالها ازمة بعد ما رجعت من الجامعه ومش عارفين نعمل معاها ايه وبنحاول نفوقها مفيش فايده
تامر : ايه اللى انتى بتقوليه ده ...!! طب ما اتصلتوش بالاسعاف ليه !!؟
شاديه : اتصلنا بس خايفين عما تيجى يجرا لها حاجه اول مرة يحصل لها كده
تامر : طب انا معايا عربيه هاخدها انا المستشفى
اسرع تامر كالبرق من قلقه عليها
اخذها وذهب بها للمشفى وادخلوها غرفة الانعاش
انتظر حتى خرج الطبيب ومعه احمد
ردد الطبيب : ادعولها ثم انصرف
امسك تامر كتفى احمد وصوب وجهه له بينما كان احمد ناظرا الى الارض الدكتور بيقوله ده ؟ تامر: ايه اللى
يعنى ايه ادعولها !!؟
كان احمد ينظر لشاديه الغارقة فى دموعها لا يعرف ماذا يقول
تامر : رد يا احمد ارجوك
رقيه مالها وليه الدكتور بيقول ادعولها معنى كده ان مفيش امل ولا ايه؟
احمد : عمرنا ما فقدنا الامل فى اى مريض بس ادعولها برضو كل شىء بايد ربنا
تامر بصوت مفزوع : ايوه طبعا هندعى بس وضح كلامك حالتها خطيرة ولا لا
احمد : هنحدد بعد 12 ساعه
انما دلوقت مقدرش اقولك انا همشي عشان عندى حالة تانيه مستعجله
امسك تامر بيده ومنعه من السير ونظر فى عينيه
تامر : هى عندها ايه ؟
احمد بحزن : عندها القلب
سمعها تامر ودخلت فى قلبه كالصاعقة
تامر بصوت منخفض لا يسمعه الا هو : القلب ! !!
القلب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نظر تامر الى غرفة الانعاش وعينيه مليئة بالدموع لا تتوقف
لاول مرة يبكى هكذا
_____________________
اتى الى بسملة رساله اخرى وكانت تلك اخر الرسائل اليها
(ارجعى حبيبتى الى المنصورة فلقد افتقدتك كثيرا ، لا تغيبى اكثر لا استطيع العيش من دونك )
قراها محمود فحذفها على الفور
وعندما عادت بسملة من اسفل بعدما كانت تنظف بيت امه راته مستغرقا فى التفكير
بسملة : محمود انا عايزة ارجع المنصورة بقى
ازالت بتلك الجمله كل شكوكه التى كانت تملأ عقله انتفض واقفا ونظر اليها بسخرية يردد: وماله مترجعيش ليه هو بعت لك رساله واما مسحتها كلمك فون عشان يتاكد ان الرساله وصلت ولا ايه ؟
بسملة : هو مين انت بتتكلم عن مين
محمود : عن الاستاذ اللى بيبعت لك رسايل
بسمله وهى تبتسم ببراءة : بطل غلاسه يا محمود ما انت اللى بتبعتهم انت هتتفزلك عليه ولا ايه ؟
محمود بسخريه : لا والله بجد
اطلعى منها بشغل انت اللى باعت وبحسبك انت اللى باعت والكلام البلدى ده
لاحظت بسملة انه يتحدث بجدية
بسمله : ايه يا محمود فى ايه بلدى ايه اللى انت بتقول عليها ديه مش انت اللى بتبعت الرسايل اللى من رقم غريب ديه
محمود : مبعتش حاجه يا هانم
بسملة : ازاى ده!! امال مين ده عارف عنى كل حاجه زى ما يكون فى نفس البيت
محمود : بطلى بقى انا زهقت
ظلت تنظر له ولا تتحدث
تمادى محمود فى كلماته ثم قال بسخرية
بقالنا بالظبط اسبوعين فى الاقصر كل يوم ليل نهار رسايل انتى فين يا حبيبتى ، وحشتنينى يا حبيبتى ،هاتى العنوان اللى انتى قاعده فيه يا حبيبتى ، بعدها بساعه رسالة تانيه انا عرفت العنوان يا قلبى وهجى لك .
ايه الشغل ده انتى حد جابرك تتجوزينى..؟
بسملة وهى لا تصدق ما تسمع : يعنى انت مصدق انى اعرفه
محمود : وما اصدقش ليه انتى جبتى لى حاجه تثبت العكس انا عارف من زمان بالرسايل ديه
لو هو فعلا انتى مش عارفاه
كنتى قولتى لى يا محمود فى واحد بيضايقنى ومش عارفه هو مين
انما انا فضلت مستنيكى ، مستنيكى عشان تفاتحينى وتقولى لكن انتى.. ولا انتى هنا
كانت تنظر الى الارض وتبكى فقط
كانت تبكى لان اقرب الناس اليها لا يثق بها ولم يستفسر منها عن الحقيقه بل انه يهاجمها
ثم قام محمود بالقاء بعض الصور فى وجهها
محمود : اتفضلى شوفى ... الصور ديه جات لى انهارده .... بصى كويس
نظرت بسمله الى صورة منهم القت على الارض فوجدت شابا لا تعرفه ولاول مرة تراه
فى صورة معها والعجيب ان الصورة ملتقطه فى منزلها هذا
ظلت تكتفى بالسماع له والبكاء والنظر الى الارض
محمود : مين ده يا هانم
بسملة بصوت متقطع : اسال اللى جابهوملك
محمود : الظاهر ان انتو على خلاف مع بعض وحب ينتقم منك
ولا ديه خطة عشان تطلقو وكمان فى شقتى
حراااااااااااااااااااااااااام بجد (واضعا يداه على راسه )
انا نازل تحت مش قاعد لك فى البيت ده تانى..
بسملة : محمود انت عارف انى بخاف انام لواحدى
محمود : انا مش طايق اقعد هنا خمس دقايق
وقفت امامه ومسحت ادمعها : بس احنا اما اتجوزنا متفقناش على كده بالعكس اول ليله جيت بيتك هنا اتفقنا ان مهما كانت المشاكل اللى بينا هنحلها مع بعض وهنتناقش فيها قبل ما نتخانق واذا انا غلطانه تسمعنى للاخر واذا انت غلطان اسمعك للاخر ولا نسيت كل اللى اتفقنا عليه
محمود : انا بقالى مده بستناكى تقولى لى ان فى رسايل بتتبعت لك وانتى ولا هنا
الرسايل بتتبعت المفروض يكون فى رد فعل منك انما ملقيتش غير ان الرسايل اتحفظت عندك عالتليفون
حفظتيها ليه ؟ للذكرى مثلا ... لا وقبلها كنتى بتحذفيها يعنى عارفه انها حاجه غلط
كانت تستمع اليه ولا تصدق ما يقول هل هذا حقا زوجها ؟ هل هذا الذى بينها وبينه رابط مقدس ؟ هل هذا الذى يجب ان يدافع عنها ولا ينتابه الشك لانه الاكثر درايه بها من اى حد
لم تجب عليه وفضلت الصمت والاستماع لكلامه وهذا ما اثاره غضبا اكثر
ترك المنزل هابطا ليبيت الليلة مع امه
ظلت فى غرفتها تبكى لهذا الحدث الذى لم تتوقع ان يحدث يوما ما معها
ظلت تبكى على ثقة زوجها بها التى تحطمت لسماعه الوساوس من حوله
جلست ارضا مستندة ظهرها على جانب السرير وظلت تبكى الى ان غلبها النعاس ونامت على الارض الى الصباح
___________________
ذهب تامر الى غرفة الانعاش يطمئن عليها ولكن وجدها كما تركها
جلس بجانبها وهو يدعى الله لها ويبكى صلى بالحجرة ركعتان وظل يناجى الله ان يشفيها
فتحت رقية عينيها لمدة قصيره فرات احدهما يصلى بالغرفة التى بها ويبكى لم تعلم من هو فهى مازالت لم تستعيد الوعى كاملا سمعت بعض كلمات المصلى هذا
يقول : يارب اشفيها ورجعها سالمة
يارب انا عمرى ما حبيت حد بجد زى ما حبيتها مش عارف امته وازاى بس انا احساسي ناحيتها غريب
نجيها يارب واكرمنى بيها وتكون حلالى
اغمضت عينيها ولكنه ظل يناجى
وبينما تامر يجلس بجانبها غلبه النعاس من التعب فاقت رقية فوجدته فى الغرفة جالسا على الارض وواضعا راسه على حافة السرير
لم تصدق ما ترى لماذا تامر يجلس بجانبها!!؟
غضبت ان غريبا راها هكذا وهى على سريرها
وفى عقلها يدور الكثير من الاسالة التى تحتاج الى اجابة
اتى احمد ليطمئن عليها فوجد تامر
احمد متعجبا : تامر انت بتعمل ايه هنا !!؟
تامر : انا جيت اطمن عليها بس فنمت وانا مش واخد بالى
احمد : لا يا كبير ابقي خلى بالك معاك على طول مينفعش تبقو فى الاوضه لوحدكو كده انت مفيش بينك وبينها حاجه
تامر : انا اسف يا احمد والله
ان شاء الله مش هتتكرر بس طمنى عليها دلوقت
احمد : كويسه وهترجع بيتهم انهارده.......ثم نظر اليها مازحا يلا عشان تغورى من هنا محتاجين السرير
قالت بوهن : هو انت دافع من جيبك
ابتسم تامر : بقت زى القرد طالما لسانها طول
نظرت اليه باستحقار : اعوذ بالله مش عارفه ايه اللى جاب الواد ده هنا
تامر : تك نيله يعنى قاعده فى مارينا
بدل احمد نظراته بينهما مبتسم بتعجب : طرطور واقف انا فى النص خلاص احج انت وهى
تامر : انا سكت اهو
*****
ذهبت نور الى اسلام لتعرف ما جرى ولما اتى بيتها وتصرف هكذا
عندما فتح باب المنزل ووجدها امامه كاد ان يغلق الباب فى وجهها ولكنها دفعت الباب حتى لا يغلق
نور : استنى بس يا اسلام انت بتعمل معايا كده ليه
صرخ اسلام فى وجهها : يعنى مش عارفه بعمل كده ليه
انتى طعنتينى فى ضهرى يا هانم ليه اختى ليه عملت معاكى ايه
نور : اسلام والله منا فاهمه حاجه
ذهب الى غرفته واحضر الصور والقاها فى وجهها
نظرت اليها متعجبة : سارة ؟
طب هى كانت بتعمل ايه فى شقتى مع امجد وامته ده
اسلام : استعبطى بقا استعبطى قال يعنى مكنتيش عارفة كنت بحسب انك غيرهم طلعتى زيهم
نور ببكاء : يا اسلام والله ما اعرف انا هعمل كده مع سارة ليه
انا كل اللى اعرفه ان روان متفقه مع امجد على كده عشان تلوى دراع تامر وعرفت ده بعدين من فترة بسيطة
اسلام :ايه اللى بتقوليه ده
نور : هى قالت لى كده بنفسها
اسلام : وتامر عارف ولا لا
نور : تقريبا عارف انا كنت عندها من يومين وقالت كده
اسلام : طب ازاى دخلو شقتك وانتى مش فيها
قالت بحزن :ما انا سايبه المفاتيح مع روان
اسلام : روان ديه هخنقها بايدى والاستاذ تامر اللى عارف كل حاجه ده هشوف شغلى معاه كل ده بسببه اصلا وبسبب الزباله اللى كان مصاحبهم
نور : انا كنت خلاص قررت ابدا حياة جديده بعيده عن روان وبرغم انى معرفش هى ماسكه عليا انا كمان ايه
اذا كان تامر اكتر حد قريب منها وعملت معاه كده معرفش هتعمل معايا ايه بس انا هحاول اصاحبها تانى عشان ارجع اى حاجه معاها تخص سارة
اسلام : لا مترجعيش ليهم تانى
نور : انا همثل عليها عارفه مداخلها وشغلى معاها كويس
اسلام بنظرة اهتمام : انا خايف عليكى
لم ينتبه انه اخطا هرش راسه
قصدى قلقان يعملو معاكى زى سارة انتى زى اختى
ابتسمت نور : متقلقش.... انا لازم امشي دلوقت عشان اتاخرت يلا سلام
*****
وفى الصباح صعد محمود الى بسملة فوجدها نائمة ارضا تقطع قلبه عندما راها هكذا اسرع اليها وحملها على السرير وفرت دمعة من عينيه
استيقظت بسملة فوجدته امامها
محمود بنظرة عتاب : لسه مش عايزة تتكلمى
بسملة : ما لوش لازمة الكلام
قاطع الحديث صوت رضوى الذى كان يرن على درج المنزل
رضوى : محمووووود
#رسالة
الثقة اساس كل حاجه ومجرد ما الثقة تتهز لازم الحياة تتهز بناءا على كده
متهيالى طالما الانسان اختار من الاول يبقى نختار صح ويتانى فى الاختيار عشان ميندمش بعد كده ونثق فى الاختيار عشان منندمش
.. لو صحبتك عدلت الطرحه شويه مش تمسكيها بقى تريقه بمبروك يا عم الشيخ وايه الايمان ده وقابلينى وده من امته بلاش احباط شجعيها
...كل بنت فيها حاجه مميزاها انتى حلوة بعفتك وحيائك وهيجى اللى يحبك زى ما انتى وهيشوف كل حاجه فيكى لايقه عليكى فعلا