حرروا الفن من أي منظور غير الفن الخالص.
شاهدوا "الأيدي الناعمة" مثلا، دون التعامل معه على أنه مناصر للثورة أو مناهض للملكية، ولكن.. انظروا لهذا العملاق الطيب أحمد مظهر وهو يمثل بنظرة عينه، ليستأذن رفيق القصر في الاحتفاظ بالشمعدان؛ لأنه يخاف النوم في الظلام!
انظروا إلى الرقيق الراقي صلاح ذو الفقار وهو يقول لابنة رفيقه "تخافي من إيه دا انتي رووووح!"
شاهدوا مريم فخر الدين في أحد ألطف أدوارها وهي تقع في غرام "د. حتى" من أول لقاء، أو السيدة اللطيفة صباح بابتسامتها الساحرة وهي تراقب صاحب القصر مصاحبا لها في سوق الخضار يحمل "وزة"، ثم يهتم بالحديقة ويرعاها؛ ليكون بجوارها كل يوم، ويتخلص من "الأيدي الناعمة."
والسيدة ليلى طاهر ساحرة اللفتات وهي تنظر لصديقتها التي تتغنى بحب والدها صاحب القصر، فتطربها الاحتمالات، وتجاريها في خيالاتها.
شاهدوا الصورة الثرية بالألوان الحية، والتفاصيل المقنعة بطبيعتها. شوارع القاهرة النظيفة الواسعة، وفكرة التنزه الخالي من الهموم والتكاليف، الهواء الساري في نهار الصيف يحرك كل تفاصيل المشاهد، من شعر الممثلين وحتى أوراق الشجر، الملابس الأنيقة، الحركة اللطيفة، هذا السيناريو فائق العذوبة في وصف الحركات والنظرات، والحوار المتشبع بالذكاء واللطف وخفة الظل.
وإن احترتم في رسالة الفيلم الأخلاقية وكونها تدعم فكرة المساواة وإعلاء قيم العمل والعلم باعتبارها من مبادئ يوليو الأساسية، فيمكن حل هذه المعضلة بتعميم الرؤية واستقبال هذه المعاني باعتبارها فضائل باقية تصلح لكل زمان ولا تقتصر على وقت أو حدث. وهو ما سيحررك من معضلة ضرورة التفاعل مع الفن -ذلك الرافد الوسيع- بمنظور شديد المحدودية، فتستمتع بالمشاهدة وترتقي روحك درجة على سلم الجمال، ليتحقق الهدف الأسمى للفن في عمومه.
❤
#ريهام
أنت تقرأ
خواطر انثي من زمن الحلم
Randomكلمات في مكنون روحي تعبر عن مشاعرنا جميعا لخظات الانكسار في الحب ولحظات الانتصار .. حياة مليئة بالمتاعب مما اوجع القلب واوهن الروح ملامح لشخصيتي التي تمتليء بالتناقض والتيه والهذيان