12

3.6K 349 383
                                    


~~~~~~~~~

بإمكان الخوف أن يجمعَ أمتعته ويغادرك مهاجرًا
فقد عزمتُ على أن أثوي الأمآن في قلبكِ للأبد.

~~~~~~~~~~

أيذكرُ أحدهم تلكَ الليلة الدهماء والتي تمرّدَ فيها نجمٌ فسقطَ من علو السماءِ إليها؟ بدا الأمر مخيفًا وقتها ولم تعي أن مهابةَ حضوره ليست إلا صورة ممثالة لحصنٍ منيع بُني لأجلها

فكانت تلكَ هي مرتها الوحيدة التي رمقته فيها باستنكار مما يجولُ في خاطرته، مع بريقٍ يهتزّ داخل قزحتيها بفضل تصدّع الشكوك برأسها

وبعدها زالت الصدوع تمامًا وربما أصابت أرضها بعضُ الزلازل التي نجمَ عنها إنفجارُ اللابةِ من هوّةِ مقلتيها إلا أنها سرعانَ ما بردت وتوقفت عن الانهمار وحرقِ مروجِ ثقتها به

لكنها وللمرةِ الثانية، بعدَ دهر
تغتالها تلكَ المشاعر السيئة

والتي تنالُ نصيبها مِن جوفنا حينما نقابلُ الغراباء السائرينَ بإتجاهنا

فتراجعت خطوتين هزيلتين للخلف، مع تردد أنفاسها
أوقعت بعضًا من المعقماتِ التي كانت على مقربةٍ منها بسببِ ربكةِ بدنها وكلّ ذلكَ بفضلِ انسدالِ جفنيه على عينيه بطريقةٍ تثيرُ الريبة بداخلِ أكثرِ النفوسِ يقينًا به

" بيكهيون ما الذي تهذي به؟"

لم تشعرّ بأن لصوتها المتهدج شبه تأثير على الذكرِ المستثار أمامها، فكانَ يبتلع كل خطوة تتراجع عن لقمها

حتى ارتطمَ ظهرها بجدارٍ مقابل، وقد كانت الحجرة صغيرة نسبية لذا لم يكلفه حصارها الكثيرَ من الخطواتِ والوقت

ثم شهقت ترتعش حينما شكّلت كفيه حواجزَ عتيدة على جانبيها تحرّم عليها فرصةَ الفرار منه، وكأنه قرأ ما طرأ في فكرها الأن

كانَ يقتربُ بوجهه إليها أكثر قاتلًا المسافة الأمنة التي لطالما تُركت بينهما احترامًا للمساحاتِ الشخصية وللاختلافاتِ العاطفية

فتلاحمَ جفنيها بشدّة كأنها تدعو أن يكونَ ذلكَ محض كابوس، كأحدِ الكوابيسِ التي تظل تفسدُ نومها بينَ الحين والأخر

سمعته يهمسُ قربَها مع لفحةِ حرارة تجابه برودةَ الشتاء

" أرأيتِ؟ هذا هو ما أشعر به عندما تداهمينني هكذا كل مرة "

تأكدت من فتحِ عينيها فقط بعدَما ابتعدَ عنها الدفء المنبعث من جسده، كانَ يضحك كأنه لم يفعلَ أي شيء قبلَ قليل، ببراءة سكتت ضحكاته يراقبُ كيفية تحولها من طورِ الخائفةِ إلى الهائجة

 سُرى | B.BHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن