_________________
اكتفيتُ من كل شيء لم يعد يحتويكْ.
__________________
سُلبَ النوم من عينيها عنوةً حينما بُعثرت خصلات شعرها بواسطةِ يدٍ مألوفة، وبمعاونةٍ مع أشعةِ الشمسِ الساطعة تمّ نهبُ كل ذرةِ نومٍ منها
" أه تاي هي توقفي عن فعلِ ذلك بي!"
كانَ صوتها الصاخب أسوأ من رنين المنبه الحديدي القاهرِ لجدرانِ النوم مهما اشتدّ عتادها
ضحكت الأخرى ضحكةً مدوية وبلا أي سابق انذار قامت بجرِّ اللحاف منها لتنهضَ رغمًا عنها منزعجة
ثم حدقت متجهمة بتلكَ التي تحتفل بإنجازها العظيم مع رقصةٍ عشوائية حفزتها على الانقضاضِ عليها ككائن بربري
فصرخت تاي هي وانطلقت راكضة إلى السرير لتقفز فوقه هروبًا منها وعندما كادت تصلُ إليها تفادتها مجددًا لتجعلها تدورُ في دائرةٍ حولَ هذه الغرفةِ الضيقة، تلاحق شابة صبيانية التصرفات
وبطرفةِ عين فُتح مقبض الباب واندفعت امرأة خمسينية متغضنةَ الوجه إلى الغرفة، فوقفت سورا سريعًا على كلتا قدميها كجندي متصلّب أما عن الأخرى فقد اعتدلت على مهلها وعقلها لا يجدُ تبريرًا لاقتحامِ صاحبة النزل الغرفةَ هكذا
" كانغ سورا، ما كل هذه الضجّة التي تحدثُ في غرفتك؟!"
تنهدت بفتور واخفضت رأسها معتذرة
لكن تاي هي ظلّت ترمشُ مستغربة ولم تمسك لسانها المتمرّدَ عن الرّدِ بدلًا عن سورا" عفوًا لماذا تدخلين غرفتها بهذه الطريقة؟ لا أعتقد أنه يحقُّ لكِ ولوجَ غرفة أحد المستأجرين بهذه الطريقةِ الوقحةِ أبدًا"
لكزتها سورا هامسةً لها بأن تتوقف لكن الأخرى أبقت على موقفها ثابتًا وراسخًا مثلها
صالبت المرأة المتجهمة ذراعيها واستهدفت سورا بعينيها
" إذًا صديقتكِ تودُّ تعليمي درسًا في الأداب كما يبدو"
" لا انها فقط ..دعكِ منها سيدة سون
أعدكِ لن أتسبب في أي إزعاجٍ مرةً أخرى"" يفضّل ذلك ..لأنَّ هناك صفٌ من المستأجرين الذين يرغبون بحيازةِ غرفتكِ مع دفعِ أجرةٍ تساوي ضعفَي أجرتك!"
ابتلعت سورا ريقها ثم أومأت وانحنت بزاويةٍ متعامدة طالبةً العفو من صاحبة النزل شحيحة الصبر كريمة الوقاحة، أما عن تاي هي فقد ظلّ فاهها فاغرًا بدهشة من قبول سورا بكل هذا الذل والمهانة.
أنت تقرأ
سُرى | B.BH
Romanceهُو الّذِي أسرَى ببدنهِ لَيلًا كَي يُجَاهرَ بِما سَيزهرُ قَلبها للأبَد " سورا ، كُونِي لِي البيتَ أَكونُ لَكِ الوَطَن كُوني لِي القَلب، أَكُون لَكِ الرَّوح كُوني لِي العَينَ، أكُون لكِ الشَّفةَ وَ الأذنين شَاركِيني...