انقضى الشهر ولم يأتي ياغيز للمقهى مِمَا جعلها تقلق عليه، فقررت أن تمر عليه قبل عودتها للمنزل .
حل المساء واغلق المقهى أبوابه انطلقت للورشة من فورها، تنزل من سيارتها وتسأل كالعادة :
" هل يوجد احد ؟! "
جاء صوت كاوروك وهو يقول :
" اذا كنتِ تبحثِ عن ياغيز فقد غادر منذ زمن "
ليخرج صوتها مرتبك :
" أين يقطن "
كتب عنوان ياغيز على ورقة وأعطاها، نظرت للورقة وتنفست بضيق لتصعد السيارة وتعود لمنزلها .
***
" إيجة هل نستطيع ان نتقابل ؟ "
" لا اتوقع كما تعلم اختي لا تسمح لي بالخروج بعد الكارثة التي قمت بها، اذهب للجامعة واعود للمنزل هذا كل ما افعله "
" حسنًا لاقابلك خلف الجامعة قبل انتهاء الدوام ! "
" إنها فكرة رائعة، كما تعلم انت من يراقبني "
اطلقت ايجة ضحكة جعلته يذوب من جمالها، ودعها واغلق الهاتف فقد كان يتحدث معها بهمس وهي كذلك .
كان يبتسم كالأبله ليصطدم بعارف، نظر عارف له نظرة تفحص وقال :
" اذا علمت ان سبب هذه الابتسامة إيجة سأحطم رأسك "
" الله الله، اخي وكأنها آخر فتاة في العالم لدي كثيرات مثل إيجة "
قالها محمد ليهرب من نظرات أخيه القاتلة، تحرك من أمام عارف ليخرج الهواء من رئتيه بقوة فقد كان أمره سيُفضح .
***
ودعت فضيلة بناتها لتقوم بتنظيف وترتيب المنزل كعادتها لتسمع بعد ساعة من خروج بناتها طرقات هادئة على الباب، تقدمت وخرج صوتها :
" من ؟ "
" عارف "
ارتجف قلب فضيلة لسماع الصوت واسمه، تنفست بصعوبة لتفتح الباب، ظلت لبضع ثواني تقف امامه، ولم تعرف كيف حدث هذا ولكنها أخذت عارف بين أحضانها وهي تقبل خده وتستنشق رائحته التي حُرِمت منها، دموعها تسقط بغزارة .
لم يستوعب عارف الموقف الى بعد بضع ثواني بادلها الحضن و أستنشق عطرها، عطر الامهات المميز، لم يرد لهذه اللحظة أن تنتهي ابدًا .
***
كانت هازان مترددة كثير هل تذهب له أم لا، لن تذهب ما شأنها هي، في النهاية هو زبون لن تفرق عندها، لكن رأسها اللعين كان يفكر فيه باستمرار، لماذا تفعل هذا لماذا لماذا، توقف عن التفكير توقف .
حاولت أن تشغل نفسها ولكن كان هذا من المستحيل لتقرر اخيرًا أن تذهب للورشة .
وصلت للورشة لتجده منهمك في عمله، ابتسمت لرؤية شكله هذا أنه فوضوي ومتسخ، لقد اصبحت مجنونة على الغلب، لم تتقدم أو تنطق بكلمة ظلت تتأمله لمدة نصف ساعة مما جعل كاوروك يلاحظ وجودها لكن لم يعطي رد فعل لها .
بعد نصف ساعة انسحبت لتعود الى عملها .
***
تجلس فضيلة أمام عارف وهي تمسك وجهه بكلتا يديها وهي تمسح بأصبع الابهام على خده بحنان وعطف وعيناها ممتلئة بالدموع، تخرج كلماتها مرتجفة :
" لماذا لم تأتي الي من قبل ؟ "
تحدث عارف بضعف وهو يمسك يدي والدته :
" لقد ملئ رأسي بالأكاذيب، قال لي بانكِ تكرهيني وتخليتي عني لأجل الرجل الذي تحبينه، أخبرني بأنكِ لم تريديني قط، راقبتكِ من بعيد، كنت اشتاق لكي أريدكِ أن تمسحِ على رأسي أن تحتويني.. "
انقطعت كلماته الضعيفة، لتتحدث فضيلة بعجز :
" أحببتك والدك ولم احب شخص آخر، خذلني رماني تركني وحيدة أخذ مني الشيء الذي جعلني أطير فرحًا وسعادة وهو أنت، اخذك دون أن يرف له جفن حرق قلبي عليك.. أصبحت عاجزة وحيدة ضعيفة.. "
احتضنت عارف بقوة لتقول وهو بين احضانها :
" احمد الله على انك الان بين يدي، أنت أفضل شيء حدث لي "
لم يسمع كل من فضيلة وعارف فتح باب المنزل ودخول ذلك الشخص الذي ظل يسمع حوارهم والدموع امتلئت في عينيها، لتمسحها في النهاية وتقول بمزاح :
" الله الله، امي ونحن لسنا أفضل شيء حدث لك "
نظر كل من فضيلة وعارف لهازان التي كانت تبتسم لهم وتمسح دموعها، لتفتح لها فضيلة يدها وتجلس هازان بجانبها الأخر وتحتويها فضيلة بيدها، من ثم تقول :
" انتم و إيجة أجمل شيء حدث لي "
***
يتبادلا القبل بشغف كبير لتبتعد إيجة قليلاً وتتنفس بسرعة لتقول :
" هذا يكفي يجب ان اعود، لدي محاضرة أخيرة وهي مهمة "
" لكن لم اشبع منك بعد "
" هذه مشكلتك حبيبي يجب أن أذهب "
كانت تتحدث وهي تمسك وجه محمد بين يديها تتملص منه وتذهب ركضًا داخل الجامعة، أما محمد ظل واقف في مكانه ينظر للاتجاه الذي ذهبت فيه وهو يبتسم .
***
محمد وإيجة رايحين فيها 😂😂💔
رايكم ، قراءة ممتعة ⛅
أنت تقرأ
لماذا أنا / neden ben | مُكتملة
Mystery / Thrillerوصلت لصفحة الجرائم لتقرأ العنوان التالي مع التفاصيل . [ ' جريمة تحت الجسر ' وقعت الجريمة مساء أمس وتم العثور على الجثة في الرابعة فجرًا، لم يُظهر فحص الجثة أي آثار للتعذيب، ووردنا أيضًا أنه أحد تُجار المخدرات الصغار. ]