رأيت والدي

399 22 6
                                    

يوم كامل دون عودة ملاك، وفرحات لا يجيب على الأتصالات، أخبرت الشرطة بأنها تريد فتح قضية شخص مفقود إلى أنهم رفضو .

لأن موعد اختفاءها كان الواحدة ظهرًا، ولم يتم مرور أربع وعشرين ساعة .

***

تجلس أمام باب المنزل وهي متكورة على نفسها، تطالب المدعو فرحات بنظراتها أن يفتح الباب لها حتى تعود إلى المنزل إلى والدتها .

كان عقلها يرفض هذا، يرفض فكرت أنه لا يزال هنا، وهي رأته يموت أمامها، جلس فرحات أمامها ووضع يده على يدها ليقول :

" ملاك، أعتذر.. ولكن لم يخطر في بالي أي طريقة لأجعلك تقابليه، أو تعلمي بأنه حي " 

جاء صوت ياغيز من الخلف وهو يسير على عكازه : 

" فرحات لا تضغط على الفتاة، أعدها إلى المنزل " 

نظر فرحات له ليجيب : 

" هل أنت متأكد.. " 

" نعم ألم ترى لم تعطي أي رد فعل إيجابي، لقد أخطائنا في هذه الحركة " 

نهض فرحات من مكانه ليعيد ياغيز للغرفة وهو يقول : 

" حسنًا أنت لا تجهد نفسك " 

كانت أنظار الطفلة مصوبة على الشخص الذي يزعم فرحات بأنه والدها، عند سماع صوته تأكدت من أنه هو، لكن عقلها وكل شيء فيها يرفض بأن يكون هو .

***

وقف بسيارته أمام باب منزل محمد، لينزل ملاك وهو يحملها، كانت نائمة حاول جاهدًا ألا يوقضها، ضغط على الجرس ليأتيه صوت محمد : 

" من؟ " 

جاء صوت فرحات منخفض :

" أنا.. فرحات " 

ركض محمد إلى الباب ليفتح ليرى فرحات يحمل ملاك وهي نائمة، أشار فرحات لمحمد بأن يظل هادئ، ليشير له محمد لغرفة ملاك حتى يضعها هناك .

نزلت هازان في هذه الأثناء، رأت أبنتها بين يدي فرحات، نزلت بكل سرعتها حتى تعاتب .

وضعها في غرفتها أغلقت هازان الباب بهدوء لتتحدث بغضب وانفعال : 

" أين أخذت ابنتي ها؟ " 

" أعتذر سيدة هازان، لكن.. " 

قاطعته هازان : 

" اللعنة على اعتذارك، أبتعد عن ابنتي، وأين أخذتها وماذا فعلت لها ؟! " 

تحدث بهدوء بالغ : 

" هي ستخبرك، أنا لن أقول شيء " 

كانت تهم هازان بصفعه إلى أن محمد أمسك يدها بسرعة، محاولاً تهدأتها، غادر فرحات، لتظل هازان مع ابنتها، تمسح شعرها وتهمس لها بكل كلمات المواساة والأطمئنان، والوعود بأنها لن تتركها .

***

أستيقظت ملاك قبل الجميع رأت والدتها نائمة، لتمسح شعرها بيدها الصغيرة، أقتربت من أذن والدتها ليخرج صوتها متحشرج خافت : 

" أستيقظي يا أمي " 

أستغربت هازان الصوت الذي يهمس في أذنها لتفتح عينيها ببطئ، لترى ملاك، وهي التي تهمس في أذنها، فتحت عينيها على وسعها لتنهض بسرعة وتحتضن ابنتها بكل قوتها وهي تذرف الدموع .

نطقت بعد بضع دقائق : 

" كيف كيف.. حصل هذا ؟ " 

خرج صوت الطفلة ضعيف : 

" لقد رأيت والدي.. " 

استغربت هازان كلام ابنتها كيف هذا، أمسكت وجهها وهي تسألها : 

" كيف.. أين رأيته ؟! " 

عادت لتتحدث : 

" رأيته في منزل السيد فرحات " 

نهضت هازان بسرعة وهي توجه كلامها لأبنتها : 

" تجهزي بسرعة سنذهب إلى هناك " 

ذهبت هازان لغرفتها بدلت ثيابها وأخذت ابنتها لتنطلق لمنزل فرحات .

***

طرقت الباب بقوة كبيرة، والغضب يتطاير من عينيها، أستمر وقوفها أمام الباب نصف ساعة، ليأتي وأخيرًا صوت من داخل المنزل، و بدى الصوت مألوفًا لها : 

" من ؟ " 

أخذت نفسًا عميقًا وهي تنظر لأبنتها، والأخرى تنظر لوالدتها خرج صوتها بصعوبة : 

" أنا هازان " 

أنصدم ياغيز من القادم ليظل بضع ثواني متسمرا أمام الباب، ليفتح الباب أخيرًا، رأى هازان تقف وهي مُمسكة  ملاك بكل ما لديها من قوة، وكأنها تستمد القوة منها .

ظلت عينيه معلقة على هازان التي تقف بجبروت وقوة رغم كل شيء، رغم كل معاناتها إلى أنها لا تزال قوية كما كانت .

خرجت إبتسامة صغيرة على شفاه ياغيز وهو يتكئ على العكاز، اما هازان ظلت بملامحها الجامدة القاسية الغير مُصدقة .

***


لماذا أنا / neden ben | مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن