هل تثقين بي ؟

532 22 7
                                    


ب

عد ولادة إيجة اضطرت هازان للانتقال إلى منزل أختها، منذ البداية كانت إيجة ترفض عيشهم في منازل مُختلفة، فهي لم تعتد على فراق أختها .

تركت هازان منزلها، وتعيش مع اختها وتكون الداعم والمساند لها، ومساعدتها في أمور الأمومة .

كانت فرحة الجميع كبيرة، رغم النقص الذي أصبح في العائِلة إلى أن هذا لم يمنع فرحتهم، وقررن تكبير العائلة لا حصرها في فردين .

مرت أيام وأشهر جميلة عليهم، كل شيء جديد يخرج من الطفل كان يفرحهم، وأصبح الأهتمام في ملاك أقل، وهذا سبب لها عقدة نفسية أكبر .

***

' في الصف '

توضب ملاك حقيبتها حتى تغادر المدرسة، وعند بوابة المدرسة وهي تنتظر بتول لمحت فرحات يتقدم منها، حاولت تجاهله .

ليقف أمامها وينزل إلى مستوى طولها وهو يتحدث بهمس :

" كيف حال ملاكنا الصغير ؟ " 

نظرت له بنظرة ثاقبة حادة وكأنها تقول له ' كيف عرفت هذا الأسم '، يقاطع أفكارها : 

" لا تغضبي فورًا جئت اليوم لأريك شيئًا ستفرحين كثيرًا لرؤيته وربما تتحدثين أيضًا.. " 

كانت الطفلة تنظر له بعدم فهم وخوف، ليكمل : 

" هل تثقين بي ؟ " 

نهض من جلسته أمامها ومد يده لها، وتحدث : 

" إذا كنتِ تثقين، فأمسكِ يدي " 

ترددت كثيرًا وهي تفكر، ماذا ستفعل والدتها عندما تعلم باختفائها، وماذا لو كذب عليها، لكن هي لم ترى منه سوى كُل شيء جيد، لهذا وأخيرًا أمسكت بيده، لترتسم ابتسامة خفيفة على ملامحه .

صعد السيارة وأنطلق مع ملاك .

***

" هازان لقد جئت للمدرسة منذ قليل، لأخذ ملاك لكن لم أجدها " 

انتفضت هازان من مقعدها وهي تتحدث بتوتر : 

" ماذا.. ماذا.. كيف لم تجديها، هل بحثتي عنها في المدرسة " 

قالت بخوف : 

" نعم فعلت.. فعلت.. لكنها غير موجودة " 

" حسنًا... حسنًا اهدئي وأسألي الطلاب الذين رأوها اليوم في نهاية الدوام " 

" حسنًا سأفعل " 

أغلقت هازان الهاتف لتأخذ سيارتها وتنطلق إلى المدرسة، في هذه الأثناء ذهبت بتول تسأل جميع الطلاب إذا ما رأوا ملاك في نهاية الدوام اليوم .

ليأتي حارس البوابة وهو رجل مُسن ليتحدث مع بتول : 

" لقد جاء رجل وكأنه ضابط.. يرتدي زي الضابط " 

" ماهي مواصفاته ؟ " 

ظل بضع ثواني يتذكر من ثم قال : 

" إنه طويل عريض قليلًا.. " 

قاطعته بتول : 

" ملامح وجهه سيدي رجاءً " 

" إنه أسمر.. " 

يقاطع كلامه هازان التي سمعت كلام الرجل المُسن من البداية : 

" إنه فرحات.. " 

وضعت يدها في رأسها وهي تفكر لما فرحات سيأخذ ابنتها، سألتها بتول بستغراب : 

" هل أخذها من المدرسة من قبل.. " 

" لا هو لا يقترب منها لأنها لا تتقبله.. لكن لا أعرف لما أخذها، سأُجن " 

سكتت قليلًا وهي تجول بنظرها في المدرسة والساحة والشارع، لتعود لبتول وتقول : 

" تحدثي مع إيجة ومحمد إذا ما جاء فرحات واعطاهم ملاك " 

حركت بتول رأسها وذهبت لتتحدث معهم، ليتقدم صبي في الخامس عشر من عمره ليتحدث مع هازان : 

" سمعت الرجل وهو يتحدث معها " 

نظرت له هازان سريعًا وسألته بإنفعال : 

" ماذا ماذا قال ؟ " 

أخبرها بما يتذكره، لتضرب هازان رأسها وهي تلعن فرحات ألاف المرات، أنتهت بتول من مُكالماتها لتعود لهازان وهي قلقة .

***

وصل فرحات إلى منزله، ليدب الرعب في قلب الصغيرة، فتح الباب لتنزل الفتاة بتردد ملحوظ، ليضع يده على كتفها مُطمئنن .

فتح الباب ليدخل من ثم هي خلفه، جالت بعينيها في أرجاء المنزل الواسع، ليشير لها على أحد الغرف وهو يقول : 

" هناك المُفاجأة " 

نظرت له بتردد وخوف ليتحدث : 

" هيا، لا تخافي، ولن تندمي " 

تنفست بصعوبة لتتجه نحو الغرفة التي أشار لها، بخطوات بطيئة مُتثاقلة، تفتح الباب بِبُطئ، أنصعقت من هول المنظر الذي رأته، لتظل ساكنة في مكانها، خائفة حائرة، لا تعلم ما تفعل، هل تبكي فرحًا أم تهرب من هذا العالم الغريب .

***

لم يكن بيد هازان سوى أن تعود إلى المنزل، لم تمل من الأتصال على فرحات دون جواب .

***

عشان لا تزعلواً كتبت لكم بارت بسرعة عشان تأخرت عليكم

رايكم ، قراءة ممتعة 💫

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن