ما كان يجب أن تُحبني

433 21 9
                                    


ك

ان ياغيز يعيش أجمل أيام حياته وهو مُتأكد من أنها ستكون الذكرى الوحيد الجميلة لهازان وأبنته .

استطاع أفراد الشرطة الوصول إلى موقع هازان من هاتفها فهي لم تُغلق هاتفها وتم تعقب إشارة الهاتف، ليصلوا بعد يومين آخرين .

بعد أن تم الضغط أكثر على إيجة وأخبروها أنهم حصلوا على موقع أختها، اعترفت لهم بأن هازان وملاك مع ياغيز لكنها لا تعرف أين هم، أخبروها بأنهم سيخرجون هازان وملاك دون أن يصيبهم أي أذى .

علم فرحات بكل شيء، ليذهب في عملية القبض على ياغيز مرة أُخرى، فقد أمره رئيس الشرطة بالبقاء بعيدًا عن هذه القضية  .

***

جاء الصوت لتتجهم وجوههم : 

" أرجاء من السيدة هازان أن تخرج هي وطفلتها، حتى لا يتظرر أحد، أتمنى أن يتم إخلاء المنزل بدون صعوبات " 

تجمعت الدموع في عيني هازان، بينما كانت ملاك نائمة، ليمسك ياغيز بوجهها بين كفيه وهو يقول : 

" أنها النهاية، لم أكن مستعد لها ولكن يجب أن نضع نهاية يا عزيزتي " 

قبل جبينها وتحدث بهمس وهو لا يزال يضع فمه على جبينها: 

" هيا عزيزتي أخرجي أنتِ و طفلتنا من أجلي " 

حركت هازان رأسها نفيًا والدموع تنهمر بغزارة، ليبتعد ياغيز عنها ويحمل ملاك ويفتح الباب تحت أنظار هازان وهي تبكي بصمت .

تقدم فرحات منه وأخذ ملاك والأسلحة جميعها مُجة نحو ياغيز، الذي رفع يده بعد أن أخذو ملاك منه، ليوجه أحد الشرطة السؤال بالمُكبر : 

" أين هي السيدة هازان ؟ " 

ضحك ياغيز ليقول : 

" أنها ترفض الخروج، ماذا نفعل لها " 

كانت هازان خلفه تمامًا، عندما رأت أبنتها تستيقظ من نومها، لتصرخ بأن يتركوها لتذهب لوالدها، وهي تطلب منهم مُسامحته، كانت تبكي دون توقف و هي تضع يدها على فمها .

التفت ياغيز لها ليبتسم وهنا سمعت أصوات الرصاص تنهمر على جسد ياغيز، ليسقط أرضًا وهو جُثة هامدة، صرخت ملاك بكل ما لديها من صوت، لتذهب الى والدها الذي افترش الأرض جسدًا بِلا روح .

صرخ فرحات على الضابط الذي يقوم بتنفيذ العملية بغضب : 

" ماذا فعلت ! لقد أخبروك بأن تحضره حيًا " 

كان يتحدث معه بغضب وهو يُمسك ياقت الضابط ليبتعد عنه بعد إنهاء جملته، واتجه الى ملاك التي اتخذت موقعها عند رأس والدها وهي تبكي بدون توقف .

اما هازان أحست بأن قدماها تخلت عنها فسقطت أرضًا على ركبتيها وهي تنظر بصدمة وشحوب وكأن روحها خرجت مع سقوطه .

تقدمت منه وهي تَحبُ على ركبتيها ويديها إلى أن وصلت لياغيز وابنتها التي تضع راس والدها في حضنها الصغير، تقدم منهم فرحات بحزن ليأخذ ملاك .

تنظر له وهي تمسح وجهه بلطف وحنان لتتحدث معه : 

" ما كان يجب أن تظهر أمامي، ما كان يجب أن تُحِبُني، ما كان يجب أن أُحِبُك " 

وتجهش في البكاء بصوت مرتفع وهي تحتضن رأسه والدموع تسقط على وجهه البارد لتكمل بصوتها المتقطع بسبب شهقات البُكاء : 

" لماذا.. كُتب لي... أن.. أن أفارق كل.. من.. من أحبهم " 

أخذت تبكي وتمسح وجهَهُ برفق، و فرحات يحتضن ملاك وهي تدفن راسها في عُنقه، ليأمر الرجال بأخذ جثة ياغيز ودفنها وأخذ هازان إلى سيارته .

***

كانت طوال الطريق تحتضن ابنتها التي نامت بعد البُكاء الطويل تنظر للفراغ وهي لا تستوعب أي شيء، لتشعر بيد فرحات على كتفها .

نظرت له بنظرة حادة فيها الكثير من اللوم والعتاب، يبعد يده وهو يقول : 

" لقد وصلنا إلى منزلك " 

قالت كلماتها متقطعة ضعيفة: 

" لا.. لا أُريد رؤيتك أمامي، لا أستطيع النظر لك ابدًا " 

فتحت الباب ونزلت لتحمل ابنتها وتدخل المنزل، أستقبلتها إيجة ومحمد بوجه حزين كئيب، حاولت إيجة الكلام لتوقفها هازان : 

" ليس خطأكِ، أنا من نسيت الهاتف يعمل.. إنه خطئي " 

صعدت إلى غرفتها لتضع ابنتها وترمي بجسدها على السرير بجانب ابنتها وهي تبكي بصمت كريه . 

***

بارت حزين جداً جداً
للامانة بكيت 😂💔

قراءة ممتعة 🎋

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن