قصة (درة) ح٥
الحلقة الخامسة
ــــــــــــــــــ
في الكافيه القريب من محطة المترو ..
دكتور عايد بيقعد وهو بيتكلم باستفزاز وبيشاور بالفون بتاعه، أن فيه فيديو هايل ليهم
(درة مخطوفة، مرتبكة، تفكيرها اتشل)
حذيفة بيخطف الفون منه، وبيدفعه على الأرض، وبينادي على استاف الكافيه
_ انتوا ازاي تسمحوا للأشكال دي تدخل كافيه محترم زي ده
_ في ايه يا أستاذ؟ حصل ايه؟
_ الحيوان ده داخل يصورنا فيديو واحنا قاعدين..
(عايد بيوقف، ويجري ناحيته عايز يخطف الفون من حذيفة، لكن الاستاف مسكوه)
حذيفة بيحاول يفتح الفون علشان يحذف الفيديو، لكن الشاشة اتقفلت، ومش هيعرف يفتحها بنمط أو بصمة..
حذيفة بيتصرف بسرعة، وبيفك الجهاز نفسه، ويسحب منه كارت الميموري، ويرمي الفون ع الأرض.
_ أنا أقدر أسلمك للشرطة حالا، بس مش عايز أعمل شوشرة للدكتورة
_ أقسم بالله ما أبقى الدكتور عايد لو ما علمتك الأدب..
_ يلا يا عم روح من هنا .. هو انت لو متعلم الأدب كنت عملت اللي انت عملته ده..
(استاف الكافيه بيغمزوا لبعض، انهم يسحبوا عايد برة المكان علشان الحوار يتفض
(الشباب سحبوه على برة، وواحد جاب له الفون بتاعه مفكوك، وطردوه)
درة حاسة بالصدمة، وجسمها بدأ يسقع من الموقف، ولون وشها مخطوف، ومش مستوعبة اللي حصل.
حذيفة بيشاور لها تقعد..
_ أنا آسف يا دكتورة ع اللي حصل..
(درة منهارة .. قربت تبكي)
_ مين اللي يعتذر لمين يا حذيفة؟ أنا اللي آسفة، آسفة انك اتعرضت لموقف بايخ زي ده بسببي، أنا اللي اقترحت عليك نخرج، وانا اللي مقصودة بموقف عايد ده
_ بالعكس يا دكتورة، أنا سعيد خالص اني كنت جنبك في موقف زي ده..
(درة بتعيط، وبتحاول توقفه)
_ بس وحياتك كفاية .. كفاية مثالية .. مثاليتك دي بتتعبني بجد والله
_ مش فاهم .. هي فين مثاليتي دي، وتتعبك ليه؟
_ انت انسان بمعنى الكلمة يا حذيفة، راجل بجد
_ تسلمي يا دكتورة .. ربنا يجبر بخاطرك
_ كلمة دكتورة دي بتستفزني .. أنا اسمي درة
_ عاشت الأسامي .. اسم لطيف
(درة لسة متوترة بسبب الموقف، وكان باين عليها خالص)
حذيفة بص عليها، ولاحظ أنها لسة تحت تأثير الموقف ده..
راح قفل إيده، وكان قابض فيها على حاجة. .. وقدمها لها..
_ممكن تقبلي مني الهدية المتواضعة دي؟
(درة بتبتسم، ومش عارفة يده فيها ايه)
_ دي هدية بجد، ولا ايدك فاضية وهتقول لي ضحكت عليكي..
_ هدية بجد .. ولو قلتي افتح يا سمسم هتعرفيها..
_ اممممممم .. افتح يا سمسم
(فتح حذيفة إيده .. وظهر كارت الميموري بتاع عايد، وضحكوا الاتنين)
_ كارت الميموري بتاع الحيوان ده..
_ ياااه .. انا نسيته .. والله انت حد عظيم يا حذيفة
_لو فينا حد عظيم هيكون انتي يا دكتورة
(درة بتبص له بتعجب غاضب)
_ هو انت مصمم على دكتورة دي
_ لا طبعا .. بس هي بتيجي وحدها
_ حذيفة هو أنا بتطفل عليك؟؟
_ مش فاهم!
(درة بتتنرفذ .. نفسها تحكي ومش عارفة .. وحذيفة فعلا مش فاهم قصدها، بتمسك شنطتها وبتطلب انهم يمشوا)
_ يووووووووه .. يلا بينا نمشي..
_ ايه ده؟ هو انا زعلتك في حاجة؟
_ أنا عايزة أمشي..
_ حاضر .. زي ما تحبي
(درة ماشية مندفعة ناحية الباب، وماسكة كارت الميموري بتاع عايد في ايدها، ومش واخدة بالها انها قابضة عليه)
_ استني طيب أدفع الحساب.
(درة بتنفخ ووقفت عند الباب، وحذيفة مشي يدفع الحساب .. درة بتبص على كارت الميموري في ايدها .. وبصت على حذيفة وابتسمت .. وفتحت جيب جانبي في شنطتها، وحطت كارت الميموري فيه جنب تذكرة المترو .. وتقرير المستشفى المقطوع)
حذيفة دفع الحساب وراجع، ودرة واقفة تبص عليه بغضب.
_ هو انت بتدفع الحساب ليه؟ هو مش أنا اللي عازماك؟
_ عادي يا دكتورة .. انتي عزمتيني وانا دفعت الحساب، مفيهاش حاجة.
_ لا طبعا فيها .. مليون حاجة .. دفعت كام لو سمحت.
(حذيفة بدأ يخرج عن شعوره، وبيكلمها بحدة)
_ درررة .. مالك؟ فيه ايه؟ نازلة فيا أوامر من أول ما نزلنا؟
(درة ابتسمت مع ضحكة مفاجأة، مستغربة إن قال اسمها بدون ألقاب)
_ انت قلت درة بدون دكتورة .. أخيررررررررررا.
(حذيفة بجد مش فاهم حاجة .. مش عارف ايه الجنان ده .. هي مبسوطة ولا متضايقة .. ولا متلخبطة)
_ بجد مش فاهمك والله، يلا بينا نمشي ..
_ هو احنا ممكن نقعد شوية تاني؟؟
_ لا طبعا .. وإلا هيفتكرونا مجانين رسمي
(درة بكل عصبية)
_ أوووووووووف .. طب يلا بينا نمشي.
_ انت مالك اتغيرتي فجأة كده؟
_ أنا .. ءأنا .. ءأنا .. مش متعصبة .. أنا عادية .. عادية أوي
_ لا متغيرة .. واتعصبتي فجأة بدون مبررر .. ممكن أعرف ليه
_ ممكن نقعد؟
_ مفيش مانع يا دكتورة .. نقعد.
(رجعوا تاني وقعدوا .. وكانت متوترة .. وحذيفة بيبص لها)
_ ها .. مالك بقى .. ليه مرة تكوني هادية وكيوت .. ومرة تتعصبي وتتنرفذي؟
_ علشان أنا .. ءأنا .. ءأنا.
_ انتي ايه؟ عندك مشاكل نفسية أو عائلية أو حاجة؟
_ لا أبدا .. بس يمكن علشان أنا .. ءءأنا ..
_ هااااااا ... انتي ايه؟
_ أنا عايزة أمشي .. أكيد ماما وبابا هيلاحظوا إني تأخرت.
(درة قامت من مكانها .. ومشيت ناحية الباب، وحذيفة بيهز دماغه مستغرب)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في محطة المترو ..
كان شباك المترو فاضي المرة دي، وحذيفة صمم إنه هو اللي يجيب تذكرتين، وسلمها تذكرتها وعدوا الناحية التانية، وهي سرحانة فيه.
_ هتزور ماما بكرة في المستشفى؟
_ اه .. هروح لها بعد الشغل.
_ طيب.
(كل واحد راح للاتجاه اللي رايح له في المترو)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درة في بيت أهلها، كان شكلها متغير، وأبوها وأمها بيسألوها مالها، وهي مش عارفة تحكي لهم.
_ مالك يا بنتي .. في ايه؟
_ مفيش يا ماما .. مفيش.
_ حصل مشكلة مع المدير؟
_ لا أبدا.
_ طيب مالك متغيرة كده؟
_ مفيش يا بابا .. يمكن مرهقة شوية من الشغل.
_ على فكرة يا درة .. انتي تعلمتي تخبي عننا حاجات كتير الفترة الأخيرة دي.
_ أنا يا بابا؟!!
_ أيوة يا بنتي .. عمرك ما كنتي كده .. كنتي تيجي من برة تحكي كل حاجة تضايقك أو تفرحك .. بس ليكي فترة كده بتخبي عنا، بتخلينا في وادي وانتي في وادي تاني خالص.
_ المشكلة إن مفيش حاجة أحكيها بجد يا بابا ..
(درة تقوم من مكانها، وتستأذن إنها تدخل أوضتها)
_ بعد إذنكو .. هقوم أنام.
_ اممممممممممممممم ربنا يهديكي يا بنتي ويريح قلبك.
_ تصبحوا على خير
_ وانتي من أهله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درة في أوضتها، بتتكلم في الفون، مع صاحبتها (روفيدة)
_ يا روفيدة افهميني، بقولك بتلخبط لما أشوفه، أو افتكره، أو حتى أسرح شوية فيه.
_ عادي يا درة، يمكن علشان طالعة من تجربة صعبة.
_ لا مش عادي يا روفيدة .. أنا هتجنن والله .. نفسي أقعد معاه ست ساعات ورا بعض، حتى لو مفيش حاجة نحكي فيها، ببقى عايزة أقول له يحكي لي كل حاجة عن نفسه .. وانا كمان نفسي أحكي له عن نفسي.
_ بردو عادي يا درة .. إحساس بنحسه لما نقعد مع حد نرتاح له
_ أنا شكلي هقفل يا روفيدة، ومش هفكر أفضفض لك تاني بأي حاجة
__ لا لا لا .. أنا هسمعك للآخر يا نرفوذة .. ومش هقاطعك .. قوليلي بئر بتحسي بإيه وانتي معاه.
_ أنا حاسة إني بحبه يا روفيدة ..
_ نعم؟!!! بتحبي حد اتخانقتي معاه أول لمبارح، واعتذرتي له امبارح، وقعدتي معاه النهاردة..
_ لو استهونني بمشاعري يا روفيدة هقفل .. علشان أنا بجد متوترة ومش على بعضي.
_اعذريني يا دودو .. بس أنا بجد مش مستوعبة .. يعني ايه بتحبي حد شفتيه امبارح ... أكيد ده اعجاب بموقف حصل، وانتهينا
_ تصبحي على خير يا روفيدة .. سلام
(درة يتقفل في وش روفيدة، وبتعمل الفون صامت، واتركيه جنبها)
....................................
حذيفة في أوضته، ماسك قلم وسرحان ان في اللحظات اللي قضاها مع درة، وبيبتسم كل ما يفتكر نرفذتها السريعة، وعودتها للهدوء..
بدأ يكتب في ورقة قدامه أي كلام يطلع منه..
وبعد شوية بيبص لقى نفسه كتب شعر، منسق وجميل، مع ان عمره ما كان شاعر..
_ ايه ده؟ ده شعر بجد .. ورومانسي كمان .. هو النهاردة يوم المعجزات ولا ايه؟
(بدأ يطبق الورقة ويشيلها في جيب بنطلونه اللي متعلق ع الشماعة جنبه..
......................................................
درة في أوضتها، سرحانة وبتسنع أغنية مريضة اهتمام بتاعت إليسا..
مسكت الفون بتاعها واتصلت بحذيفة، وفتح عليها بسرعة
معرفتش تستجمع الجرأة علشان ترد عليها..
لكن سمع كوبليه كامل من الأغنية بيقول:
أنا مريضة اهتمام ما بدي اشفا
أنا يا اللي احساسا نقطة ضعفا
خلاصة الكلاااام
مريضة اهتماااام
(حذيفة بيقول ألووو ألووو .. ألووو)
_ حذيفة
_ معاكي يا دكتورة ..
_ ممكن أقول لك حاجة ومتفهمنيش غلط؟
_ اه طبعا .. اتفضلي
_ ءأ أنا .. أنا .. تصبح على خير يا حذيفة .. سلام
(درة قفلت المكالمة .. وحذيفة محتار)
..................
الصبح في المستشفى، كان دكتور عايد بيشحن مدير المستشفى ضدها، وبيحكي له عن سر اهتمامها بالحالة اللي فوق، وأنها بتخرج مع ابن الست اللي محجوزة..
والمفاجأة أن الفيديو اللي صوره لهم كان محفوظ في ذاكرة الفون نفسه، مش في كارت الميموري..
الدكتور راغب مدير المستشفى كان متضايق خالص، ونادى على درة، وجمع لها اتنين من الأطباء الكبار..
(كانت خايفة، وماشية ناحية مكتب المدير، ونفسها تتلم على أعصابها، مش قادرة)
اتصلت بحذيفة، وقالت له لازم يكون يلحقها حالا، لأنها ممكن يغمى عليها من الارتباك.
حذيفة بيحاول يهديها..
_ أنا هعمل المستحيل علشان أكون عندك .. ولو المدير سألك ليه خرجتي معايا امبارح قوليله انك حرة خارج حدود المستشفى..
وتقولي له والمفروض يوبخ اللي بيراقب له تصرفات غيره برة، لأن ده سلوك مش كويس...
ولو سألك عن سر اهتمامك بوالدتي، قولي له إنك حاسة بالذنب من موقفك معاها أول مرة..
وبس
(درة حست بالاتزان، وبدأت تشعر إن الموضوع سهل ومش مستاهل الخوف ده كله)
درة دخلت أوضة المدير .. ولاقت الكل في انتظارها
..........................
الحلقة الخامسة خلصت
انتظروني بكرة في السادسةواللي عايز رواية خطيبتي العذراء حامل، أشهر رواية في الوطن العربي السنة دي..
يتواصل مع موقع كتبي (كتبي) على الفيسبوك .. وهيوصلوهاله لحد البيت..تحياتي/ سيد داود المطعني
تصميم الغلاف/ محمد محمود التريكي

أنت تقرأ
دره
Любовные романыالقصة الجديدة اسمها (درة) هتكون اجتماعية رومانسية.. وعندي احساس أنها هتعجبكم .. لأنها رومانسية بشكل مختلف .. ومليانة تشويق .. هنبدأ ننشرها مع بعض من بكرة أن شاء الله .. و زي كل القصص اللي بننشرها ع السوشيال ميديا هتكون بالعامية المصرية .. انتظرو...