6

980 20 0
                                    

قصة (درة) ح٦
الحلقة السادسة

درة بتدخل على مكتب مدير اامستشفى، وكان عايد موجود، وكمان اتنين دكاترة كبار، من قدامى الأطباء..
بيشاور لها تقعد، وهيبدأ يسألها..
درة بتحاول تكون ثابتة وجريئة، وتسبق المدير في الكلام.
_ هو دكتور عايد هيحقق معايا زي حضراتكم؟
_ تحقيق ايه يا بنتي؟ هو احنا جايبينك نحقق معاكي؟
_ مش قصدي يا دكتور، بس مهما كان مسمى استدعائي هنا في مكتب المدير، وبوجود اتنين من أساتذتنا، المفروض أكون وحدي بينهم، ومينفعش حد من الزملاء يشوف الحوار ده
_ عندها حق يا دكتور راغب، وجود دكتور عايد ملوش لزوم.
(المدير بيشاور لدكتور عايد يخرج، وعابد يعمل نفسه بيستأذن)
_ هستأذن أنا يا دكتور راغب، أروح أشوف الحالات اللي فوق
(عايد خرج، والتلاتة بدأوا يوبخوا درة)
_ مينفعش تكوني طبيبة في المستشفى، وتهتمي بحالة أكتر من باقي الحالات، وبعد الشغل تقابلي ابن الحالة في مكان عام، لأن ده أكيد مش كويس في حقك وحق المستشفى وإدارتها.
(درة بتبتسم لأن حذيفة توقع السؤال ده وجهز لها الإجابة)
_ مش عيب ولا حاجة يا دكتورة، لأن حضرتك شفت الخطأ اللي انا ارتكبته في حق الحالة دي أول مرة، ووبختني عليه، وإحساسي بالذنب تجاه أي حالة مبرر كافي لاهتمامي بيها .... ده بالإضافة لأن اهتمامي الزيادة بواحدة ست مريضة، ده شئ أنكرم عليه، لانه دليل يقظة ضميري كطبيبة، ما دمت غير مقصرة في حق باقي الحالات..
أما خروجي مع أي حد مهما كان .. ده شئ يرجع لحياتي الشخصية يا دكتور ما دام بعيد من محيط ومواعيد المستشفى..
والربط بين خروجي معاه، وبين أنه ابن الحالة اللي عندنا، دي حاجة ميعرفهاش غير كائن متطفل، بيتربص بكل خطواتي .
وكان من باب أولى يا دكتور راغب إنك تمنعه يعمل كده، مش تسمع له وتستجوبني بناءا على كلامه.
(الدكاترة الكبار بيبصوا على مدير المستشفى، اللي اتكسف، ورمى وشه بعيد، ومش قادر يرد عليها)
_ أظن كده يا دكتور راغب، بنتنا الدكتورة درة مفيش عليها لوم.
_ خلاص يا دكتورة درة .. تقدري تروحي تشوفي شغلك ..
_ لا يا دكتور .. بعد اذن حضرتك عايزة أضيف حاجة
_ خلاص يا درة قلت لك .. أنا فهمت رسالتك
_ مش رسالة ولا حاجة.   بس حضرتك عارف اني كنت مخطوبة لدكتور عايد، ولما جات له فرصة السفر لسلطنة عمان علشان يشتغل هناك، أول حاجة فسخ خطوبتي.    ولما انطرد من هناك ورجع مصر، بقى عايز يرجع يرتبط بيا، وإصراري على رفضه بيخليه يتعمد يضايقني في الرايحة والجاية، وياريت تفصل بين مواعيدنا وتوزيعنا في الشغل
_ حاضر يا درة    يلا بقى على شغله
_ حاضر يا دكتور
(درة بتقوم من مكانها، وهي حاسة بالفخر .. حست بالنصر .. حست بوجود سند حقيقي في حياتها .. بيسندها في أكثر من موقف .. حتى في غيابه بينصرها على المدير وعابد, وهي خارجة بتسمع دكتور م الاتنين بيقول لها ربنا يبارك في عقلك يا بنتي)
درة بتخرج من المكتب. 
(المدير بيتصل بالدكتور عايد علشان يروح له)
.............................................
درة خارجة م المكتب لقت ريناد أخت حذيفة واقفة مستنياها ..
نادت عليها، درة راحت لها..
_ ايه الأخبار يا دكتورة .. طمنيني
_ أطمنك على ايه؟
_ ع التحقيق
_ وانتي عرفتي منين؟
_ حذيفة من بدري هنا، وكان هيستناكي هنا، بس مرضيش يعمل لك مشاكل .. راح قعد عند ماما فوق، وقال لي أستناكي هنا .
(درة فرحانة أوي، وبتبوس ريناد بلهفة)
_ أخوكي ده أعظم راجل في الدنيا.   يا بختك بيه يا روني.
(درة بتمشي بسرعة لفوق .. وريناد واقفة مستغربة من رد فعل درة)
............ .........................
في مكتب المدير..
عايد واقف زي التلميذ الخايب، والمدير بيزعق معاه
_ تطفلك كل شوية على زميلة ليك بيضر بسمعة المستشفى يا دكتور عايد.   ياريت نلتزم شوية عن كده، ونركز في الشغل وبس
_ حاضر يا دكتور
(المدير مستمر في ثورته ضد عايد)

  ............................................
درة بتطلع بسرعة عند حذيفة، ويتسلم على أمه اللي كانت صاحية..
_ حذيفة أنا لازم أشوفك النهاردة في نفس المكان .. وهسبقك على هناك أو تسبقني .. بس ضروري بليز
_ حاضر حاضر .. بس انتي كويسة أهم حاجة
_ أنا زي الفل الحمد لله .. بس مش هقدر أوقف أكتر من كده هنا
(درة نزلت بسرعت، وبدأت تعد الدقايق والثواني لحد ما بيجي موعد اللقاء
...........................................
درة قاعدة في الكافيه، وحذيفة داخل يدور بعنيه هي قاعدة فين .. وراح له
_ آسف اتأخرت عليكي، بس شغلي بعيد
_ ولا يهمك حذيفة .. المهم أن انت جيت
_ خير يا دكتورة .. خضتيني عليكي
_ حذيفة .. أنا حاسة إني هخسرك النهاردة
_  يا ساتر يارب .. ليه كده
(درة متوترة، بتفرك في صوابعها ... بتمسك طفاية سجائر قدامها، بتحاول تضغطها، يمكن تخف حدة التوتر)
_ مالك .. خضتيني والله .. المدير ضايقك في حاجة، أو الحيوان اللي اسمه عايد ده
_ مفيش حد قادر يضايقني يا حذيفة من يوم ما انت ظهرت في حياتي ... انت فاهمني؟
_ طيب دي حاجة كويسة وتسعدني..
(درة بتدمع .. وهي بتتكلم بوجع)
_ لا مش كويسة .. مش كويسة
_ ليه بس .. مش بتقولي مفيش حد قادر يضايقك بسببي
_ اه .. بس انت نفسك مضايقني يا حذيفة. .. مضايقني
_ أنا؟! مضايقك انتي؟! ليه .. عملت ايه؟
_ علشان أنا .. ءأنا .. أووووووف
_ انتي ايه يا دكتورة .. هو صدر مني حاجة
(درة اتحاملت على نفسها .. وبدأت تنتزع الكلام من قلبها بعنف .. زي اللي بيطلع رصاصة من جسمه بطريقة بدائية)
_ حذيفة ..
_ ما تتكلمي يا دكتورة .. وقعتي قلبي
_ أنا بحبك ...
(درة بدأت تسترخي بالتدريج بعد ما الرصاصة طلعت .. وحذيفة رفع حواجبه وبرنق عينه، وقعد ساكت مش عارف ينطق)
_ أيوة .. اتنيلت على عين أهلي وحبيتك ... ما انا إنسانة بردو .. ومش هقدر استحمل أكتر من كده..
(حذيفة ساكت زي اللي واخد طلق ناري في رأسه .. ودرة بتبص له مستنياه ينطق)
_ لو فضلت ساكت .. هسيبك وامشي
_ ما انا مش عارف اقول لك ايه
_ قول لي اي حاجة .. واسيني في مصيبتي .. قول لي ميرسي لذوقك .. قول لي انك مرتبط .. بس بالتدريج .. أنا فجرت ثورة كانت جوة .. وحاول انت ترجع لي صوابي بأي شكل..
_ ما أنا كمان اتنيلت على عين أهلي وحبيتك .... تخيلي اني بحبك.. بس أنا أجبن من اني أصارحك
_ بس انا مش عايزاك تجبر بخاطري .. ولا ترد لي كرامتي بالكلمة دي
_ درة
_ نعم
_ ممكن أوريكي حاجة
_ حاجة ايه
(حذيفة طلع ورقة من جيبه وقدمها لها)
_ امبارح كنت سرحان فيكي وانا ماسك القلم ... وبعد شوية فوجئت اني كتبت الكلام ده..
(درة فتحت الورقة ولقت فيها الكلام ده)
درة يرق القلب حين يلقاها
وتبرق العين لو مصادفة تراها
فهل تميل الروح لبسمة ثغرها
أم أني أذوب الآن هائما في هواها
....
درتي أضحت وما لي غنى عنها
تضحك الدنيا لو تبسمت لي برهة
وتدندن جوارحي فرحا برؤيتها
ويحلق طير قلبي مغردا في سماها

(درة مش مصدقة اللي شايفاه عينها، وكأنها بتحلم، كل الكلام ده انكتب عنها، ومن قبل ما تعترف له)
حذيفة بدأ يلقي القصيدة قدامها، بالتشكيل، وبنبرة هادية، بتبتسم مع شهقة الاندهاش.
_ صدقتي اني اتنيلت على عيني ووقعت في حبك من قبل حتى ما تفكري تتكلمي..
_ أنا مش مصدقة اللي بيحصل لي ده ..  حقيقي مش مصدقة
_ عندي احساس إن أختي ريناد هتصحيني دلوقتي، وتقول لي قوم أفطر .. وهصحى ألاقيني في البيت، وكل ده حلم في حلم..
(درة بتفتح شنطتها، وتطلع كارت الميموري والتذكرة والتقرير المقطوع، وتحط جنبهم قصيدة حذيفة)
_ أنا بقى .. كل ما أحس أني بحلم .. نطلع دول من شنطتي .. علشان يأكدولي اني أخيرا قابلت السند .. الحنين .. اللي بيبخر لي كل همومي وبيبدلها لي لحظات سعيدة..
(حذيفة سرح بخياله، وحس بشوية قهر .. وأسى .. وعينه دمعت)
_ ياريت أقدر أكون فعلا يا درة ... يا ريت
(لحظات لطيفة مرت عليهم .. وكان حذيفة بيحاول يظهر لها سعادته .. ويخبي عنها القهر اللي جواه .. لحد ما قرروا يمشوا)
........................
حذيفة رجع البيت وهو حاسس بالندم .. وبيقول ياريت اللي جرى ما كان
_ أنا اتسرعت .. اتسرعت .. ايه اللي خلاني أعمل كده .. ليه بس أخليها توصل الاحساس ده ...
هي ذنبها ايه علشان تتصدم بعدين ... ذنبها ايه .. .. أوووووف

(الحلقة السادسة خلصت..
وبعتذر أنها اتأخرت
وبعتذر أنها قصيرة
بس ده اللي قدرت اكتبه في المواصلات والله..
انتظروني غدا مع الحلقة السابعة

تأليف/سيد داود المطعني
تصميم الغلاف/محمد محمود التريكي

دره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن