8

921 16 0
                                    

قصة (درة) ح٨
الحلقة التامنة

حذيفة رجع البيت، وبيطمن على أمه، وكان فرحان خالص أنها رجعت بألف سلامة..
وحاول يتغلب على كل المرار اللي جواه، ويضحك ويهزر مع أمه واخواته، لأن الجو العام مش مستحمل كآبة..
دخل أوضته، ورمى جسمه ع السرير، وهو ماسك دماغه اللي هتنفجر ... وبيصرخ ويقول يارب..
_ دماغي هتنفجر .. مش قادر استوعب اللي بيحصل لي..
أوووووف ... ما انا كنت عايش حياتي وراضي عن نفسي يا درة .. بتظهري لي ليه بس ... يا ريتني ما عرفتك..
(الفون بيرن جنبه .. كانت درة .. مسك الفون بلهفة  ورد عليها .. وكان في صوته حشرجة ... نبرة عياط)
_ درة .. أنا محتاج لك أوي يا درة ... محتاج لك أوي
(درة ببتخض عليه)
_ مالك يا حذيفة .. حصل ايه؟
_ ينفع نتقابل دلوقتي حالا؟
_ مش عارفة يا حذيفة .. انا لسة راجعة م المستشفى..
(حذيفة بيزعق لها)
_ بقول لك محتاج لك يا درة .. محتاج لك.
_ حاضر يا حذيفة حاضر ... هستأذن ماما وأكلمك.
_ بسرعة وحياتك .. علشان مش طايق نفسي.
(درة كانت مخضوضة، جريت زي الملهوفة عايز تعرف ماله)
........................................
درة بتروح لأمها
_ ماما ... هنزل ساعة كده وراجعة
_رايحة فين يعني
_ لما ارجع هحكي لك
_ لاااااا .. ده انتي مخبية كتيررر بئى
_ معلش يا ماما علشان خاطري .. هحكي لك كل حاجة بعدين
_ انزلي .. بس متتأخريش يا دكتورة ..
_ ساعة بالظبط
(درة بتبوس مامتها ويتدخل بسرعة تكلم حذيفة .. وتقول له انها نازلة)
.......... .......  ...................
في نفس الكافيه القريب من محطة المترو ...
حذيفة بيدخل، وبيبص حواليه على درة، مش بيلاقيها، بيطلع الفون من جيبه، وينفخ من الغضب، وبيتدور .. بيلاقي درة ...
بتشوفه وهو بينفخ لمجرد أنها مش هنا
_ يااااه .. للدرجة دي مش قادر تصبر
_ درة ... لو اتأخرتي ثانية كنت هتتجنن
(بيروحوا ناحية مكان فاضي)
_ مالك يا حذيفة .. قلقتني
_ درة ... أنا عمري ما كنت كده ...وعمري ما ضعفت .. عمري ما خفت .. عمري ما ارتبكت .. دايما ينفذ أول حاجة تخطر في دماغي..
_ عارفة والله .. من غير ما تحكي ... بس انت خايف من ايه؟ .. ايه اللي موترك .. ايه اللي بيضعفك .. احكي لي
_ درة أنا بحبك .. أقسم بالله بحبك .. وحياة ماما اللي بتمنى أعيش تحت رجلها طول عمري بحبك..
(درة بتمد أيدها علشان تمسك أطراف صوابعه)
_ والله عارفة وحاسة .. ومصدقاك بدون ما تحلف..
(درة بتلمس أطراف صوابعه وبتلاقيهم ساقعين، وفيهم رعشة)
_ ايديك ساقعة وبتترعش يا حذيفة.. انت واقع في مشكلة؟
_ خايف دموعي تغلبني، والقهر يخليني أبكي لأول مرة في حياتي..
_ ربنا يبعد عنك القهر .. متقولش كده
_ أنا عايش حياتي كلها قهر يا درة .. بس مطنش، وبستسلم لأول حل مهما كان، وكنت راضي عن نفسي.
_ بس ده في حد ذاته قوة يا حذيفة..
_ قوة قبل ما أقابلك، قبل ما اعرفك، قبل ما احبك يا درة، وقبل ما أحس لأول مرة في حياتي بقيمتي ووجودي بوجودك..
(درة بتبتسم مع تنهيدة ملهاش صوت)
_ يا درة أنا في سر خطير في حياتي .. أمي نفسها متعرفهوش .. ومش هقدر أحكيها لها عنه .. ونفسي أحكيهولك ..
_ فضفض يا حذيفة وزيح عن نفسك ..
_ خايف أفضفض يا درة خايف
_ حبيبي خايف من ايه؟.
_ خايف أصدمك يا درة .. خايف أخسرك وأخسر نفسي بعدها..
_ ياااااااه .. للدرجة دي المصيبة كبيرة
_ وأكتر يا درة .. أكتر
_ وغوشتني يا حذيفة .. احكي بئى أرجوك
_ توعديني انك مش هتضيعي مني؟
_ أضيع منك ازاي بس... وانا مش بلقى نفسي غير معاك
_ أنا ارتبكت حماقة من سنة ونص، ومش قادر أتخلص منها، لأني كنت سايب نفسي ليها .. وما حسيت بالندم غير بعد عرفت حبك
_ حماقة! أنت أغضبت ربنا يا حذيفة؟
_ أقسم بالله ما حصل .. ولا يمكن يحصل
_ ما دمت ما أغضبتش ربنا .. خايف من ايه؟
_ خايف عليكي .. وخايف منك
_ هقولك حاجة يا حذيفة
_ ايه
_  مش عايزة أشوفك في الموقف ده، وما دمت ما ارتكبتش حاجة تغضب ربنا وانت فاهم قصدي كويس، يبقى ماضيك بالنسبة لي ابيض، وياريت ترجع يا حبيبي لقوتك وثباتك اللي بتسند عليهم، ولو انا غالية عندك متخلينيش أشوفك بالضعف ده، ومتخافش عليا منك، علشان أنا هلتمس لك ألف عذر..
(حذيفة بيرتاااااااااااااااااااااح، وبيبتسم لها، بعد ما امتصت توتره)
_ انتي ايه اللي بتعمليه فيا ده؟ وكنتي فين من زمان
_ كنت بدور عليك يا حذيفة
_ بحبك يا درة
_ أنا بئى من النهاردة هحكي لكل الدنيا اني بحبك، واللي يحصل يحصل..
_ احكي لهم .. وقولي لهم اني هروح أتعرف عليهم..
(طالت الجلسة بينهم في كلمة حب رايحة، ونظرة شوق في لحظة صمت عابرة، وانتهى اللقاء)
...............................................................
درة بترجع البيت، وبتحكي لأمها كل حاجة، وبتقول لها عن سبب التغيير اللي حصل لها، وبتعترف لها بالحب اللي طرأ على حياتها..
_ كان قلبي حاسس إن تصرفات الشاب ده هتخليكي تعجبي بيه، وانا عايزك تفكري شوية يا بنتي، بلاش التسرع ده، كفاية اللي حصل قبل كده.
_ ايه اللي حصل قبل كده؟ قصدك فسخ خطوبتي من عايد
_ أيوة .. واللي استعجلتي في الموافقة عليه
_ بس مكنتش بحبه يا ماما .. لكن حذيفة ده خطف قلبي بجد يا ماما .. بحبه وبيحبني، وبنسى الدنيا معاه
_ احترمي نفسك يا بنت .. ومتنسيش انك دكتورة
_ عمري ما احترمت نفسي أد الأيام دي يا ماما .. وعموما كلها كام يوم وييجي يتعرف عليكم هنا .
(الأب بيرجع من برة، ومعاه شوية أغراض، وبيقول لهم عندنا حفلة بكرة)
_ حفلة ايه دي؟.
_ حفلة عاملها الدكتور نبيل ابن عمي، وعازم فيها كل العيلة، اخواته واخواتي، وولاد عمنا. 
_ معقول هيقدر يجمع كل دول في حفلة واحدة؟
_ اهو بيقول أن كله هيحضر .. حتى الدكتورة سوزان اللي مقاطعة كل العيلة من يوم ما اتجوزت الشاب ده، قالت إنها هتحضر المرة دي.
_ وهي سوزان دي دكتورة منين انا عايزة افهم بجد يا بابا
_ اهو جوزها االلي مات اشترى لها دكتوراه من برة يا بنتي..
_ حتى الدكتوراه بالفلوس .. حاجة غريبة والله
_ المهم تجهزوا علشان نروح كلنا
_ لا اعفوني أنا .. عايزة اشتغل شوية في الماستر بتاعي
_ يا بنتي تعالي علشان تغيري جو .. بدل الخنقة اللي كنتي فيها دي.
_ الخنقة راحت لحالها خلاص..
_ فكري كويس .. يمكن تغيري رأيك وتيجي معانا بكرة
_ تمام .. نسيبها للمود بكرة ... ممكن أروح وممكن مروحش
(درة دخلت أوضتها، وأمها مسكت ودن أبوها وبدأت تحكي له الجديد في حياة درة)
...............................................
حذيفة نازل الشغل تاني يوم الصبح، وبيوصي ريناد تبعت له البدلة للمكوجي مع حد من اخواتها..
_ شكلك معاك سهرة رسمية
_ النهاردة خارج في عشاء عمل مع الدكتورة سوزان صاحبة المصنع، وهيكون فيها ناس كتير من قرايبها..
(الأم بتسمعه)
_ ربنا يحبب فيك خلقه يا ابني .. ويبعد عنك ولاد الحرام..
(حذيفة نزل وراح شغله)
......................................
في فيلا الدكتور نبيل، والعائلة بتحضر في أفواج، كل أسرة لوحدها ... أب ومراته وولاده..
كله منتظر سوزان اللي أول مرة ترجع تتصل بيهم بعد مقاطعة سنة ونص..
سوزان جاية من بعيد .. وايديها متعلقة في دراع حذيفة اللي كان في قمة الشياكة..
ماشيين بتكبر .. وهي بتوصيه..
_ عايزاك أسد وسطيهم يا حذيفة ... راجل كبير ومهم بيكلمهم .. حد واثق من نفسه
_ حاضر يا دكتورة
_ قول لي يا سوزي ... اياك تقول يا دكتورة دي
_ حاضر يا سوزي
_ أغنى واحد فيهم .. أقل من مدير مصنع عندي .. فاهم؟
_ فاهم يا قمررر
_ اهو كده تعجبني..
(وصل سوزان وحذيفة لتجمع العيلة، ومصافحات وابتسامات وعبارات مجاملة وترحاب كتيررر)
بتظهر عربية متوسطة الماركة، داخلة الفيلا ... ورايحة تركن عند باقي عربيات العيلة .. دي شكلها عربية أبو الدكتورة درة ... أخيرا وصل الحفلة)
..............
الحلقة التامنة خلصت
انتظروني غدا في التاسعة

قصة (درة)
تأليف/ سيد داود المطعني
تصميم الغلاف/ محمد محمود التريكي

دره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن