7

970 16 0
                                    

قصة (درة) ح٧
الحلقة السابعة

حذيفة قاعد في أوضته، متضايق، متنرفذ، بينفخ، ندمان أنه ساب نفسه يوقع في قصة حب..
_ايه اللي انا عملته في نفسي ده، وايه ذنب المسكينة دي، ليه أفتح له كل المساحة دي في حياتي، وتخليها تحبني الحب ده كله... افرض عرفت اللي مفيش حد يعرفه عني.. هيكون رد فعلها ايه؟ ايه؟
(حذيفة بيرفع الفون وبيجيب رقمه، وهو واخد القرار أنه يعترف لها)
اتفاجئ أنها كانت بترن عليه..
اتلخبط..
أسنانه خبطت في بعض..
ارتبك..
مش عارف يفرح ولا يزعل..
_ أووووووووف
(رمى الفون على السرير قدامه ورفض يرد)
درة بترن عليها تاني .. وهو بيبص على الفون .. لسة مش عارف ياخد قرار ... ما اهو لازم يصارحها ..
لازم يعترف لها .. لازم يحكي لها كل حاجة عنه...
أي نعم هو مخبي عن أمه وعن أخته .... لكن دي هتكون مراته ومن حقها تعرف حاجة زي دي ....
أيوة .. مسيرها تكون مراته .. وإلا الحب ده هيكون مجرد تسلية..
(الفون بيرن للمرة التالتة ... حذيفة بيروح مندفع ناحيته، وبيرد عليها، وهو في قمة الارتباك)
درة كان صوتها هادي خالص .. نبرته أرق من أي مرة كلمته فيها قبل كده)
_ ألووو
_ حذيفة ... وحشتني
_ تسلمي
_, انت رخم على فكرة ..
_ ليه كده بس؟
_ علشان بقولك وحشتني .. وانت بتقول لي تسلمي .. كأنك مش حاسس إن أنت واحشني بجد
(حذيفة بيهدى .. الانفعال بيروح .. بيترمي مكانه .. بيقعد مسترخي)
_ ما اهو انتي لو تعرفي انك واحشاني من أول ما قلتي لي بحبك هتعذريني..
_ اووووه ... ايه ده .. بجد؟!
_ اه والله يا درة .. بقيت أناني فيكي أوي من ساعتها ... بس خايف يا درة .. تخيلي إن حد زيي يكون خايف بالشكل ده..
_ لاء أرجوك .. ده أنا أخيرا بدأت أطمن وأحس بالأمان ... بلاش انت بالذات تخاف..
_ يا ترى لو عرفتي عني حاجة تضايقك يا درة .. هتكون نظرتك ليا عاملة ازاي؟
_ الكيان اللي انا شايفااه قدامي ده .. مستحيل تكون فيه حاجة تضايق
_ حتى أن كانت الظروف أجبرتني أعمل حاجة ممكن تكون سبب في اني أقل في نظرك؟
_ حذيفة ..
_ نعم!
_ أنا يحبك ... بقولها لك وانا عيوني بتدمع ... لأني بجد عرفتك بعد عذاب .. وشفت فيك اللي حاجات كنت ببالغ وانا بتمناها ..  خصوصا وانا طالعة من تجربة صعبة مع أحقر كائن في الوجود ..
مستحيل أتضايق من ظروفك .. وانا أصلا عارفاها..
_ بابا .. مش قصدي الظروف ..
(درة بتبتسم ويتوقف عند كلمة بابا)
_ انت قلت ايه؟ بابا؟
_ الكلمة ضايقتك؟
_ بالعكس .. أنا حسيتها بسرعة
_ دايما بقول لها لريناد أختي
_, ربنا يخليهالك
_ ويخليكي ليا .. يا دكتورتي ..
_ دكتورتك..
_ اه دكتورتي .. عندك مانع؟
_, هو انا ممكن أحكي لماما وبابا عنك؟
_ هتقولي لهم ايه؟
_ كل حاجة
_ لو طلبت منك تخبي عنهم حاجة زي دي .. مش هبقى حذيفة اللي تعرفيه..
(حذيفة نسي نفسه في المكالمة ... نسي يمهد لها عن اللي عايز يقوله لها، وكانت المكالمة كلها رومانسية لحد ما انام)
................................................
بعد المكالمة..
كان حذيفة فرحان خالص، واقف على مشط رجله، وبيلف حوالين نفسه وهو فرحان .. وبيدندن..
الدنيا ريشة في هوا
طايرة ما بين جناحين
واحنا النهاردة سوا
وبكرة هنكون فين ..
في الدنيا .. في الدنيا
(وقف فجأة .. افتكر ظروفه ... وشه كشر .. ونفخ)
_ أووووف ... دايما الحاجة الصح تيجي في الوقت الغلط .. ايه النحس ده ...
ربنا يستر .. ربنا يستر
.................................................
أم درة قاعدة قدام التليفزيون ..
حاجة رجل على رجل، وبتشرب مشروب ساخن..
درة بتفتح باب أوضتها وبتخرج ناحية أمها..
_ القمر قاعد لوحده ليييه؟
_ بتفرج على حلقة النهاردة من المسلسل التركي الجديد ده
_ وبابا راح فين؟
_ بابا نزل يشوف الجيران الجدد .. يمكن محتاجين حاجة..
(درة بتقعد بكل حيوية، وروح منتشية)
أمها مستغربة من تصرفاتها..
_ وشك منور النهاردة .. كأنك خلصتي الماجستير اللي قارفك .
_ ماجستير ايه ده اللي يقرفني يا ماما .. دي الدنيا حلوة أوي واحنا مش عارفين..
_ اممممممم مش مطمنة
_ والقمر مش مطمن ليه بئى؟
(الأم بتبص لها باستغراب، وبتسند الكوباية قدامها)
درة بتمد ايدها، وبتشرب منها..
_ أقوم أعمل لك كوباية؟
_ كوباية ايه؟
_ م اللي شربتي منها دي؟
_ هو ايه اللي انا شربته ده؟
_ شاي أخضر يا دكتورة
_ لا طبعا .. هو انا هشرب شاي اخضر ليه؟
_ والله انتي مش طبيعية .. ومخيية حاجة..
(درة تقوم جري ناحية المطبخ)
_ انا هروح أروق لك المطبخ
(درة هربت، والأم بترسم بحواجبها علامة تعجب)
........................................................
حذيفة قاعد سرحان ... والمدير بيرن عليه، وبيبلغه إن صاحبة المصنع وصلت من السفر، وأنه هيروح له بكرة يعرض عليها كل الحسابات المتأخرة..
ويجهز نفسه كل يوم يروح لها زي الأول بعد الشغل، يعرض عليها كل كبيرة وصغيرة تمت في المصنع
(حذيفة بيحس بخنقة، وبيضايق، وينفخ)
_ ايه اللي جابها بسرعة كده الزفتة دي.. 
الساعة اللي بخرج فيها مع درة هنحرم منها كمان ...
(حذيفة بيرمي الفون من يده)
...................   ....................................
في الصبح..
الدكاترة بيكتبوا خروج لأم حذيفة من المستشفى، وبترجع البيت، وحذيفة بيتابعهم بالتليفون.. لحد ما بيوصلوا البيت..
درة بتتصل كل شوية بريناد تطمن عليها .. بشكل ملفت للإنتباه..
   .............................................. ..
حذيفة بيخرج قبل ميعاد الشغل بساعتين، وبيروح لصاحبة المصنع..
أرملة .. في منتصف الخمسينات من العمر . كانت شيك جدا، كأنها أرستقراط..
حارس البوابة بيشوف حذيفة جاي من بعيد..
بيرحب بيه بحفاوة..
_ أهلا أهلا حذيفة بيه .. حمد لله على السلامة
_ الله يسلمك .. الدكتورة سوزان وصلت؟.
_ اه .. وصلت من بدري سعادتك.
(حذيفة بيدخل الفيلا لحد ما يبعد عن عين الحارس)
(إحدى الخادمات بتنادي سوزان)
_ حذيفة بيه جوز حضرتك يا دكتورة
_  خلاص روحي انتي
(سوزان قامت من مكانها، ومشيت ناحيته بمنتهى الخيلاء)
_ ازيك يا حذيفة .. عامل ايه؟
_ حمدالله ع السلامة حضرتك
_ الله يسلمك .. وحشتني
_ ربنا يخليكي
_ واقف ليه يا حذيفة .. اقعد
(حذيفة. بيقعد وهو باصص عليها بأسى)
_ مالك يا حذيفة. .. زعلان ليه؟ محتاج فلوس؟
_ لا شكرا .. مش محتاج حاجة، ياريت نراجع الحسابات علشان عايز أمشي
_تمشي؟ هو في حد مراته لسة راجعة من السفر، ويكون مبوذ كده، ويقول لها عايز أمشي؟
_ ماما كانت محجوزة في المستشفى، ولسة راجعة البيت النهاردة
_ اه .. سلامتها ألف سلامة..  خلاص سيب الحسابات وانا هراجعها براحتي..
_ تمام
(حذيفة بيسند الورق قدامها وبيقوم)
_ حذيفة
_ نعم يا فندم
_ اعمل حسابك معزومين في حفلة بعد بكرة .. ولازم تيجي، مش هينفع أروح بدون جوزي
_ حفلة؟
_ اه حفلة .. مالك نتفاجئ كده؟
_ حاضر..
_ واعمل حسابك انك تسكن في الشقة اللي اشتريتها لك في أكتوبر..
_ ماما مش راضية تسيب الحارة اللي اتعودت عليها
_ أكيد المرة دي هترضى، لما تعرف اننا فتحنا مصنع في أكتوبر، وانت هتكون المدير بتاعه..
(حذيفة بيوقف مبلم .. مش عارف يرد ... ضعيف قدام كل المغريات دي)
بيهز راسه، وبيخرج من عندها وهو حاسس بالقهر..
محتار..
أول مرة يحس الحب لما شاف درة..
حس بآدميته لما عرفها
عاش رجولته لما كان سندها..

لكن من ناحية تانية.. مراته الأرملة اللي مش قادر يستوعب إنه جووزها ..
غنية جدا ... وبيستفيد منها..
وكل مرة بتقدم له مغريات أكتر م اللي قبلها .. وغير كده مش هيعرف يعيش..
(حذيفة بيخرج من عندها .. ودموعه على خده، وبيعيط زي طفل صغير تايه في ضوضاء المدينة)
............................
الحلقة السابعة خلصت
انتظروني بكرة في الحلقة الثامنة
واعذروني ع التأخير ..
تأليف/ سيد داود المطعني
تصميم الغلاف/ محمد محمود التريكي

دره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن