قصة (درة) ح٣
الحلقة التالتة
درة واقفة بتعيط في الطابور في محطة المترو، وحذيفة متردد، عايز يروح يشوف مالها وخايف تتنرفذ عليه, أو تتهمه بالفضول..
(مشى ناحيتها وبكل لخبطة وارتباك قرر يسألها)
_ بعد اذن حضرتك يا دكتورة.
(درة التفتت ناحيته، وكان متلخبط خالص، وخايف يتكلم، وهو بيشاور بإيد .. كأنه بيستأذنها تخرج من الطابور..
_ ممكن لحظة.
(درة بتخرج من الطابور، وتوقف معاه على بعد مترين من طابور شباك التذاكر، اللي بيكون زحمة ديما في التوقيت ده)
_ تحت أمر حضرتك..
_ يضايق حضرتك لو سألتك بتعيطي ليه؟ يمكن أقدر أساعد حضرتك.
_ متشغلش بالك .. أنا كويسة..
(حذيفة متوتر، ومتلخبط، ونفسه من جواه يساعدها)
_ معلش حضرتك، مش هضغط عليكي أكتر من كده .. بس أنا شفتك قبل ما تخرجي م المستشفى وكنتي كويسة خالص، وصعبان عليا أوي أشوفك في الحالة دي بدون ما احاول أساعدك.
(درة بتبص له وهي بتحاول تتمالك دموعها وأعصابها)
_ شكرا لشعورك .. بس أنا صعباتة نفسي، ازاي يتكتب فيا تقرير من مدير المستشفى بالشكل ده، ويقول فيه اني كنت هعرض حالة للخطر، مع إن اللي حصل مش كده خالص.
_ تقرير ايه معلش .. ممكن أعرف؟
_ مدير المستشفى كتب تقرير إني ارتكبت خطأ مهني جسيم بحق والدتك، وكنت هعرضها للخطر ... بس والله الكلام ده ما حصل..
_ بس ماما بابا بقت كويسة .. وأنا لا يمكن أخلي حد يشيلك خطأ في حق أمي وانتي بريئة منه ... أنا هرجع للمدير خالا، ولازم يقطع التقرير
(حذيفة بيستدير ماشي، و درة بتوقفه بإيديها)
_ بليز .. بلاش اروح .. ربنا يسامحه وخلاص
_ مش هخليه يعمل شغل لنفسه، ويؤذيكي، وكل ده على قفا ماما ..
_ كلامك مش هيغير حاجة، لأن دكتور سعيد أكد كلامه..
(درة انهارت من العياط)
_ أنا ليا طريقة تخليه يقطع التقرير ده .. عايزك تثقي فيا .. وتسيبي لي رقم فونك وهتصل بيكي أطمنك .
(درة منلخبطة، خايفة .. مترددة .. )
_ أنا خايفة
_ وحياة ماما لأخليه يقطع التقرير بنفسه..
(درة بتطلع كارت من شنطتها، وبتقدمه لحذيفة وهي مرتبكة)
_ ده الكارت بتاعي وفيه كل أرقامي..
_ وكمان كروت .. ده حضرتك مظبطة نفسك
(درة بتبتسم ابتسامة مجاملة)
_ كان نفسي اقطع لك تذكرة مترو .. بس عايز ألحق المدير قبل ما يمشي
................................
في مكتب مدير المستشفى..
كان النقاش حاد بين حذيفة والمدير..
_ أنا مش هسمح لحد يا دكتور أنه يستغل تعب ماما علشان يكسب ورقة ضد حد ... بعد اذن حضرتك..
_ هو انت هتعرفنا شغلنا؟! أمك نزيلة في المستشفى، واحنا بتحاول نحميها، ونحافظ على حياتها..
_ ما دام كده .. يبقى حضرتك تكتب في التقرير أن المستشفى مفيهاش أي حقن جلطات، وإني رحت صيدلية بعيدة م المستشفى، علشان أنقذ ماما، واشتريت سيربرولايسين على حسابي ..
واكتب كمان حضرتك إن الأطعمة اللي بتتقدم وجبات للمرضى، غير آدمية بالمرة..
أكتب يا دكتور أكتب إن الدكتورة درة كانت الوحيدة اللي بتتابع الحالات، وأقرب حد الاستغاثة أختي، في غياب كل الأخصائيين اللي بيحضروا على حسب هواهم..
(المدير متضايق)
_ انت ازاي تكلمني بالأسلوب ده؟
_ لأني ابن الست اللي عليها كل الكلام ده، ومش شايف إن دكتورة درة كانت هتضر ماما في حاجة .
_ أنا مدير المستشفى .. ياريت تتفضل علشان مواعيد الزيارات قربت تخلص
_ أنا ممكن اتفضل فعلا يا دكتور، بس هرفع شكوى باللي حصل، وساعتها هتكون حضرتك المسؤول مش دكتورة درة
(المدير بيحاول يتفادى حصول أي بلبلة عن المستشفى، وبيبص لحذيفة من فوق لتحت)
_ بص يا ابني .. أنا مقدر شهامتك مع الدكتورة درة، وجرأتك انك تعرض نفسك لموقف متعرفش عواقبه ايه زي ده.. وعلشان كده هلغي التقرير ده خالص.
_ ومعاملة حضرتك لدكتورة درة؟
_ مالها؟
_ مش هتتغير الفترة اللي جاية؟
_ بدأت ألاحظ انك بتتخطى الحدود، و ده مش حلو .. أنا هقطع التقرير قدامك وبعدها تقدر تمشي
(المدير طلع ورقة، فيها تقرير ضد درة، وقطعها، وحذيفة ابتسم، وشكره واستأذن)
........................................................
درة وسط أهلها، سرحانة، متوترة، وأبوها وأمها بيحاولوا يبسطوا لها المواضيع، و إن الست ما دامت كويسة وبخير يبقى مفيش خوف على درة.
(درة بتفرك أطراف صوابعها، ومش بترد عليهم)
تليفونها بيرن، رقم غريب، التروكولر أزهر لها الاسم (حذيفة حسابات) .. هي متعرفش اسم حذيفة لحد اللحظة دي، وفتحت عليها
_ ألو
_ مساء الخير يا دكتورة
_ أهلا يا فندم مساء الخير
_ أنا حذيفة بتاع تذكرة المترو
(درة ابتسمت لجملة تذكرة المترو وبدت أهدى شوية)
_ أهلا أستاذ حذيفة ..
_ أنا لسة خارج من عند مدير المستشفى، وقطع التقرير قدامي، وكأن مفيش حاجة حصلت.
( درة انشرحت .. عيونها فتحت .. اتلونت .. أطراف أسنانها المصطفة برزت، مع انفراجة كلها بهجة في بؤها، مع طرف دمعة من دموع الفرح المفاجئ في عينها)
_ بتتكلم جد .. قطعها قدامك
_ اه والله .. لأن موقفنا أقوى من موقفه يا دكتورة
_ يااااااه .. مش عارفة أشكر حضرتك ازاي يا أستاذة حذيفة .. والله كنت هتجنن
_ ألف سلامة على حضرتك من الجنان يا دكتورة
_ بجد بجد متشكرة خالص .. أنا تعبتك معايا خالص النهاردة
_ ربنا يسعدك يا دكتورة .. أستأذن حضرتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درة قفلت التليفون، وكانت فرحانة خالص، وقامت تبوس مامتها وهي فرحانة
_ الحمد لله يا ماما، الموضوع خلص .. حذيفة ده شاب خالص
_ ربنا يبارك في عمره .. ابن ناس ومتربي
(الأب مش متخيل اللي حصل)
_ متأكدة يا بنتي إنه اتكلم مع مدير المستشفى فعلا؟
_ أكيد يا بابا .. حضرتك متعرفش حذيفة أد ايه ذوء، وشهم .. رغم اني بهدلته أول مرة، إلا إنه مستحملش يشوفني بعيط، وراح رجع المستشفى يتكلم مع المدير.
_ أتمنى يا بنتي يكون كلامه فعلا .. عموما بكرة تتأكدي بنفسك.
_ أنا متأكدة يا بابا ... بالرغم من إني مش عارفة هو عمل ايه بالظبط .. بس أنا أثق في كلامه خالص.
(الأم بتهز راسها)
_ والله الجدع ده أحسن من سي زفت اللي كان خطيبك ده، كان محسوب علينا دكتور وفي المستشفى، وعمره ما فكر ينصرك في شغلك.
(درة متضايقة)
_ وليه السيرة دي يا ماما بس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درة دخلت أوضتها، وبترمي الفون بطريقة انسيابية ع المخدة، وبتفتح ايديها، زي اللي بيحضن نسمة ربيع، وبتتنفس الصعداء..
_ يااااااااااااااه .. كابوس وانزاح..
(راحت عند ترابيزة عليها كتبها، وأوراقها، عايزة تذاكر)
بتفتح كتاب، وعينها بتسرح بعيد، وبتبتسم..
بتسند كتابها ع المكتب، وبتقوم من مكانها، تفتح الشنطة وتطلع التذكرة وتبص لها بابتسامة، وتسرح، تردد كلام في نفسها، وبدون حتى ما تحرك شفايفها..
_ هو في حد كده؟ رغم كل اللي عملته فيه ده، ويعمل علشان كده..
(وقت كتير بيمر وهي سرحانة كده)
بتروح عند الفون بترن عليه، رنة طويلة، وحذيفة بيرد عليها ... بتتلخبط، مش عارفة نفسها بترن عليه ليه)
_ مساء الخير .. أستاذ حذيفة
_ أهلا دكتورة درة .. مساء النور حضرتك
_ هو انا شكرت حضرتك ع اللي انت عملته
_ اه شكرتيني، مع إن مفيش حاجة تستحق الشكر
_ انت أسعدتني بجد ..
_ ربنا يسعدك دايما يا دكتورة..
_ انت انسان عظيم .. وانا بعتذر لك عن موقف المترو
_ ولا يهم حضرتك يا دكتورة مفيش اعتذار..
_ أخبار مامتك ايه؟ بقت كويسة؟
_ اه الحمد لله
(درة متلخبطة .. مش عارفة ايه اللي خلاها تتصل، ومش عارفة تقول ايه، وبتقول أي كلام في أي كلام .. وحذيفة في قمة الخجل، مش عارف يدير المكالمة، وبيجاوب على أد السؤال)
...........................................
الصبح في المستشفى..
درة داخلة مبسوطة، بتسلم ع الكل بطريقة جديدة، مفيهاش عصبية الأيام الأخيرة، وبترد على تحية اللي حواليها بهزة رأسها مع ابتسامة خفيفة..
بتدخل توقع في دفتر الحضور، وبيبلغوها أن المدير عايزها..
درة بترتبك شوية، وبتروح له، وبتقول لنفسها أكيد عايز يعاتبها إنها لجأت لحذيفة امبارح..
كانت المفاجأة إن المدير بيقدم لها الورقة المتقطعة للتقرير، وبيقول لها إنها لازم تشوفها بنفسها علشان تطمن..
كانت فرحانة أوي، وبتاخد الورقة متقطعة م المدير، وبتشيلها في شنطتها جنب التذكرة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درة بتخرج من عند المدير، وبتغمز بعينه لممرضة صغيرة واقفة مستنياها.
وبتطلع فلوس من جيبها..
الممرضة بتجيب لها بوكيه ورد، وبتقدمهولها..
درة بتكرمش لها الفلوس في ايديها..
_ بس ده كتير عن حق الورد يا دكتورة..
_ حبيبتي .. كفاية انك اخترتيه بنفسك..
_ ده انا عيوني ليكي يا دكتورة
(درة أخدت الورد وقبل ما تعمل أي حاجة في شغلها، راحت عند أم حذيفة، وأخته ريناد وكانت فرحانة خالص..
بدأت تفحصها وتطمن عليها..
وبعد ما خلصت .. بصت على ريناد وسألتها
_ هو حذيفة لسة مجاش؟
_ حذيفة مش جاي النهاردة .. للأسف عنده شغل
(درة اتفاجئت واتضايقت، وحست اليوم اتقفل معاها)
..................................................
درة بتنزل متوترة، هتبدأ تشوف شغلها، وهي مكشرة، ومستغربة من نفسها، مش عارفة ايه اللي يضايقها في إن حد زي حذيفة راح شغله، ومش هيروح لأمه المستشفى.ماشية في قسم الطوارئ، وكان في دكتور شاب، واقف يبص عليها من بعيد، وكان مبتسم .. بيراقب خطواتها، ومنتظر أنها توصل عنده..
هي مش مركزة معاها خالص، وبتطلع الفون من جيبها، بشكل فيه لهفة ..
بتعمل سيرش عن اسم حذيفة، وبترن عليه، ومش عارفة نفسها هتقول ايه..
بترفع وشها، تلقي نظرة بغيد، وبتشوف الطبيب الشاب ده..
وشها كشر أكتر ... ووقفت متضايقة
_ أووووووووف ... اصتباحة متنيلة ...
(حذيفة بيفتح عليها .. وبيقول ألووو ... و درة بترتبك وتقول ألوووو). في نفس اللحظة اللي الطبيب الشاب ده بيقول لها:
_ درة .. وحشتيني أوي........................
الحلقة التالتة خلصت
ويعتذر بجد عن التأخير .. واللخبطة في المواعيد ..
بس قربت أتخلص م الضغوط اللي انا فيها ..
وبعون الله بكرة ميعاد الحلقة الرابعة ..
قصة (درة),
تأليف/ سيد داود المطعني
تصميم الغلاف/ محمد محمود التريكي
أنت تقرأ
دره
Romanceالقصة الجديدة اسمها (درة) هتكون اجتماعية رومانسية.. وعندي احساس أنها هتعجبكم .. لأنها رومانسية بشكل مختلف .. ومليانة تشويق .. هنبدأ ننشرها مع بعض من بكرة أن شاء الله .. و زي كل القصص اللي بننشرها ع السوشيال ميديا هتكون بالعامية المصرية .. انتظرو...