الفصل الحادي عشر

14.4K 357 7
                                    



الرغبة ............هذا الشعور الذي يتولد لدينا فننطلق دون بصيرة لإشباع حاجتنا .............يرى أفلاطون أن الرغبة غريزة فطرية في الإنسان إذ أن الإنسان بطبيعته كائن راغب وعلى العقل أن ينظم تلك الرغبات ويتحكم بها ................ويبدو أن هذا كان حال كارمن فطالما تحركت خلف أهوائها دون حساب ..............ولم تدع المجال لعقلها أن يتحكم بتلك الأهواء خاصةً في علاقتها بخالد وعلى جانب آخر يرى سبينوزا أن الرغبة هي نتاج أفكار الإنسان من أجل الإستمرار في الحياة ..............في الوجود .............فهي في نظره أساس الفكر والإرادة والسلوك ............ ورغبة خالد في الإنتقام من مختار طالما كانت هي المحرك الوحيد لسلوكه إتجاه كارمن

جلس يتفحص المكان حوله بإهتمام ..............تقدمت منه وقد صففت خصلاتها الحمراء بعناية وزادت من بريق أحمر الشفاة خاصتها عن قصد وتابعت : عجبتك الشقة
إبتسم بمكر وقال : شبهك
نظرت له بثقة : يبقى عجبتك
خالد : طول عمرها عاجباني
كارمن : هي مين دي
خالد : ههههههههههه يعني مش عارفة
كارمن : وداني تحب تسمعها
خالد : كارمن ...............أنا عايزك تكوني مراتي
تبدلت ملامحها ............لم تتوقع ان يبادرها بطلب كهذا زبتلك الطريقة وعلى الرغم من سعادتها به بل تمنيها لهذا الطلب ومنذ زمن ...............ترددت صمتت قليلاً ربما حتى تنتظم دقات قلبها المتسارعة ............... تابعت وقد لاحت إبتسامة على شفتيها : إنت بتقول إيه
خالد : اللي سمعتيه
كارمن : وبابا .......ومامتك .........و...........
إقترب منها ..........وضع إصبعه على فمها الصغير ليوقف حديثها ............. همس بأذنها : وإحنا من إمتى بيهمنا حد .....................

وتم الزواج وجن جنون مختار حتى أنه إمتنع عن مخاطبة إبنته بعد إصرارها على إتمام الزيجة وفريدة ظلت كعادتها ضيفة شرف في حياة نجلها فعلمت بخبر زواجه عن طريق الهاتف !!!!

ومرت شهور وخالد لا يقوم بشئ سوى إسعاد كارمن شعرت أن حُلمها تحقق فهى تعيش كالأميرات مع الزوج الذي طالما رغبته ...............لم يفعل خالد شيئاً سوى الإهتمام بعمله وبث رسائل الطمأنينة في قلب كارمن فلم يسألها عن أي شئ يخص أبيها أو شركته السابقه بل ركز جهوده في تحقيق حلمه الأكبر وهي مزرعة الخيل ............كان يود إفتتاحها في أقرب وقت فطالما كانت لحظاته مع الجياد هي أسعد أوقاته ...............كان يهرب من أحزانه على مر السنوات ويذهب لإمتطاء الخيل .............كان يشعر بالراحة كلما بث شكواه بهمسات متقطعة لتلك الكائنات الرقيقة وكأنها تفهم شكواه تشعر به ............تنطلق به وتعدو بحرية فيشعر أنه إمتلك عالم آخر .............. عالم أفضل .

*********************

إقتناص الفرص ............إستراتجية بسيطة لا يتبعها الكثيرون ولكن خالد إتبعها وبدقة وعندما جاءته الفرصة أصبح الرجل المناسب في المكان المناسب ............كان المرض تمكن من مختار فأصبح قعيداً أغلب الأوقات تاركاً الجمل بما حمل كما يقولون لإبنه كريم الذي برع وبشدة في إفشال كل نجاح يتعثر به و إستطاع خالد بعلاقته القوية بكبار رجال الأعمال أن يساعد على إبراز فشل كريم بل ومساعدته أيضاً على الفشل وبتفوق ........... حتى أنه كان يعلم كل صغيرة وكبيرة عن صفقات كريم المشبوهة من أجل الحصول على المال السريع

همس الجياد بقلم /مروه جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن