إنتهت زيارة عبد الرحمن وثريا لإيناس بالمزرعة ............على قدر حنينها إليهم وإفتقادها لصحبتهم إلا أنها شعرت بالراحة عندما إنفردت بنفسها وتقوقعت داخل عزلتها مرة أخرى ............كان الباب يدق بإلحاح .............نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على السادسة مساءاً ولمحت أكثر من ست مكالمات على هاتفها الجوال .................منذ أمس وهي غارقة دون وعي مع ذكريات زوجها الراحل وكأنها تؤكد لنفسها قبل الجميع أنها مبحرة في ذكرى شريف حتى الغرق ..............ولا شئ غير ذلك ..............مازال الباب يدق بإلحاح .............قامت متكاسلة لتجد رقية والقلق بادياً بقوة على ملامحها .............وضعت يدها على صدرها ونظرت نحو إيناس بغضب وتابعت : وقعتي قلبي وخضتيني عليكي
إيناس بتلعثم وهي تغلق الروب الطويل الذي إرتدته مسرعة قبل أن تفتح الباب : مدام رقية ............خير
رقية : كل خير يا حبيبتي بكلمك من الصبح تليفونك مش بيرد وكمان بخبط وغبتي على بال ما فتحتي قلقت جدا طبعا .............كان خلاص قدامي شوية وأنادي على خالد يكسر الباب ...............
إيناس : معلش أصل الموبايل كان جرسه مقفول من امبارح وأنا ماخدتش بالي
رقية : واضح إني صحيتك من النوم
إيناس : لا عادي
رقية : عموما مش حامشي وأسيبك تنامي براحتك والكلام ده ...........يلا قومي إلبسي
إيناس بدهشة : ألبس !!!
رقية : أيوه حنخرج
إيناس : نخرج نروح فين
رقية : عيد ميلاد ..........يلا بقة
إيناس : طيب أفهم بس عيد ميلاد مين
رقية : عيد ميلاد حبيبي .............إرتحتي
نظرت نحوها إيناس بدهشة وإبتسمت : هو إنتي عاملة عيد ميلاد للبشمهندس حسن
ضحكت رقية بشدة ...........ضحكت حتى تبدلت ضحكتها بإبتسامة تحمل في طياتها الألم .............تابعت بنبرة تصتنع المرح : حسن سافر مصر الصبح ومش حيرجع إلا بكرة بالليل ..............
إيناس : طيب ليه ماسفرتيش تغيري جو
رقية : هو انا يا بت مش قلت ليكي مكاني هنا وبيتي هنا ....................هو وراه مشاغل حيقضيها ويرجع .............ويلا بقة متعطلنيش
إيناس : طيب احنا رايحيين عيد ميلاد مين
رقية : عارفاكي حتتعبيني .............عيد ميلاد عمر حبيبي
إيناس وقد إبتسمت وعقدت حاجبيها في محاولة للفهم : اللي هو يبقى مين
رقية : ده يا ستي يبقى أجمل طفل في الدنيا ...........حبيب قلبي تم سنة ...........أصل عمر ده إتولد على إيدي .............على فكرة مامته نفسها تتعرف عليكي وشددت عليا اعزمك على عيد الميلاد
إيناس : وهي تعرفني ؟
رقية : ماهو أنا أصلي رغاية وحكيت ليها عنك ............نرمين مهندسة زراعية وشغالة هي وجوزها في الجزء التاني من المزرعة ............الجزء الطبيعي والاكثر مرحاً يا حبيبتي ...........ومفيش إعتذار ..........أنا بصراحة مش عايزة أخرج لوحدى ..........ها
إيناس : خلاص حاجهز نفسي مع إني مليش في جو الحفلات ده
رقية : السواق مستنينا نص ساعة وتكوني في العربية فاهمة
إيناس : فاهمة ..........صعدت إيناس لغرفتها ............بدلت ملابسها وكعادتها إختارت زياً بسيطاً مكوناً من فستاناً أنيقاً بلون رمادي فاتح وأرتدت فوقه سترة قصيرة من خامة الجينز .............صففت شعرها سريعاً وتركته مسترسلاً خلف ظهرها ثم سحبت حقيبتها على عجل وتوجهت للسيارة حيث تنتظرها ثريا ............نظرت ثريا لإيناس بإعجاب وقالت : ايه الحلاوة دي
إيناس : اه يعني أرجع أغير هدومي ............ شكلي ملفت ولا إيه
رقية : حبيبتي حلاوتك في بساطتك ............ويلا العربية حتتحرك إتأخرنا
إيناس : بس دلوقتي أنا لازم أجيب هدية .........حجيب منين ؟!
رقية : إتفضلي يا ستي دي هدية بسيطة عليها إسمك عملت حسابك طبعا معايا
إيناس : يا خبر ............طيب حسابها بقه
رقية : الحساب يوم الحساب
إيناس : لأ مش حينفع
رقية : خلاص يا ستي نتحاسب بعدين الدنيا مش حتطير ........إطلع يا عم فاروق
أنت تقرأ
همس الجياد بقلم /مروه جمال
Romansaعندما أصبح هروبي بداية وعشقي خطيئة أصبح منبع سعادتي هو سر ألمي زهدت الكلمات وتحولت حياتي لمجرد همسات مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح نعم.......همساتي لتلك الجياد فأصبحت حياتي ........همس الجياد مواقف كتير قوي في حياتنا بنحس إنها مرت علينا قبل كده...