كيف نرى العالم .............. هل نراه كما هو أم نراه كما نريد أن نراه .الحقيقة أننا نرى العالم من خلال أنفسنا ............ أفكارنا .......... مشاعرنا .......... ربما سعادتنا أو غضبنا .
الصورة السابقة تمثل إختبار . فإذا نظرنا ملياً للصورة على اليمين ثم عدنا للصورة في المنتصف سنراها إمرأة جميلة .............. شابة ................ لها أنفٌ دقيق وترتدي عقداً ربما من الماس ولكن .............. إذا نظرنا بدقة للصورة الأخرى على اليسار ثم عدنا مرة أخرى للصورة في المنتصف سنجدها عجوز !! نعم عجوز تبدو في السبعين من العمر .......... حزينة ........... لها أنفٌ ضخم وترتدي شالاً سميكاً .......
نعم ............. نحن نرى الحياة بمنظور مختلف ويختلف بإختلاف تجاربنا ............ ماضينا ............ أفكارنا ..............هواجسنا ............ وستتبدل الصورة كلما تغيرنا نحن .
نعم ........... الصورة ثابتة ونحن من نتحرك .
خالد
مرت عدة أيام .............. وإستقرت كارمن بالمشفى النفسي ............. كان يذهب لزيارتها يومياً ............ مرت الأيام عليه مزدحمة ........... ممتلئة بما حدث ويحدث وسيحدث ومع مرور الوقت بدأ يوقن ويعي التغيير حوله ........... إختلف كل شئ ......... كارمن تبدو مختلفة ........... ملامحها ......... إبتسامتها ............. عيناها ............. وكأنها ليست كارمن ............ وكأنها إمرأة أخرى قابلها فقط منذ عدة أيام ............ فلم تعد خصلاتها الحمراء ثائرة .............. جامحة كما إعتادها لا بل أصبحت هادئة ............ مستكينة ............. خاضعة .
زرقة عيناها تملك منها السكون ......... والركود ............ ربما اليأس وربما العفة .............. نعم إنطفأت شعلة الرغبة بداخلها ............ ولكن أية رغبة ؟؟ رغبتها أم رغبته .............. فمنذ البداية كارمن لم تكن سوى رغبة .............. رغبة الإنتقام .............. رغبة الكيد .......... ورغبة المتعة ............ والآن أصبحت رغبة التطهير .نعم إختلف كل شئ وأصبح يراها بمنظور مختلف .............. مسالم ........... هادئ ............. مسامح ........... منظور معبقٌ بنكهة البندق .
***************************
إيناس
عادت للمنزل ............ عودة أخرى ............. مرة أخرى ........... مشفى آخر ............
يبدو كل شئ مختلفاً ............. على الرغم من أنه لم يتغير شئ فالأثاث مرتب كعادته ............... عبق الدفء يغمر المكان كما عهدته ............. والدتها تمارس طقوسها الخاصة بالمطبخ التي تنبئ بوجبة شهية ساخنة .............. وجبة تلذذت بطعمها أكثر من ذي قبل ............ نعم كل شئ يبدو أجمل ............ حتى الشرفة ................ شرفة شريف ...............تلك الشرفة التي إحتضنت ذكرياتها ...........أحلامها .............. سعادتها ............أحزانها ............. عشقها .
لم تتوجه نحوها بخطوات مرتجفة تلك المرة .............. لم ترى القبح بمعالمها كما إعتادت ............ فالمرأة بالشرفة كانت تبدو جميلة .............. متفانية ............. سعيدة ............ إنها أم مستمتعة برونق الطفولة المحيط بها .............. وكأنها تراهم لأول مرة ........... وكأنها ترى الحياة من جديد .
أنت تقرأ
همس الجياد بقلم /مروه جمال
Romansaعندما أصبح هروبي بداية وعشقي خطيئة أصبح منبع سعادتي هو سر ألمي زهدت الكلمات وتحولت حياتي لمجرد همسات مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح نعم.......همساتي لتلك الجياد فأصبحت حياتي ........همس الجياد مواقف كتير قوي في حياتنا بنحس إنها مرت علينا قبل كده...