الغضب تلك العاطفة المتأججة ...............تكتسحك بجنون في البداية تسيطر على دقات قلبك أم ربما قفزات قلبك .............. ثم تقتحم ملامحك فيتملكها العبوس ..............كلماتك التي ستتمكن منها الفظاظة حتى النخاع ..............صوتك ........... جهوريته ............حشرجته ........... ضعفه ............ فالغاضب ضعيف ........... وخاصةً هذا الغاضب
كانت إيناس بالمطبخ تحاول إشغال نفسها بإعداد بعض الطعام الذي ربما لن تأكله في النهاية .............. ما زالت كلمات الحمراء تتردد بأذنها ............... ماذا تقصد بتلك الكلمات السخيفه ثم إنها لم تكن بجواره في زيارتها السابقه ............ كانت عائدة للعيادة وهو كان سيمتطي رعد ............ زفرت بغضب وحاولت طرد كلمات كارمن من عقلها .............إنتبهت لصوت خالد الصارخ ........... لم تستطع أن تكبح جماح فضولها لتفسير كلماته ............ تركت ما بيدها وإنتبهت لكلماته ...........بل صوته المتحشرج ..........ضعفه
كانت كلماته مريرة ............ إخترقت أذنها وعقلها معاً ............. وكأن عبارته شكلت قصة قصيرة ظلت تتفكر فيها طوال الليل ............ هناك طفل صغير خلف هذا الوجه البائس ............... طفل مشتاق لأمه ............ زوج إستحل مال اليتيم وكافح هذا اليتيم ليسترجع حقه ممن يظنون أنه ليس بحقه !!!! ............. من المصيب ومن المخطئ !!!! ........... ولكن خالد ليس بمخطئ هو فقط غاضب ........... غاضب بشدة ............. تخيلت ملامح وجهه عندما سمعت نبرته الباكية ............. عضلات فكه المنقبضة .............. ربما إحمرار وجهه ............ أم تحجر بعض العبرات بعيناه ........... وعندها شعرت نحوه بالشفقة فهي إن لم تختبر هذا الغضب الجامح فتعرف جيداً عاطفة الحزن الجارف .............
نظرت له كارمن بإبتسامة وتابعت : فرصة سعيدة يا أستاذ حمزة
حمزة : أنا الأسعد
كارمن : طيب ........ تحب أوصلك في حته
حمزة : لا أنا داخل جوه وواضح إن حضرتك خارجه
لمعت عيناها وتابعت : إنت بتشتغل هنا
حمزة : أيوه ........... بس حضرتك ما بتشتغليش هنا
قالها بإبتسامة ماكرة
كارمن وقد إستعادت نفسها وضحكت بدلال : لا ............ كنت بزور حد
حمزة : بجد مين أنا كلهم جوا صحابي
تابعت بإبتسامة ساخرة : كنت بزور جوزي ...........السابق
صمت قليلاً ربما لإستيعاب ما قالته دون تردد ثم تابع : من غير زعل أنا في قلبي على لساني
كارمن بدهشة : إيه
حمزة : مين الحمار ده اللي بقى سابق
ضحكت بشدة وتابعت : تصدق هو فعلا حمار بس يا ترى لما أقولك مين حتفضل متمسك برأيك
نظر لها بريبة : ليه هو مين
قالت بتحدي : خالد
ضحك بإنهزام وتابع : هو حضرتك كنتي مرات بشمهنس خالد
كارمن: أيوه
حمزة : يعني ........... هو بلاش حمار دي شيليها في المونتاج
كارمن : مش ممكن إنت بجد ضحكتني النهارده ضحك يعوض سنين
حمزة : يا خبر ليه بس
كارمن وقد زفرت بإرتياح : ماهو الجواز الفاشل آثاره بتستمر شوية
حمزة : أنا آسف
كارمن : إنت مهندس برده زي خالد
حمزة : أيوه
صمتت لوهله ثم أنار عينيها بريق غريب وتابعت : تعرف إن الصدفة فعلا خير من ألف معاد
حمزة : مش فاهم حضرتك تقصدي ايه
قالت بمكر : أصل انا كنت جاية عايزة من خالد خدمة وغالبا مش حيعملها ودلوقتي بقه القدر رماك في سكتي وشكلك حتكون الشخص المناسب للمهمة دي
حمزة بدهشة : أنا !!!! مهمة إيه
فجأة و دون مقدمات قامت كارمن بتمرير أناملها الرفيعة بين خصلاتها الحمراء فدفعتها بحركة واحده على أحد كتفيها ثم نظرت نحوه مطولاً وقالت بإبتسامة دافئة : بص يا سيدي .........أنا خريجة فنون جميلة ومحتاجاك في شغل
حمزة وقد صمت لوهلة يتأملها ثم إستدرك نفسه وتابع : بجد حضرتك لازم تكوني فنانة جميلة ............ قصدي فنانة فنون جميلة ...........انا آسف ...........أنا متلخبط
ضحكت بدهاء وتابعت : أنا رسامة وبحب أعمل معرض كل سنتين كده والمرة دي عايزة أعمل معرض يكون بس عن الورد
حمزة : الورد !!!!!
كارمن : اه الورد ...........اعظم لوح اترسمت كانت عن الورد ......... زهرة الخشخاش مثلا
حمزة : فعلاً
كارمن : انا بقه كنت محتاجه حد متخصص موسوعة كده يعرفني كل الانواع ويجيبلي كتب او مجلات عن أشكالها ........ صفاتها .......... معانيها ...........علشان أدخل في الحالة وأرسم ............أنا عايز أحس الورد ...........أفهمه ...........أعيشه
كانت تتحدث بهمس لا يعلم ماذا أصابه ولكنه شعر كالمسحور أمام نبرتها الهامسة ........... مسحور وسعيد بتلك الشخصية الفريدة من نوعها أجابها دون تردد : أنا تحت أمرك
لمعت عيناها بإنتصار : تمام ........... حديك تليفوني واخد تليفونك ونحدد معاد ........ نقول أول معاد
حمزة : خلاص يبقى أول معاد
أنت تقرأ
همس الجياد بقلم /مروه جمال
عاطفيةعندما أصبح هروبي بداية وعشقي خطيئة أصبح منبع سعادتي هو سر ألمي زهدت الكلمات وتحولت حياتي لمجرد همسات مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح نعم.......همساتي لتلك الجياد فأصبحت حياتي ........همس الجياد مواقف كتير قوي في حياتنا بنحس إنها مرت علينا قبل كده...