إرتشف القليل من عصير البرتقال ثم وضعه جانباً ونظر نحوها وهو يزفر بغضب مصطنع : العصير من غير سكر يا أبلة روكا
نظرت رقية نحوه ضاحكة : ده أحلى حاجة فيه مزازته
حمزته : مزازته ............ مش شارب هاتيلي فراولة
رقية : يابني بلاش عندك حساسية منها
حمزة وقد قطب جبينه مثل الاطفال : بس أنا بحب الفراولة
رقية : فاكر وإنت صغير كنت بتقولها فررررلاولة
إبتسم حتى ظهرت غمازتي ثغره ثم تابع : وكنت باصعب عليكي
رقية : اه وكنت أديلك ومامتك يا عيني تلاقيك قلبت أحمر بعد كده
حمزة : ماله اللون الأحمر ...........ده حتى موضة
رقية : كانت أيام حلوة
حمزة : ودلوقتي برده أيام حلوة
رقية : أهي كلها أيام يا حمزة
حمزة : أبلة روكا
رقية : نعم يا حبيبي
حمزة : سافرتي ليه ورجعتي ليه
إبتسمت بسخرية ربما لتخفي دهشتها من سؤاله ................. إرتبكت قليلاً ثم تابعت : وإنت إديتني الكتاب ليهنظر نحوها بعمق ................ ربما لأول مرة تلمس تلك النظرة العميقة بعيون هذا الشاب الصغير ............. فرك صدغيه وتابع وهو ينظر نحو الأرض : مش عارف .......... حسيت إن الدنيا بتتحرك من حواليكي وإنت ثابتة مكانك ولو متحركتيش معاها حتسيبك وتمشي فكان لازم أديكي الكتاب لإني مقدرش أقولك تعملي إيه بس أقدر أخليكي تفكري حتعملي إيه
دمعت عيناها وتابعت بصوت مرتجف : بس أوقات بيكون عدم التفكير راحة يا حمزة
حمزة : اه ........... بس راحة وقتيه ............... مؤقتة ............ يعني بالبلدي كده بنضحك على نفسنا
رقية : يعني إنت شايف إني بضحك على نفسي
حمزة : كنتي بتضحكي على نفسك لكن أعتقد دلوقتي خلاص
إبتسمت له رقية ولكنها لم تجب على سؤاله ............ بل شردت في سؤالهلماذا عادت
عادت من أجلها أم من أجل حسن أم ربما من أجل كلاهما !!!!!!
حسن طفلها المدلل ............. كيف لها أن لا تعود .......... ألم تكن تنتظر إتصاله كل ليلة حتى تطمئن عليه ........... ألم تفتقد رائحة عطره على وسادتها .............. قلقها الدائم في الليل لتتأكد أنه مدثر بغطائه ثم توقن في النهاية أنه ليس بجانبها .....................زجاجة المياه التي دأبت على وضعها كل ليلة بجانب فراشها ليملأ جوفه بالمياه بمجرد إستيقاظه كما إعتاد ........ كانت تستيقظ في الصباح تنظر نحو الزجاجة ساخرة موقنه أنها وحيدة بدونه بل وصل بها الأمر بوضع بعض شرائح الليمون في فنجان الشاي المسائي مثلما إعتاد وشربته هي في النهاية وكأنها .............. هو
لماذا رحلت
لا تعلم ربما رحلت لتعود !!!!!!أخرجها صوت حمزة من شرودها : أبلة روكا روحتي فين
رقية : مفيش يا حبيبي سرحت شوية .............. بقولك إيه أقعد إتغدى معانا
حمزة : لا مش حينفع ............... إلا صحيح أخبار إيناس إيه
رقية بإبتسامة : كويسة
حمزة : إيه بتضحكي على إيه
رقية : مفيش بس باين عليك قوي إنك مهتم ............ إتقل شوية
حمزة : مشكلتي إني بمعرفش ........... مانتي عارفاني اللي هنا ........ هنا
قال جملته وهو يشير لقلبه ثم للفراغ حوله يقصد خروج مكنون قلبه دوماً رغماً عنه
تابعت رقية : بس إيناس يا حمزة لسه عايشة في ذكرى جوزها
حمزة : تعرفي إن إيناس زيك محتاجة تقرأ الكتاب
رقية : برده
حمزة : هي محتاجة تفهم إن الحياة لازم حتمشي مش حتقف بعد موت شريف والحياة دي تشمل كل حاجه شغلها ........... أسرتها ............مشاعرها
رقية : صعب قوي دلوقتي يا حمزة ............ إيناس حتهرب من أول تلميح صريح من أي راجل يقابلها حتعتبر ده تعدي على ممتلكات شريف ............
حمزة : ده وفاء ؟
رقية : الست غير الراجل يا حمزة ............. الراجل بيحب علشان يتجوز فدايماً تلاقيه حب الست اللي ينفع تكون مراته............. يعني بيحسبها بعقله وقلبه............. على عكس الست لما بتحب ماتحسبهاش ممكن يكون أناني ........... قاسي ............ قوي .............ضعيف ............. أو حتى ميت .............. إيناس من النوعية دي ..........إيناس مش حتتجوز إلا إذا حبت يا حمزة
صمت حمزة قليلا وإبتسم بسخرية فنظرت له رقية بدهشة وتابعت : إيه تحليلي مش عاجبك
حمزة : لا بس كده حسب تحليلك ده ............ أبقى أنا ست
أنت تقرأ
همس الجياد بقلم /مروه جمال
Roman d'amourعندما أصبح هروبي بداية وعشقي خطيئة أصبح منبع سعادتي هو سر ألمي زهدت الكلمات وتحولت حياتي لمجرد همسات مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح نعم.......همساتي لتلك الجياد فأصبحت حياتي ........همس الجياد مواقف كتير قوي في حياتنا بنحس إنها مرت علينا قبل كده...