تقف حائرة بالمطبخ بين أكواب الدقيق والبيض ............ وضعت الشكولاته الجافة بأحد القدور لتقوم بتذويبها كما نبهتها رقية .............اااااااااااااااااه رقية ..........تلك المرأة المسالمة التي تتبدل وتصبح وحش كاسر عندما يتعلق الأمر بالطعام ........... كانت حقاً تود التملص من تلك الدعوة خاصةً عندما علمت بوجود حمزة ............ فنظرات إعجابه تتزايد يوماً بعد التالي .............وكلما رمقها بها كانت تشعر بضيق لا حدود له يتمكن منها ويطغى على أنفاسها وكأنه ذنب بل ربما خيانة ................ ولكن هل حمزة فقط هو سبب رغبتها في عدم الذهاب أم ربما خالد ........... منذ مغامرتها الطائشة مع رعد وهي تشعر أنه يراقبها ............. ينتظر دون صبر ترويض آخر منها لحصانه الثائر وكأنه ينتظر فشلها أو ربما هروبها ...........و كأنها بترويضها لرعد قد تعدت على أهم ممتلاكته وقامت دون أن تقصد بفك شفرته الخاصة التي لا يبرع فيها أحد سواه !!!!! ياله من طفل كبير ............طفل غاضب كبير ............... ولكنها مع ذلك لم تستطع الإبتعاد عن رعد ........... كانت تتسلل بخفه لحجرة رعد بعد أن يترك خالد الإسطبلات ويعود لمكتبه ............
وكأن لحظاتها الثمينة مع رعد ملك لها فقط وليس من حق أي أحد التلصص عليها فهي لحظات ليست فقط من أجل رعد بل من أجلها هي أيضا ً ...........شعور جارف بالراحة بل بالسلام يجتاحها كلما ربطت عصابة عينيها ووقفت أمامه ...........تربت بحنان على وجهه وتهمس في أذنه بشكواها وكأنه أفضل مستمع على وجه الأرض تخبره كل ما تريد دون تردد أو خجل ................ وهو يستمع إليها دون كلل أو ملل .............نعم هي لحظات ليست من أجل رعد فقط ...............بل من أجلها أيضاً
أخيراً أنهت كل شئ ......... ألقت نظرة أخيرة على كعكة الشوكولا ثم لفتها بحرص وإتجهت نحو منزل رقية ............
نظرت نحوها رقية بمكر وهي تفتح لها الباب وقالت : طيب ما كنتي جيتي بدري مدام مش عايزة حد غيري يفتحلك
إيناس : زي ما وعدتيني محدش يعرف إن أنا اللي عاملها ...........طلع طعمها وحش ذنبك إنتي بقه إنتي اللي أصريتي إن أنا أعملها
رقية : ما هو لولا كده كان زمانك قاعدة في البيت ومجتيش منا عارفاكي
إيناس مبتسمة : بصراحة اه .............هو مين وصل
رقية : نيرمين وعمر ويوسف و حمزة ..........خالد هو اللي لسه موصلش
-
وأنا وصلت أهو
كان هذا صوت خالد وقد وصل لتوه وقد ظهر فجأة خلف إيناس وكأنه جاء من العدمنظرت نحوه رقية مرحبة : أهلا أهلا إتفضل يا بشمهندس
كانت إيناس ما زالت ثابته بمكانها غير مدركة أنها تعترض طريقه ............
نظرت رقية نحوها بإبتسامة : إيناس يلا يا حبيبتي إتفضلي
أدركت لحظتها أنها تقف في طريق مروره فدخلت على الفور وهي تقول : متأسفة دون أن تنظر نحوه ودخل هو أيضاً دون أن ينظر نحوها أو يوجه لها التحية .............تقدم خالد من حسن الذي قابله مرحباً ثم جلسوا سوياً منفردين بعيداً عن باقي المجموعة وإنشغلت رقية بتحضير المائدة وساعدتها إيناس ...........
أنت تقرأ
همس الجياد بقلم /مروه جمال
Romansaعندما أصبح هروبي بداية وعشقي خطيئة أصبح منبع سعادتي هو سر ألمي زهدت الكلمات وتحولت حياتي لمجرد همسات مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح نعم.......همساتي لتلك الجياد فأصبحت حياتي ........همس الجياد مواقف كتير قوي في حياتنا بنحس إنها مرت علينا قبل كده...