الثاني

24K 597 12
                                    

الفصــــــ(2)ـــــــل
بعنوان"يوسـف الرواي ... الوحش"

نطقت حروف اسمه بخوف جلي ظهر واضحا في نبرة صوته بينما هو لم تتغير تعبيرات وجهه الجامدة ولا حتي رمشت عينيه فقط همس بكلماته تلك وعاد لصمته المرعب مرة أخري
ظلت لثواني تتنفس بأضطراب قبل أن تقول بنبرة مرتجفة خائفة:-
_انــا اسفــة
رد فورا بانفاسه اللاهبة:-
_بتتأسفي بعد أية
كادت تبكي من ذلك التوتر الذي يسيطر علي أعصابها ولكن بدلا من ذلك وقفت من جلستها والتفتت تنظر له بعيون متوترة خائفة وجائت لتتحدث ولكن شعرت وكأنه لسانها فقد حاسة النطق الان..
بينما مـد هو يده اليسرى ووضعها علي كف يدها ثم حركها ببطء صعودا لكتفها ومن بعدها استخدم يده اليمني ووضعها علي خصرها مما جعلها تنتفض فجأة برعشة خفيفة بينما همس هو بنبرة باردة سببت لها هلاكا داخليا:-
_اسفة علي أن في حد لمسك .. حد اتجرأ وحرك أيده عليكي
مع آخر كلمة له حرك يده علي خصرها ببطء شديد لتتجمع الدموع بعيونها هاتفة:-
_انا .. انا
صرخ فجأة:-
_انتي أية
نظرت للاسفل ولم تتحدث ليقول هو بصوت جامد:-
_هتطلعي من المكان دا ومفيش رجوع ليه تاني ، انتي فاهمة
اؤمات بنعم سريعا
وقبل أن تمر دقيقة وجدت أنها عادت وحيدة في الغرفة مرة أخري .. بتلك السرعة غادر لدرجة أنها أصبحت تشك أن الذي حدث كان حقيقيا ام كان من وحي خيالها..
______★______★______★______★
تصادف خروجه من غرفتها مع خروج ندي وحمزة من غرفة الاخر لتنظر له ندي بنظرات مصدومة كارهة بينما حمزة توتر داخليا بعض الشئ ولكن لم يظهر ذلك وهو يتقدم نحوه ببسمة حاول أن يظهرها جيدا حتي وقف أمامه وقبل أن يمد يده له بترحيب وجده يقول بنبرة تهديد:-
_لو عايز المسرح دا يفضل في مكانه يبقي تبعد عن لين
ثم تركه وغادر مرة أخري
لينظر لاثره بصمت لثواني قبل أن يفيق علي صوت الباب الذي فتح بعنف ودخول ندي بخطوات شبة راكضة لتلك المسكينة

دخلت ندي لغرفتها لتجدها مازالت تقف كما هي تتطلع لـ الباب الذي فتح منذ لحظات بصمت غريب لتتقدم نحوها وهي تقول بخوف شديد عليها:-
_لين انتي كويسة
ظلت كما هي للحظات قبل أن تنظر لها بنظرات ضائعة وهي تهمس:-
_هو كان هنا صح
صمتت لثواني قبل أن تتابع بانهيار:-
_هو كان هنا وانا مكنتش بتخيل صح .. هو مش هيسيبني في حالي ياندي مش هيسيبني .. مش هيسيبني
ظلت ترددها بخوف قبل أن تتقدم ندي نحوها وتحتضنها بحنان هامسة بجوار اذنها برقة محاولة أن تهديها:-
_اششش اهدي يالين هو مشي خلاص مبقاش هنا
قالت بنبرة وكأنها في عالم اخر:-
_انا عايزة اموت انا عايزة ابعد عنه مفيش طريقة أبعد بيها عنه غير الموت
قالت ندي بلهفة:-
_بعد الشر عليكي ياحبيبتي موت أية بس اللي بتقولي عليه اهدي يالين وكل حاجة هتبقي كويسة اهدي بس دلوقتي
_خدي شربيها المية دي
قالها حمزة وهو يمد لها كوبا من الماء البارد لتاخذه منه وتقربه من شفتي الاخري لتشرب منه بعض القطرات وهي ترتجف بينما حمزة يراقبها بشفقة وحزن وهو يشعر بأنه ليس لديه ما يفعله من اجل تلك الفتاة ... من اجل صديقته

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن